محافظ بيت لحم يتهم الجيش الإسرائيلي بقتل فلسطيني بدم بارد

السلطة حوّلت جثته للتشريح لاستخدام النتائج في محاكمة تل أبيب

فلسطينيون يشيعون جثمان الشاب جهاد الجعفري في بيت لحم أمس (رويترز)
فلسطينيون يشيعون جثمان الشاب جهاد الجعفري في بيت لحم أمس (رويترز)
TT

محافظ بيت لحم يتهم الجيش الإسرائيلي بقتل فلسطيني بدم بارد

فلسطينيون يشيعون جثمان الشاب جهاد الجعفري في بيت لحم أمس (رويترز)
فلسطينيون يشيعون جثمان الشاب جهاد الجعفري في بيت لحم أمس (رويترز)

قتل الجيش الإسرائيلي، أمس، شابا فلسطينيا في الضفة الغربية أثناء عمليات اقتحام في بيت لحم، واتهم الفلسطينيون إسرائيل بقتله بدم بارد، وحولوا جثته للتشريح في محاولة لاستخدام النتائج لرفع قضايا لاحقة محتملة ضد إسرائيل بمحكمة الجنايات الدولية.
وقال جبرين البكري، محافظ بيت لحم، إن الجيش الإسرائيلي وقواته الخاصة «احتلوا أماكن عالية في مخيم الدهيشة في بيت لحم، وبدأوا بإطلاق رصاص حي كثيف داخل المخيم أصاب الشاب جهاد الجعفري، الذي كان يقف على سطح منزله، وتم إطلاق النار عليه بدم بارد، ثم تم حجز جثته وتركوه ينزف حتى استشهد».
ورد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بقوله، إن «جنودا تعرضوا لهجوم بالحجارة والزجاجات الحارقة، وبعدما حاولت قواتنا من دون فائدة تفريق حشد المهاجمين أحست أنها في خطر، ففتحت النار في اتجاه المحرض على أعمال الشغب الذي أصيب».
وشيع فلسطينيون غاضبون جثمان الجعفري الذي كان يدرس فنون الطبخ في معهد محلي في بيت لحم إلى مثواه الأخير قبل أن ينطلقوا إلى نقاط التماس مع الجيش الإسرائيلي ويشتبكوا مع جنوده. وخضع جثمانه للتشريح بأوامر من النيابة الفلسطينية وذلك بناء على رغبة العائلة.
وزادت جريمة قتل الجعفري من التوتر في الضفة الغربية التي شهدت مواجهات بسبب تردي أوضاع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، حيث يسعون إلى تحسين ظروف حياتهم المعيشية، لكن إدارة مصلحة السجون ردت بقمعهم في عدة سجون.
وقالت هيئة شؤون الأسرى في بيان أمس، إن «وحدات قمع خاصة مدججة بالسلاح وبالكلاب البوليسية داهمت أول من أمس 3 أقسام في سجن ريمون، واعتدت على الأسرى بعد مصادرة كل أغراضهم الشخصية والأدوات الكهربائية والغذائية والملابس، وإخراجهم إلى الساحة مقيدين ولمدة 8 ساعات متواصلة تحيط بهم الكلاب البوليسية».
وحذر رئيس الهيئة عيسى قراقع من تصاعد الأوضاع في السجون بعد التضامن الذي أعلنه سجني إيشل ونفحة، واحتمال تطور الوضع إلى كل السجون، بحيث ما زال الوضع متوترًا وقابلاً للتصعيد، في ظل حالة استنفار قصوى لقوات قمعية في هذه السجون ووجود نيات إسرائيلية على عملية قمع واسعة للأسرى.
وقالت الحكومة الفلسطينية أمس، إنها «تساند وتقف إلى جانب أسرانا الأبطال في معتقلات الاحتلال، وتدعم مطالبهم الخاصة بتحسين شروط الحياة الإنسانية والمعيشية لهم ووقف الإجراءات التعسفية والقمعية بحقهم».
وطالبت الحكومة كل المؤسسات الحقوقية والإنسانية والصحية ومنظمات الأمم المتحدة بإلزام إسرائيل باتفاقية مناهضة التعذيب، واتفاقية جنيف الرابعة وكل المواثيق والأعراف الدولية «تجاه الانتهاكات التي يواجهها أسرانا البواسل».



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.