إيمي بوينديا: ميسي نصحني باللعب لمنتخب الأرجنتين وليس إسبانيا

لاعب نوريتش يستمتع بالعودة إلى دوري الأضواء ويحلم باللعب إلى جوار «الساحر الصغير»

بوينديا لعب دوراً رئيسياً في عودة نوريتش سيتي إلى الدوري الإنجليزي الممتاز (غيتي)
بوينديا لعب دوراً رئيسياً في عودة نوريتش سيتي إلى الدوري الإنجليزي الممتاز (غيتي)
TT

إيمي بوينديا: ميسي نصحني باللعب لمنتخب الأرجنتين وليس إسبانيا

بوينديا لعب دوراً رئيسياً في عودة نوريتش سيتي إلى الدوري الإنجليزي الممتاز (غيتي)
بوينديا لعب دوراً رئيسياً في عودة نوريتش سيتي إلى الدوري الإنجليزي الممتاز (غيتي)

بل ست سنوات من الآن، كان برشلونة يتعملق على ملعب «كامب نو» ويسحق خيتافي بسداسية نظيفة، لكن قبل بداية الشوط الثاني غطى النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي فمه ووجه كلمات مشجعة للاعب خط الوسط البالغ من العمر 18 عاماً آنذاك، إيمي بوينديا، الذي كان قد سبق له اللعب لمنتخب إسبانيا على مستوى الشباب، وحثه على اللعب لمنتخب الأرجنتين بدلاً من ذلك.
يقول بوينديا مبتسماً: «ربما فعلت شيئاً جيداً أبهره. لقد سألني عما أريد القيام به، وما إذا كنت سألعب لمنتخب إسبانيا أم لمنتخب الأرجنتين. وقلت له على الفور إنني أريد أن ألعب للأرجنتين وإنني أحلم باللعب معه». وقد لعب بوينديا دوراً رئيسياً في عودة نوريتش سيتي إلى الدوري الإنجليزي الممتاز بعد موسم واحد من الهبوط، ويأمل في أن يتم استدعاؤه لقائمة المنتخب الأرجنتيني ليحقق حلمه باللعب إلى جوار ميسي.
يقول بوينديا، الذي خاض ثلاث مباريات مع منتخب الأرجنتين تحت 20 عاماً: «كان الهدف الرئيسي لي هذا العام هو العودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، وقد تم تحقيق هذا الهدف، لكن كل لاعب يحلم باللعب مع منتخب بلاده، وسيكون ذلك شيئاً رائعاً للغاية بالنسبة لي. أنا أعمل بكل جدية كل يوم من أجل تحسين وتطوير مستواي للأفضل ومن أجل الحصول على هذه الفرصة لتمثيل منتخب بلادي».
ومن المعروف أن ميسي يتمتع برؤية ثاقبة في اكتشاف اللاعبين الموهوبين، ويمكن قول الشيء نفسه عن ستيوارت ويبر، المدير الرياضي لنوريتش سيتي، الذي سافر إلى مدريد للقاء بوينديا قبل التوقيع معه. وكان لاعب خط الوسط الأرجنتيني يلعب على سبيل الإعارة من خيتافي مع نادي «كالشيرال ليونيزا» المتعثر في دوري الدرجة الأولى بإسبانيا، عندما تم التعاقد معه مقابل 1.3 مليون جنيه إسترليني قبل ثلاث سنوات.
لقد لعب بوينديا دوراً محورياً مع نادي نوريتش سيتي تحت قيادة المدير الفني دانييل فاركي، وتألق بشكل لافت للأنظار في دوري الدرجة الأولى بإنجلترا هذا الموسم، حيث أحرز 14 هدفاً وصنع 16 تمريرة حاسمة، ليكون أكثر اللاعبين صناعة للأهداف في البطولة. وقد جذب بوينديا، الذي رحل عن «مار ديل بلاتا» على الساحل الأرجنتيني للانضمام إلى فريق شباب ريال مدريد وهو في الحادية عشرة من عمره قبل أن ينضم إلى نادي خيتافي بعد ذلك بعامين، أنظار ناديي آرسنال وأتلتيكو مدريد. ومؤخراً، حصل بوينديا على جائزتي أفضل لاعب في نوريتش سيتي وأفضل لاعب في دوري الدرجة الأولى هذا الموسم. لكن بالإضافة إلى قدرته على التمرير الدقيق وإحراز الأهداف من أنصاف الفرص، يتمتع اللاعب الأرجنتيني الشاب بالشراسة الشديدة في اللعب.
يقول بوينديا: «أنا أمتلك هذه الصفات منذ أن كنت صغيراً، فأنا أحب دائماً تسجيل الأهداف وتقديم التمريرات الحاسمة لزملائي في الفريق، لكنني أحب أيضاً القيام بواجباتي الدفاعية وقطع الكرات وإفساد هجمات الفريق المنافس، لأنني أشعر بشعور جيد للغاية عندما أستعيد الكرة من الخصم وأبدأ هجمة جديدة. أنا أستمتع فقط باللعب وبمساعدة زملائي في الفريق».
وكان أحد أكثر المشاهد شيوعاً هذا الموسم هو تحديد بوينديا لمكان المهاجم تيمو بوكي داخل الملعب وإرسال كرات دقيقة له، لأن هناك تفاهماً واضحاً للغاية بين الاثنين، وهو ما أسفر عن إحراز ثمانية أهداف.
فهل يمكن لبوينديا أن يعرف مكان بوكي وهو مغمض العينين؟ يقول النجم الأرجنتيني الشاب: «نعم، فأنا أمرر له الكرات في كثير من الأحيان دون أن أنظر إليه، وأحاول أن أعرف مكانه في كل مرة. أنا ألعب مع بعض اللاعبين منذ سنوات وأعرف كيف يتحرك كل منهم، وخير مثال على ذلك تفاهمي الاستثنائي مع تيمو، فبمجرد أن أتسلم الكرة أعرف أنه يركض في الخلف لكي يتسلمها. وهناك أيضاً تفاهم كبير بين وبين الجناح الأيمن ماكس آرونز. هذا التفاهم الكبير يمكن أن يكون حاسماً في كثير من المباريات».
وبعد أن حسم نوريتش سيتي التتويج رسمياً بلقب دوري الدرجة الأولى عندما استضاف في المرحلة الأخيرة تحول التركيز إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. لكن هل سيقدم نوريتش سيتي أداء أفضل من الأداء الذي قدمه عندما هبط من الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي؟ يقول بوينديا: «نعم بكل تأكيد. إنني أقول دائماً إن الخبرة في هذا الفريق تعني الكثير، والآن فقد لعب هؤلاء اللاعبون معاً لبضع سنوات، وبالتالي يعرف كل لاعب ما يتعين عليه القيام به، كما أن عدداً كبيراً من اللاعبين لديهم خبرة اللعب في الدوري الإنجليزي الممتاز من قبل، وهذا شيء جيد للغاية. ومن المهم أن نستغل هذه الخبرات لتقديم مستويات أفضل في المرة المقبلة».
وإذا كان هناك لاعب واحد لا يمكن أن يستغني عنه نوريتش سيتي فهو بوينديا، والدليل على ذلك أن نوريتش سيتي لم يتمكن من تحقيق الفوز في أي مباراة من المباريات التي غاب عنها اللاعب، الذي يقوم بدور رائع كجزء من المهاجمين الثلاثة الذين يلعبون خلف المهاجم الصريح، ويتبادلون المراكز فيما بينهم بسرعة فائقة وبالشكل الذي يسبب مشكلات كثيرة لمدافعي الفرق المنافسة. وتعاقد نوريتش سيتي مع بوينديا مقابل 1.5 مليون جنيه إسترليني قادماً من نادي خيتافي الإسباني.



ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)
TT

ذهبية الجندي تخفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية

الجندي (أ.ب)
الجندي (أ.ب)

خفف تتويج المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية لمسابقة "الخماسي الحديث" للرجال، بجانب فضية اللاعبة سارة سمير في "رفع الأثقال" الضغط على البعثة الأولمبية المصرية في أولمبياد باريس بعد سلسلة من الاخفاقات المتتالية والتي عرضت البعثة إلى حالة من الهجوم العنيف من قبل الجمهور والنقاد المصريين.

حالة من "الارتياح النسبي" لدى البعثة المصرية الأولمبية وسط حالة من الهجوم وعدم الرضا عن النتائج التي حققتها، لاسيما أنها

احتفاء واسع في مصر بأحمد الجندي بعد فوزه بالميدالية الذهبية (أ.ب)

وفاز اللاعب المصري أحمد الجندي بالميدالية الذهبية الوحيدة لمصر في "أولمبياد باريس" بمسابقة الخماسي الحديث للرجال، محطماً الرقم القياسي العالمي في المسابقة بعدما وصل إلى 1555 نقطة، فيما كان الرقم القديم 1482، فيما حققت المصرية سارة سمير الميدالية الفضية لبلادها في وزن 81 كيلوغراما في رفع الأثقال للسيدات.

وتداول مستخدمو مواقع "التواصل" صور البطلين، وسط موجة من الاحتفاء، والتأثر لاسيما بمقطع الفيديو الذي راج للاعبة المصرية سارة سمير وهي تبكي لعدم حصولها على الميدالية الذهبية، وسط دعم من البعثة المصرية وتهنئتها بـ"الفضية" بعد منافسة شرسة.

ووجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، رسالة تهنئة، للثلاثي أحمد الجندي وسارة سمير ومحمد السيد، بعد تحقيقهم لثلاث ميداليات في دورة الألعاب الأوليمبية.

وأعلنت وزارة الشباب والرياضة، الأحد، إطلاق اسم سارة سمير صاحبة الميدالية الفضية على مركز "شباب الهوانيا" في محافظة الإسماعيلية (شرق القاهرة)، كما أعرب وزير الشباب والرياضة المصري أشرف صبحي عن سعادته بتحقيق أحمد الجندي للميدالية الذهبية في الخماسي الحديث، وقال صبحي في تصريحات إعلامية لقناة (بي إن سبورتس): " كنا ننتظر في باريس من ست إلى ثماني ميداليات، كان لدينا تقييم جيد لكل الألعاب ولم نضع كرة القدم أو كرة اليد في الحسابات ولكنها ظهرت بشكل جيد، وقمنا في الدورة السابقة بطوكيو بتحقيق ست ميداليات لوجود رياضة الكاراتيه التي نحن الأول على العالم في هذه الرياضة".

سارة سمير الفائزة بالميدالية الفضية (أ.ف.ب)

وواجهت البعثة المصرية الأكبر عربياً وأفريقياً بأولمبياد باريس انتقادات حادة لاسيما بعد خسارة منتخب كرة اليد المصري مباراته في ربع النهائي أمام إسبانيا بصورة مفاجئة، وهي الهزيمة التي تبعت خسائر جماعية أخرى في ألعاب مثل: الرماية والملاكمة والسلاح وتنس الطاولة والمصارعة والوثب العالي ورمي الرمح والسباحة التوقيعية والغطس، علاوة على عدم تحقيق لاعبين مصنفين دولياً في مراكز متقدمة أي ميدالية مثل زياد السيسي في لعبة سلاح الشيش، رغم التعويل عليه لتحقيق ميدالية لمصر إلا أنه أضاع فرصة الحصول على الميدالية البرونزية بعد تحقيقه المركز الرابع بعد خسارته أمام بطل إيطاليا، وكذلك لم ينجح كل من عزمي محيلبة في الرماية، وعبد اللطيف منيع في المصارعة الرومانية من إحراز ميداليات.

كما صدمت هزيمة منتخب مصر لكرة القدم أمام منتخب المغرب بنتيجة 6 أهداف مقابل لا شيء في المنافسة على الميدالية البرونزية الجمهور المصري.

منتخب مصر تعرض لهزيمة ثقيلة من المغرب (وزارة الشباب والرياضة المصرية)

وحسب البرلماني المصري عمرو السنباطي، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، فإن تقدير أداء البعثة الأولمبية المصرية يجب أن يستند إلى الخطة أو التوقعات التي كانت تستهدفها بالأساس، ويتساءل في حديثه مع "الشرق الأوسط": "هل كان طموحنا الوصول إلى ثلاث ميداليات في الأولمبياد رغم أنها تعتبر أكبر بعثة مصرية؟ الأمر يحتاج إعادة النظر في الاستراتيجيات على المدى القصير والطويل، والتركيز على الرياضيات الأولمبية، فالكاراتيه ليس لعبة أولمبية بالأساس، وتم إدراجها في طوكيو بشكل استثنائي".

ويضيف: "أحمد الجندي وسارة سمير حققا فوزا أولمبياً مُقدرا، لكنهما قد لا يشاركان في الدورة الأولمبية المقبلة، ما يطرح سؤالاً عن تجهيز الصف الثاني والثالت في الألعاب الأولمبية، وتأهيل أجيال منافسة، وهذا كلام نكرره منذ دورة طوكيو الماضية، رغم مضاعفة الإنفاقات على هذا القطاع".

الجندي بطل الخماسي الحديث (أ.ف.ب)

ويعتبر الناقد الرياضي أيمن أبو عايد، أن النتائج التي حققها كل من أحمد الجندي وسارة سمير "حفظاً لماء وجه البعثة الأولمبية"، ويضيف لـ"الشرق الأوسط": "النتائج التي وصلنا إليها تأتي وسط شكاوى من اللاعبين من التقصير في الإعداد والتأهيل والتدريب الخاص وسط ظروف رياضية ضاغطة، وقد مهدت لنا تصريحات البعثة أننا بصدد تحقيق من ست إلى تسع ميداليات، ويبدو أن تلك كانت مبالغة وإسراف في القول، حتى لو لم يحالفنا الحظ في بعض المرات كما حدث مع لاعب المبارزة زياد السيسي بعد إخفاقه في الحصول على البرونزية".

سارة سمير (رويترز)

يضيف أبو عايد: "نتائج البعثة لا تتخطى ما وصلنا إليه من قبل، رغم الوعود مع كل دورة أولمبية بنتائج أفضل، وصار هذا خطاب نسمعه كل أربعة أعوام، حيث تظل تقارير لجان التحقيق في نتائج البعثة الأوليمبية حبيسة الأدراج، فمن غير المنطقي أن تحصل دولة عدد سكانها أكثر من 100 مليون نسمة على 3 ميداليات فقط".

الجندي خفف الضغط على البعثة الأولمبية المصرية (رويترز)

وأعلن المهندس ياسر إدريس، رئيس اللجنة الأولمبية المصرية بالتنسيق مع الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، الأحد، رفع قيمة مكافآت الفوز بالميداليات خلال أولمبياد باريس 2024 إلى 5 ملايين جنيه (الدولار يساوي 49.2 جنيه) للميدالية الذهبية، و4 ملايين جنيه للميدالية الفضية، و3 ملايين للبرونزية، بخلاف صرف مكافأة فورية لكل فائز ألف يورو وساعة يد قيمة.

وشاركت مصر بأكبر بعثة في تاريخها بأولمبياد باريس بـ149 لاعباً ولاعبة و16 لاعباً احتياطياً؛ 79 من الرجال و52 من السيدات، في 24 لعبة أوليمبية، منها 4 ألعاب جماعية، وهي كرة القدم، وكرة اليد، والكرة الطائرة، والكرة الطائرة الشاطئية سيدات.