وفاة خال البشير... أبرز خصوم جنوب السودان

الطيب مصطفى (فيسبوك)
الطيب مصطفى (فيسبوك)
TT

وفاة خال البشير... أبرز خصوم جنوب السودان

الطيب مصطفى (فيسبوك)
الطيب مصطفى (فيسبوك)

توفى متأثراً بفيروس «كورونا» في الخرطوم أمس، الطيب مصطفى، خال الرئيس السوداني المعزول عمر البشير رئيس «منبر السلام العادل» ومؤسس صحيفة «الانتباهة» الذي لم يخفِ عداءه وكراهيته لإقليم جنوب السودان قبل انفصاله وتكوين دولة مستقلة.
لعبت المؤسستان، المنبر والصحيفة، بدعم سخي من نظام الإسلاميين المعزول، دوراً كبيراً في التحريض وبث خطاب الكراهية والعنصرية ضد السودانيين من أصول جنوبية، لدفعهم باتجاه الانفصال. وأقدم مصطفى على ذبح ثور أسود ابتهاجاً، عندما أظهرت نتائج الاستفتاء عام 2011 تصويت الجنوبيّين بنسبة 99 في المائة لصالح الانفصال، بدلاً عن الوحدة مع الشمال. وشغل خال البشير منصب وزير الدولة في وزارة الاتصالات، والمدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، وفي عهده مُنع بث كثير من الأغنيات العاطفية لكبار الفنانين السودانيين، وأمر بتغطية سيقان الممثلات في المسلسلات والأفلام التي كانت تعرض في التلفزيون بخطوط سوداء. وفور تقلده إدارة التلفزيون فرض على المذيعات حجاب الرأس، كما قام بتشريد وفصل كثير من الكوادر الإعلامية المتميزة من أصحاب الخبرات الكبيرة في مجال الإعلام والصحافة، وأصبح التلفزيون بيئة طاردة للإبداع. وسخّر مصطفى التلفزيون بوقاً للدعاية والحرب ضد الجنوب، إذ كثف من بث برامج لشخصيات متطرفة وأخرى تعرض أدبيات الحركة الإسلامية الحاكمة التي تدعو الشباب إلى «الجهاد» ضد الجنوبيين. ومن المفارقة أن صحيفته «الانتباهة» كانت الأكثر قراءة وتوزيعاً في شمال البلاد وجنوبها، وكان أكثر قرائها من القوميين الجنوبيين الانفصاليين والشماليين أصحاب النزعات الانفصالية.
وكتب الطيب مصطفى في زاويته بالصحيفة «زفرات حري» يوم إعلان نتائج انفصال الجنوب، أنه «يوم الفرح الأكبر والاستقلال الحقيقي لشعب السودان الشمالي، ودعوهم أن يعبروا عن فرحتهم بشتى الوسائل وينحروا الذبائح ويقيموا صلاة الشكر في الميادين العامة فقد أذهب الله عنا الأذى وعافانا».
وبانفصال الجنوب، فقد السودان أكثر من 80 في المائة من ثروته النفطية، وانخفضت الإيرادات العامة أكثر من النصف، ما ساهم في معاناة الاقتصاد السوداني من حالة ركود مستمرة كانت أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت السودانيين للثورة ضد حكم البشير، وإطاحته من السلطة في أبريل (نيسان) 2019.
وكانت السلطات السودانية ألقت القبض على الطيب مصطفى في فبراير (شباط) الماضي، إثر بلاغات من لجنة تفكيك واجتثاث النظام المعزول، على خلفية اتهامات لقيادات بارزة في حزب «المؤتمر الوطني» المنحل بتدبير أعمال تخريب وعنف في عدد من الولايات.



تحذير يمني من خطر التنسيق القائم بين الحوثيين و«القاعدة»

عناصر حوثيون خلال حشد في ميدان السبعين في صنعاء (أ.ف.ب)
عناصر حوثيون خلال حشد في ميدان السبعين في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

تحذير يمني من خطر التنسيق القائم بين الحوثيين و«القاعدة»

عناصر حوثيون خلال حشد في ميدان السبعين في صنعاء (أ.ف.ب)
عناصر حوثيون خلال حشد في ميدان السبعين في صنعاء (أ.ف.ب)

حذر وزير يمني من خطر التنسيق القائم بين الجماعة الحوثية وتنظيم «القاعدة»، داعياً إلى موقف دولي للتصدي لهذا الخطر، وذلك في أعقاب قيام الجماعة المدعومة من إيران بإطلاق سراح عناصر من التنظيم على رأسهم متهم بهجوم أدى إلى مقتل عشرات الجنود اليمنيين.

وطالب معمر الإرياني، وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية، المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات حازمة للتصدي لهذه التهديدات، عبر تجفيف موارد «ميليشيا الحوثي» والشروع الفوري في تصنيفها كـ«منظمة إرهابية عالمية»، ودعم جهود الحكومة في استعادة سيطرتها على كامل أراضيها وتعزيز قدراتها لمكافحة الإرهاب والتطرف بكل أشكاله وصوره.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني إن قيام الحوثيين بإطلاق سراح عناصر في تنظيم «القاعدة» على رأسهم القيادي «أبو عطاء»، المعتقل منذ عام 2012؛ لمسؤوليته عن هجوم إرهابي استهدف العرض العسكري في ميدان السبعين في صنعاء، وأسفر عن مقتل 86 جندياً، هو امتداد لتنسيق ميداني مستمر برعاية إيرانية، بهدف تقويض سيادة الدولة اليمنية وزعزعة استقرار اليمن والمنطقة، وتهديد المصالح الدولية.

وحذر الوزير اليمني في تصريحات رسمية من خطر استمرار التحالف بين الحوثيين و«القاعدة»، وقال إن ذلك يعزز من إعادة ترتيب الجماعات الإرهابية لصفوفها وتمكينها من استعادة قدراتها بعد الضربات الأمنية التي تعرضت لها منذ 2015.

وتابع بالقول: «هذا التنسيق الخطير سيؤدي إلى خلق بيئة خصبة للعنف والتطرف في اليمن، مما يضع أمن الخليج العربي والأمن الإقليمي بأسره في دائرة الخطر، ويهدد استقرار طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، مع ما لذلك من تداعيات كارثية على الاقتصاد العالمي».

ودعا الإرياني المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية في التصدي لتهديدات ميليشيا الحوثي الإرهابية المرتبطة بتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، وحذر من التساهل الدولي مع هذا التنسيق، ومن حجم الخطر والتهديد الذي قد يدفع العالم ثمنه باهظاً.

تأكيد أممي

كان الخبراء الأمميون التابعون لمجلس الأمن في شأن اليمن ذكروا في تقريرهم الحديث أن الجماعة الحوثية تنسق عملياتها بشكل مباشر منذ مطلع العام الحالي مع تنظيم «القاعدة»، وتنقل طائرات مسيّرة وصواريخ حرارية وأجهزة متفجرة إليه، وتوفر التدريب لمقاتليه.

وعدّ التقرير الذي نقل معلوماته عن مصادر وصفها بالسرية، هذا التعاون «أمراً مثيراً للقلق»، مع المستوى الذي بلغه التعاون بين الطرفين في المجالين الأمني والاستخباراتي، ولجوئهما إلى توفير ملاذات آمنة لأفراد بعضهما بعضاً، وتعزيز معاقلهما وتنسيق الجهود لاستهداف القوات الحكومية.

الجماعة الحوثية متهمة بإطلاق سجناء «القاعدة» من السجون في صنعاء ضمن صفقة للتعاون المتبادل (إ.ب.أ)

وحذر التقرير الأممي من عودة تنظيم «القاعدة» إلى الظهور مجدداً بدعم الجماعة الحوثية، بعد تعيين قائد جديد له يدعى سعد بن عاطف العولقي، وبعد أن «ناقشت الجماعتان إمكانية أن يقدم التنظيم الدعم للهجمات التي تشنها ميليشيا الحوثي على أهداف بحرية».

وأبلغت مصادر فريق الخبراء الدوليين أن كلتا الجماعتين اتفقتا على وقف الهجمات بينهما وتبادل الأسرى، ومن ذلك الإفراج عن القائد السابق لتنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، سامي ديان، الذي حُكم عليه بالسجن 15 سنة قبل انقلاب الجماعة الحوثية في عام 2014.

كما كشف الخبراء الأمميون عن تعاون متنامٍ للجماعة الحوثية مع «حركة الشباب المجاهدين» في الصومال، في إطار خططها لتنفيذ هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن من الساحل الصومالي؛ لتوسيع نطاق منطقة عملياتها العدائية ضد الملاحة الدولية.