ملك المغرب يشيد بدور الجيش في تعزيز أمن «معبر الكركرات»

بمناسبة الذكرى الـ65 لتأسيس القوات المسلحة الملكية

العاهل المغربي محمد السادس يشيد بدور جيش بلاده في تأمين معبر الكركرات (رويترز)
العاهل المغربي محمد السادس يشيد بدور جيش بلاده في تأمين معبر الكركرات (رويترز)
TT

ملك المغرب يشيد بدور الجيش في تعزيز أمن «معبر الكركرات»

العاهل المغربي محمد السادس يشيد بدور جيش بلاده في تأمين معبر الكركرات (رويترز)
العاهل المغربي محمد السادس يشيد بدور جيش بلاده في تأمين معبر الكركرات (رويترز)

أشاد العاهل المغربي الملك محمد السادس، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية، ورئيس أركان الحرب العامة، بالتفاعل السريع للقوات المسلحة «مع أوامره لتعزیز الشریط الحدودي (الكركرات)، وفق خطة محكمة لقطع الطریق أمام مناورات المرتزقة»، وذلك في إشارة إلى عناصر جبهة «البوليساريو» الانفصالية المدعومة من الجزائر.
وقال الملك محمد السادس في «الأمر اليومي» الذي وجهه للقوات المسلحة الملكية، بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لتأسيسها، التي تصادف يوم 14 مايو (أيار) من كل عام: «لقد استطعتم بما تمتلكونه من حرفیة عالیة في مجال التخطیط والقیادة والتنفیذ العملیاتي، من دحر المناورات البائسة لأعداء وحدتنا الترابیة، وأظهرتم للعالم أجمع، جدوى ومشروعیة هذه العملیة النوعیة التي مكنت من ضمان التدفق الآمن للبضائع والأشخاص بین المغرب وعمقه الأفریقي».
ونوه العاهل المغربي باستماتة أفراد القوات المسلحة الملكیة «سواء في الدفاع عن ثوابت المغرب ووحدته الترابیة»، أو في مجال المشاركة المغربية في عملیات «حفظ السلام». وقال «إننا في هذه الظرفیة الدقیقة، التي تعرف استمرار تفشي وباء (كوفید – 19) على الصعید الدولي، لا بد أن نشید بالدور البطولي لأطقم الصحة العسكرية وأطر المصالح الاجتماعیة المرابطة في الجبهات الأمامیة، إلى جانب نظرائهم في المؤسسات الاستشفائیة الوطنیة، وأفراد الوقایة المدنیة والقوات العمومیة، تنفیذاً لتعلیماتنا السامیة، بتجندهم لتقدیم الخدمات الطبیة وكذلك خلال العملیة الوطنیة للتلقیح».
وزاد قائلاً: «إنكم، ورغم الظروف الطارئة والصعبة لهذه الجائحة وما فرضته من قیود وإكراهات، تمكنتم بما عهدناه فیكم من إصرار وعزیمة، من مواصلة مهامكم المتعددة، بنفس الحماس وعلو الهمة وتفعیل المخططات ذات البعد الأمني، ومحاربة الجرائم العابرة للحدود والتصدي لها بفاعلیة وحزم، دون إغفال تأهبكم المستمر للتصدي لانعكاسات التقلبات المناخیة، من خلال التموقع الاستباقي للأطقم الصحیة واللوجيستیة متعددة الاختصاص، للتدخل العاجل عند الحاجة للإغاثة وفك العزلة، مع تقدیم المساعدات الإنسانیة والطبیة الضروریة».
وتحدث العاهل المغربي عما يشهده العالم اليوم من تحولات متسارعة في مجال العلوم والتقنیات المرتبطة بمجال الأمن والدفاع، وقال إن ذلك «یجب أن یكون حافزاً لكفاءاتنا العسكریة الشابة، حتى تتمكن من مواكبتها علمیاً وتقنیاً، وأن توظفها في تفعیل برامج بحث وطنیة صرفة تمكن من إبداع حلول مبتكرة في مجالات التحول الرقمي وتكنولوجیا المعلومات والاتصال والقیادة والسیطرة، وذلك لرفع مستوى جاهزیة جیشنا ودعم قدراته القتالیة في المیدان».
وتابع العاهل المغربي أنه من أجل هذا الهدف «ستظل رعایتنا السامیة موصولة لدعم مجهوداتكم والسهر على توفیر التجهیزات الضروریة المناسبة لتمكینكم من أداء مهامكم في أحسن الظروف، في إطار ما سطرناه على المدى المتوسط والبعید، لتبقى قواتنا المسلحة بمثابة العین الساهرة على أمن الوطن، والدرع الواقي للدفاع عن حوزته ومقدساته ومكتسباته».
وشدد عاهل المغرب على القول «سنواصل بنفس العزیمة والإرادة، تعزیز قدراتكم ومؤهلاتكم البشریة، وتوسیع آفاقها داخلیاً وخارجیاً، عبر تسخیر آلیة التعاون العسكري البیني ومتعدد الأطراف بین قواتنا المسلحة الملكیة ومختلف الجیوش الصدیقة، لتبادل الخبرات ومشاركة نتائجها، خدمة لقیم التضامن والسلم الدولیین، وتجسیداً لرصیدكم المشرف كشریك فعال وذي مصداقیة في حفظ السلم عبر العالم، باعتراف الأمم المتحدة خصوصاً».
وأشار الملك محمد السادس إلى أن رمزیة هذا الحدث الوطني المرتبط بمسار تأسيس المغرب الحدیث «لمدعاة لمزید من الفخر والاعتزاز بعراقة الجيش المغربي الباسل وتاریخه الحافل بالأمجاد والبطولات، وبمشاعر الإكبار والإجلال لمن كان لهما الفضل في تأسیس هذا الصرح الشامخ»، وهما الملكان الراحلان محمد الخامس والحسن الثاني، اللذان «جعلا من هذه المؤسسة العریقة، مدرسة حقة في التربیة على قیم المواطنة بصدق وإخلاص».
وأوضح العاهل المغربي في «أمر اليوم» أنه حرص، جریاً على المألوف في تقالید المغرب، على «أن نجعل من هذه الذكرى الغالیة، محطة سنویة للتقییم واستخلاص الدروس والعبر، وتحدید الأهداف والأولویات، من أجل بلورة وتفعیل المخططات والبرامج المستقبلیة، جاعلین نصب أعیننا التطویر المستمر لقدرات القوات المسلحة الملكیة وتمكینها من الوسائل والتجهیزات، وتكوین وتعبئة أفرادها وجعلهم قادرین على مسایرة كل المستجدات ورفع التحدیات».
وخلص الملك محمد السادس إلى القول «إن قوة العزیمة والصمود ونكران الذات التي تتحلون بها في مراقبة حدودنا وتأمینها براً وجواً وبحراً، خصوصاً بأقالیمنا الجنوبیة (الصحراء) والمناطق الشرقیة، وما تقدمونه من تضحیات في سبیل إعلاء رایة الوطن خفاقة في جمیع ربوع المملكة، سیظل مفخرة لجمیع المغاربة»، مهيباً بأفراد القوات المسلحة الملكية أن يبذلوا المزید من الجهد البناء والتفاني المخلص لتحقیق ما یعمر نفوسهم من إرادة التفوق والانتصار.



ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
TT

ضربات في صعدة... والحوثيون يطلقون صاروخاً اعترضته إسرائيل

عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)
عناصر حوثيون يحملون صاروخاً وهمياً خلال مظاهرة في صنعاء ضد الولايات المتحدة وإسرائيل (أ.ب)

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من اعترافها بتلقي ثلاث غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

وفي حين أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض الصاروخ الحوثي، يُعد الهجوم هو الثاني في السنة الجديدة، حيث تُواصل الجماعة، المدعومة من إيران، عملياتها التصعيدية منذ نحو 14 شهراً تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

وادعى يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، في بيان مُتَلفز، أن جماعته استهدفت بصاروخ فرط صوتي من نوع «فلسطين 2» محطة كهرباء «أوروت رابين» جنوب تل أبيب، مع زعمه أن العملية حققت هدفها.

من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه «بعد انطلاق صفارات الإنذار في تلمي اليعازر، جرى اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن قبل عبوره إلى المناطق الإسرائيلية».

ويوم الجمعة الماضي، كان الجيش الإسرائيلي قد أفاد، في بيان، بأنه اعترض صاروخاً حوثياً وطائرة مُسيّرة أطلقتها الجماعة دون تسجيل أي أضرار، باستثناء ما أعلنت خدمة الإسعاف الإسرائيلية من تقديم المساعدة لبعض الأشخاص الذين أصيبوا بشكل طفيف خلال هروعهم نحو الملاجئ المحصَّنة.

وجاءت عملية تبنِّي إطلاق الصاروخ وإعلان اعتراضه، عقب اعتراف الجماعة الحوثية باستقبال ثلاث غارات وصفتها بـ«الأميركية البريطانية»، قالت إنها استهدفت موقعاً شرق مدينة صعدة، دون إيراد أي تفاصيل بخصوص نوعية المكان المستهدَف أو الأضرار الناجمة عن الضربات.

مقاتلة أميركية على متن حاملة طائرات في البحر الأحمر (أ.ب)

وإذ لم يُعلق الجيش الأميركي على الفور، بخصوص هذه الضربات، التي تُعد الأولى في السنة الجديدة، كان قد ختتم السنة المنصرمة في 31 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، باستهداف منشآت عسكرية خاضعة للحوثيين في صنعاء بـ12 ضربة.

وذكرت وسائل الإعلام الحوثية حينها أن الضربات استهدفت «مجمع العرضي»؛ حيث مباني وزارة الدفاع اليمنية الخاضعة للجماعة في صنعاء، و«مجمع 22 مايو» العسكري؛ والمعروف شعبياً بـ«معسكر الصيانة».

106 قتلى

مع ادعاء الجماعة الحوثية أنها تشن هجماتها ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في سياق مناصرتها للفلسطينيين في غزة، كان زعيمها عبد الملك الحوثي قد اعترف، في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وأن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

وكانت الولايات المتحدة قد أنشأت، في ديسمبر 2023، تحالفاً سمّته «حارس الازدهار»؛ ردّاً على هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، قبل أن تشنّ ضرباتها الجوية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، بمشاركة بريطانيا في بعض المرات؛ أملاً في إضعاف قدرات الجماعة الهجومية.

دخان يتصاعد من موقع عسكري في صنعاء خاضع للحوثيين على أثر ضربة أميركية (أ.ف.ب)

واستهدفت الضربات مواقع في صنعاء وصعدة وإب وتعز وذمار، في حين استأثرت الحديدة الساحلية بأغلبية الضربات، كما لجأت واشنطن إلى استخدام القاذفات الشبحية، لأول مرة، لاستهداف المواقع الحوثية المحصَّنة، غير أن كل ذلك لم يمنع تصاعد عمليات الجماعة التي تبنّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ نوفمبر 2023.

وأدّت هجمات الحوثيين إلى إصابة عشرات السفن بأضرار، وغرق سفينتين، وقرصنة ثالثة، ومقتل 3 بحارة، فضلاً عن تقديرات بتراجع مرور السفن التجارية عبر باب المندب، بنسبة أعلى من 50 في المائة.

4 ضربات إسرائيلية

رداً على تصعيد الحوثيين، الذين شنوا مئات الهجمات بالصواريخ والطائرات المُسيرة باتجاه إسرائيل، ردّت الأخيرة بأربع موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة الحوثية بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

كذلك تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ، في 19 ديسمبر الماضي، وإصابة نحو 23 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في 21 من الشهر نفسه.

زجاج متناثر في مطار صنعاء الدولي بعد الغارات الجوية الإسرائيلية (أ.ب)

واستدعت هذه الهجمات الحوثية من إسرائيل الرد، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتيْ توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء؛ ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر الماضي، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.