مصر تتوسع في استخدام مياه الصرف لمجابهة احتياجاتها المتزايدة

مشروعات مصرية للاستفادة من مياه الصرف الزراعي (وزارة الموارد المائية)
مشروعات مصرية للاستفادة من مياه الصرف الزراعي (وزارة الموارد المائية)
TT

مصر تتوسع في استخدام مياه الصرف لمجابهة احتياجاتها المتزايدة

مشروعات مصرية للاستفادة من مياه الصرف الزراعي (وزارة الموارد المائية)
مشروعات مصرية للاستفادة من مياه الصرف الزراعي (وزارة الموارد المائية)

تتوسع الحكومة المصرية في تنفيذ مشروعات استخدام مياه الصرف الزراعي بعد معالجتها، بهدف مجابهة الاحتياجات المائية المتزايدة، في ظل أزمة مائية تعاني منها، فاقمها أضرار متوقعة لـ«سد النهضة» الإثيوبي على نهر النيل.
وبحسب وزارة الموارد المائية والري، أمس، فإن الهيئة المصرية العامة لمشروعات الصرف التابعة للوزارة تواصل تنفيذ العديد من المشروعات في مجال توسيع وتعميق وصيانة المصارف المكشوفة، وتنفيذ شبكات الصرف المغطى وصيانتها، وتنفيذ العديد من الأعمال الصناعية على المجاري المائية، بما يحقق الإدارة المثلى لمنظومة الصرف الزراعي في مصر.
وقال محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية المصري، في تصريح صحافي، أمس، إنه تم الانتهاء من إنشاء مصارف عامة ومكشوفة في زمام قدره 7.2 مليون فدان، وتوسيع وتعميق مصارف عامة مكشوفة بمناطق الاستصلاح، وإعادة توسيع وتعميق للمصارف المكشوفة في المناطق القديمة والجديدة في زمام قدره 374 ألف فدان، وجار إعادة توسيع وتعميق المصارف العامة المكشوفة وتنفيذ أعمال صناعية على المصارف مثل الكباري والهدارات والبدالات، كما تم تنفيذ مشروعات صرف مغطى في زمام قدره 6 ملايين فدان بالوجهين البحري والقبلي.
وأضاف أنه يتم تنفيذ العديد من المشروعات التي تستهدف التوسع في استخدام مياه الصرف الزراعي بعد معالجتها، بهدف مجابهة الاحتياجات المائية المستقبلية المتزايدة نتيجة الزيادة السكانية والأنشطة التنموية المتزايدة، حيث تم الانتهاء في العام الماضي من تنفيذ مشروع الاستفادة من مياه مصرف «المحسمة» بعد معالجتها، كما يتم حاليا تنفيذ مشروع كبير للاستفادة من مياه مصرف بحر البقر بعد معالجتها، بهدف معالجة ملوحة مياه الصرف الزراعي وتحسين البيئة بشرق الدلتا.
بدوره، قال محمد أحمد مرسي وزير الدولة للإنتاج الحربي المصري، في بيان، أمس، إن الوزارة تقوم بتوظيف كافة الإمكانيات التصنيعية والتكنولوجية والبشرية المتوفرة بشركاتها التابعة للمشاركة في مشروع «تطوير منظومة إدارة مياه الري بالأراضي الزراعية بالاعتماد على الوسائل الحديثة والذكية».
وأضاف الوزير أن خطة الدولة للتحول من الري بالغمر للري بالتنقيط واستخدام طرق الري الحديثة تعمل في اتجاهين: الأول هو تحسين وسائل الري وتوفير بدائل أقل تكلفة وذات جودة وكفاءة عالية للفلاح تعوضه عما اعتاد عليه من فلسفة الري بالغمر لتحويل الأراضي الزراعية القديمة التي تعتمد على أساليب الري التقليدية إلى نظم الري الذكية والحديثة، والاتجاه الثاني لهذه الخطة هو تحسين وسائل الري من خلال تطهير الترع وتبطينها ورفع كفاءة المصارف والخزانات المائية». وتعاني مصر من شح في موارد المياه العذبة، ووفق تصريحات رسمية، فإنها دخلت مرحلة الفقر المائي، التي يقل فيها نصيب الفرد عن ألف متر مكعب سنوياً.
وفي ظل تلك الأزمة تخوض مصر مفاوضات شاقة ومطولة مع إثيوبيا لتأمين إمداداتها من مياه نهر النيل، ووضع اتفاق ملزم ينظم قواعد ملء وتشغيل «سد النهضة»، الذي تبنيه أديس أبابا على نهر «النيل الأزرق»، الرافد الرئيسي لنهر النيل. وتعتمد مصر بأكثر من 90 في المائة على حصتها من النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».