رسالة من عون إلى ماكرون حول زيارة لودريان وتأليف الحكومة

الرئيس عون يسلم السفيرة الفرنسية رسالته إلى ماكرون (دالاتي ونهرا)
الرئيس عون يسلم السفيرة الفرنسية رسالته إلى ماكرون (دالاتي ونهرا)
TT

رسالة من عون إلى ماكرون حول زيارة لودريان وتأليف الحكومة

الرئيس عون يسلم السفيرة الفرنسية رسالته إلى ماكرون (دالاتي ونهرا)
الرئيس عون يسلم السفيرة الفرنسية رسالته إلى ماكرون (دالاتي ونهرا)

بعث الرئيس اللبناني ميشال عون، برسالةٍ إلى نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، متعلقة بزيارة وزير الخارجية جان إيف لودريان إلى بيروت، وملف الحكومة، في وقت تعول بعض الأطراف في لبنان على إمكانية تحريك الاتصالات السياسية المجمدة حول تأليف الحكومة بعد عطلة عيد الفطر.
وقالت الرئاسة اللبنانية، في بيان، إن عون «سلم سفيرة فرنسا آن غرييو رسالة خطية موجهة إلى الرئيس الفرنسي حول التطورات الأخيرة والعلاقات اللبنانية الفرنسية».
وفيما رفضت مصادر مقربة من الرئاسة اللبنانية إعطاء المزيد من التفاصيل حول الرسالة، اكتفت بالقول لـ«الشرق الأوسط»، «الرسالة هي استكمال للاتصالات المستمرة بين الرئيس عون والرئيس ماكرون، أما مضمونها فيبقى ملك الرئيس الفرنسي الذي لم تصله الرسالة حتى الآن»، موضحة في الوقت عينه أنها أتت بعد زيارة لودريان إلى بيروت ومتصلة بالتطورات المتعلقة بالملف الحكومي ومسائل أخرى تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين. وأشارت المصادر إلى عدم حصول أي جديد على خط الاتصالات الحكومية معبرة عن أملها في إعادة تحريك الاتصالات بعد عيد الفطر.
مع العلم أن لقاءات لودريان خلال زيارته الأسبوع الماضي إلى بيروت التي استبقها برسالة تهديد بفرض عقوبات على معرقلي الحكومة، اقتصرت على الرئيس عون ورئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، في لقاءات وصفت بـ«البروتوكولية»، ليعود في نهاية زيارته ويطلق مواقف تصعيدية على غرار الرسائل التي بعث بها قبيل زيارته. وأكد على ضرورة إخراج لبنان من المأزق السياسي الحالي محملاً الرؤساء الذين قابلهم، من منطلق أنهم معنيون دستورياً، مسؤولية الاتفاق على حكومة، ومعتبراً أن السياسيين لم يتحملوا لغاية الآن مسؤوليتهم، ومؤكداً: «إذا لم يتحركوا منذ اليوم بمسؤولية، فعليهم تحمل نتائج هذا الفشل ونتائج التنكر للتعهدات التي قطعوها»، مشيراً إلى أن فرنسا بدأت باتخاذ خطوات تمنع دخول المسؤولين السياسيين المعطلين والضالعين بالفساد إلى الأراضي الفرنسية.
في موازاة ذلك، وفي ظل الأزمات المتفاقمة الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها لبنان، والتي أضيفت إليها في الأيام الأخيرة المواجهات في إسرائيل وقطاع غزة، وتحرك بعض الأطراف اللبنانية على الحدود مع إسرائيل، حيث سجل سقوط قتيل، ارتفعت الأصوات مجددة التأكيد على ضرورة الإسراع بتأليف الحكومة لتكون قادرة على اتخاذ القرارات المناسبة في المرحلة المقبلة.
وفي هذا الإطار، قال النائب في «اللقاء الديمقراطي» بلال عبد الله، عبر حسابه على «تويتر»، «الوضع الملتهب ‏في المنطقة، وبشكل خاص المتصاعد في فلسطين المحتلة، يفرض وجود ‏حكومة مسؤولة في لبنان، تملك ثقة القوى السياسية المتنوعة، لكي تبادر ‏إلى تحصين الوضع الداخلي وتأمين مقومات الصمود تحسباً لأي تطور ‏دراماتيكي للأوضاع»، مضيفاً: «من جديد، مطلوب تسوية من الجميع، وبأقصى ‏سرعة».
من جهته، اعتبر النائب فادي علامة في «كتلة التنمية والتحرير» التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، أن «المشكلة الأساسية التي تحول دون تشكيل الحكومة هي العناد والتشبث في بعض المبادئ والسياسات التي تخلق جواً من الحدة والنكد السياسي»، لافتاً إلى أنه «لو تم تطبيق اتفاق الطائف كما هو لما كنا هنا اليوم». وقال في حديث إذاعي، «إن المبادرة الفرنسية لم تأت من الخيال، بل من صميم الواقع اللبناني بعد اجتماع مع جميع الفرقاء»، مشيراً إلى أن «لا خيارات اليوم غير هذه المبادرة فهي خريطة طريق يجب التمسك بها حتى النهاية». ولفت إلى أن «البلد لا يحتمل انتظار الاستحقاقات المقبلة»، مشيراً إلى «أن الرئيس نبيه بري، وكما يعرف عنه دائماً، يدير محركاته في الوقت المناسب ليضع المشكلة على المسار الصحيح، وهو لن يقصر في سبيل تفعيل عملية تشكيل الحكومة».
وعن تفعيل حكومة تصريف الأعمال، رأى علامة أنه «في ظل الوضع الذي يعيشه لبنان هناك دور أساسي يمكن للحكومة أن تقوم به ولا أحد يمنعها من تنفيذ شبكة الأمان الاجتماعي، إلا أن العديد من الوزارات غائبة عن السمع كلياً»، مشيراً إلى أن «التحدي الكبير هو تنفيذ الإصلاحات الأساسية».



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.