مناورات عسكرية روسية قرب حلفاء واشنطن بالقامشلي

دورية روسية تتجول في حارة طي الواقعة جنوبي القامشلي (الشرق الأوسط)
دورية روسية تتجول في حارة طي الواقعة جنوبي القامشلي (الشرق الأوسط)
TT

مناورات عسكرية روسية قرب حلفاء واشنطن بالقامشلي

دورية روسية تتجول في حارة طي الواقعة جنوبي القامشلي (الشرق الأوسط)
دورية روسية تتجول في حارة طي الواقعة جنوبي القامشلي (الشرق الأوسط)

أفاد شهود عيان وسكان أن دوي انفجار وإطلاق نار سمع بوقت متأخر من مساء يوم السبت الماضي، بالقرب من مطار القامشلي في قاعدة تتبع الجيش الروسي، بوقت نقل «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أن القوات الروسية وللمرة الأولى منذ انتشارها في هذه المدينة المتاخمة للحدود مع تركيا؛ تجري مناورات عسكرية بمشاركة مروحيات حربية، الأمر الذي أثار ذعر أهالي المنطقة.
وتنتشر القوات الروسية في مدينة القامشلي التابعة لمحافظة الحسكة بعد العملية العسكرية التركية «نبع السلام» نهاية 2019، وقامت بتدريبات ومناورات عسكرية مكثفة في قاعدتها بالقرب من مطار القامشلي، استخدمت فيها الذخيرة الحية وتزامنت مع تحليق مروحيات حربية روسية في أجواء قرى متاخمة، بينها «جمعايا» و«خالدكلو» و«قره حسن» الواقعة بريف المدينة الشمالي.
وعادةً، تجري القوات الروسية تدريباتها في قاعدة «حميميم»، لكنها اختارت مدينة القامشلي التي تنتشر فيها قوات «الأسايش» (الأمن الداخلي) التابعة للإدارة الذاتية، والمدعومة من الجيش الأميركي والتي ينتشر جنودها في ريفها الشرقي والمناطق النفطية في حقول رميلان، لإجراء مناوراتها.
في شأن آخر، قال «المرصد السوري»، بأن قوات النظام طردت ميليشيات الدفاع الوطني من قرية «زنود» المتاخمة لحارة طي جنوبي مدينة القامشلي، وهذه الحارة تمكنت «الأسايش» من انتزاعها وبسطت السيطرة أيضا على «حي حلكو» المجاور وهي مناطق تقع بالقرب من مطار المدينة.
وأشار المرصد بأن اقتتالًا وقع بين ميليشيات «الدفاع الوطني» في قرية «زنود» استخدمت فيه الأسلحة الرشاشة والقنابل، ما أدى إلى مقتل عنصرين وإصابة آخرين، الأمر الذي دفع القوات النظامية إلى طردها وإخلاء مواقعها ونقاطها العسكرية، حيث لا تزال هذه الميليشيات تسيطر على 74 قرية بريف القامشلي، بعد طردها من مواقع داخل مركز القامشلي.
وقال المرصد في تقرير نشر على حسابه الرسمي، بأن الميليشيات سرقت معونات وسللا غذائية عائدة لـ«جمعية الأسرة»، وهذه المعونات كان المفروض توزيعها على أهالي المنطقة بعد تدهور الوضع الاقتصادي، كما أطلق العناصر الرصاص الحي بشكل عشوائي بالهواء الأمر الذي ترك حالة من التذمر والاستياء لدى سكان المنطقة، كما صعدت الميليشيات من تحركاتها في قرية زنود حيث رفعت السواتر الترابية وعززت نقاطها وانتشرت في محيط القرية، وهذه المنطقة تربط حارة طي وفوج طرطب التابعة للقوات النظامية.
وكانت الرئيسية التنفيذية لـ«مجلس سوريا الديمقراطية»، إلهام أحمد، قد طالبت بمغادرة جميع القوات الموالية للحكومة من كامل مدينة القامشلي، وقالت في حديث صحافي أخير: «دائماً ما يسببون المشكلات، يختطفون الأفراد بشكل عشوائي ويطالبون بالفدية ويعتقلون المدنيين».
وأكدت القيادية الكردية أن الاشتباكات في حارة طي قد توقفت، بعد تدخل الجيش الروسي وإعلان هدنة في وساطة تفضي إلى انسحاب هذه القوات، وتابعت: «غادرت معظم قوات (الدفاع الوطني) من حي الطي حيث وقع الاقتتال، لكنها حافظت على وجود محدود في موقع للحكومة»، في إشارة إلى انتشار قوات النظام في مربع أمني ومطار المدينة وفوجها العسكري، وحذرت من عودة الاقتتال في القامشلي ولفتت أن القيادة الكردية طلبت إجراء مفاوضات مع النظام عدة مرات، «لكنهم لا يقبلون بحل المشكلات عبر الحوار».



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.