إدارة بايدن توافق على صفقة أسلحة لإسرائيل

دعوات في الكونغرس لوقف فوري لإطلاق النار في غزة

TT

إدارة بايدن توافق على صفقة أسلحة لإسرائيل

أكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، في الكونغرس، ما نقلته تقارير صحافية، عن أن إدارة بايدن أبلغت الكونغرس بصفقة أسلحة لإسرائيل بقيمة 735 مليون دولار من الأسلحة الدقيقة.
وقالت المصادر إن هذا الإبلاغ جاء في بداية الشهر الجاري، أي قبل بدء المواجهات، مشيرة إلى أن نافذة الاعتراض عليها في الكونغرس قد أغلقت بسبب مضي الوقت المخصص للاعتراض بحسب القانون الأميركي، خصوصاً أنها أرسلت إلى الكونغرس في إطار الموافقة العاجلة التي تعطي للمعارضين فترة 15 يوماً فقط للاعتراض رسمياً. كما أشارت المصادر إلى أن الاعتراض يجب أن يبدأ في لجنة العلاقات الخارجية في مهلة أقصاها 10 أيام منذ إبلاغ الكونغرس، وأن هذه المهلة انقضت.
وعلى خلفية الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، تتعالى أصوات المشرعين في الكونغرس المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة. وللمرة الأولى منذ اندلاع الصراع ينضم صوت جمهوري للأصوات الديمقراطية الداعية إلى وقف فوري لإطلاق النار، إذ أصدر السيناتور الجمهوري تود يونغ، بياناً مشتركاً مع زميله الديمقراطي كريس مرفي، يدعو فيه إلى وقف لإطلاق النار واتخاذ خطوات للحفاظ على حل للدولتين.
وعلى الرغم من أن البيان بدأ بالجملة المتعارف عليها في واشنطن، بالتشديد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها بمواجهة صواريخ «حماس»، تابع السيناتوران البارزان بالقول: «نتيجة لاعتداءات حماس بالصواريخ والرد الإسرائيلي، على الطرفين الاعتراف بأن الكثيرين فقدوا حياتهم وهناك ضرورة لعدم تصعيد المواجهة أكثر. إن التقارير التي تشير إلى أن الأطراف تنظر في اتفاق لوقف إطلاق النار، مشجعة. نأمل في أن يتم التوصل إلى هذا الاتفاق بسرعة، وأن يتم اتخاذ خطوات إضافية للحفاظ على مستقبل حل الدولتين».
بالتوازي مع هذا البيان، انضم السيناتور الديمقراطي كريس مرفي إلى 27 من زملائه الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، الذين أصدروا بياناً يدعون فيه إلى وقف فوري لإطلاق النار. ويقول البيان الذي وقع عليه 28 سيناتوراً بارزاً من الحزب: «في سبيل تجنب أي خسائر إضافية لحياة المدنيين وتجنب أي تصعيد للصراع بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية، ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار». بيان مقتضب لكن أهميته تكمن في انضمام أحد القيادات الديمقراطية البارزة إليه، وهو السيناتور الديمقراطي ديك دربن، الرجل الثاني من حيث التراتبية في القيادات الديمقراطية. وهي المرة الأولى التي يصدر فيها بيان من هذا النوع، وإن كان يعد انتقاداً خجولاً للتصرفات الإسرائيلية، بمشاركة بعض القيادات الديمقراطية.
وتسلط هذه المواقف الضوء على الانقسام الحاصل في صفوف الديمقراطيين بشأن الملف الإسرائيلي، في ظل تصاعد المواقف المنتقدة للدعم الأميركي التام لإسرائيل من قبل التقدميين من الحزب، أمثال السيناتور برني ساندرز وإليزابيث وارن، وغيرهما. لكن هذه المواقف ليست بجديدة على هؤلاء الذين لطالما دعوا إلى وضع شروط على المساعدات المقدمة لإسرائيل. وقد كرر ساندرز هذه الدعوات، فغرّد قائلاً: «الدمار في غزة مروع. يجب أن ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار. ويجب أن يتوقف قتل الفلسطينيين والإسرائيليين. كما علينا أن نراجع 4 مليارات من المساعدات العسكرية لإسرائيل. من غير القانوني أن تدعم المساعدات الأميركية انتهاكات حقوق الإنسان».
تصريح صارم للسيناتور التقدمي، لكنه ليس بجديد من نوعه بالنسبة له. فلطالما كان ساندرز من الداعمين لوضع شروط على المساعدات لإسرائيل مقابل تغيير تصرفاتها في غزة. وهو سبق أن قال في عام 2019: «الحل الذي أطرحه هو أن نقول لإسرائيل: أنتم تحصلون على 3.8 مليار دولار من المساعدات سنوياً. إذا أردتم لهذه المساعدات أن تستمر فعليكم أن تغيروا تصرفاتكم مع شعب غزة».
وعلى الرغم من تنامي مواقف من هذا النوع في صفوف الوجوه الجديدة في الحزب الديمقراطي، لا تزال القيادات الديمقراطية البارزة، أمثال رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، وزعيم الأغلبية الديمقراطية تشاك شومر، تقف بشكل حاسم وراء إسرائيل.
ولعلّ أبرز موقف منتقد حتى الساعة لممارسات إسرائيل، كان لأحد الداعمين الكبار لها، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور بوب مننديز، الذي انتقد استهداف إسرائيل لمبنى يؤوي مؤسسات إعلامية في غزة، وقال حينها: «أنا قلق للغاية من التقارير التي تشير إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية أدت إلى مقتل مدنيين أبرياء في غزة، إضافة إلى استهداف إسرائيل لمبانٍ تؤوي وسائل إعلام عالمية».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.