الجيش السوداني يوقف ضباطاً وجنوداً بتهمة القتل

TT

الجيش السوداني يوقف ضباطاً وجنوداً بتهمة القتل

قيّدت النيابة العامة في السودان بلاغات جنائية، بموجب القانوني الجنائي السوداني لعام 1991، تحت مواد القتل العمد وجرائم الإنسانية والإرهاب في مواجهة المتهمين المتورطين في مقتل وإصابة العشرات في محيط القيادة العامة للجيش السوداني، الثلاثاء الماضي. وكشفت النيابة عن تعيين 10 من وكلاء النيابة لمتابعة تحريات الطب العدلي وتحريز المعروضات ورسم مسرح الجريمة، مشيرة إلى مواصلة إجراءات التحري خلال أيام العيد دون انقطاع. وأوضحت أن استكمال الإجراءات وتقديم المتهمين إلى المحاكمة يتطلب تسليمهم وأسلحة الجريمة بأسرع ما يمكن للنيابة.
من جهته، أكد عضو مجلس السيادة الانتقالي، الفريق شمس الدين كباشي، توقيف عدد من الضباط والجنود قيد التحفظ والتحري. وقال كباشي من «المكون العسكري» في المجلس، مساء أول من أمس، إن «القوات المسلحة لا تجامل أياً من منسوبيها إذا أخطأ في حق أي شخص، وإنها شكلت لجان تحقيق لمعرفة من تسبب في هذه الأحداث». وأشارت النيابة العامة إلى أن التحريات أسفرت عن أن القوة التي تصدت لتفريق التجمع السلمي، كانت ترتدي زي القوات المسلحة وأطلقت النار على جموع الشباب.
وسقط قتيلان وأصيب العشرات في 29 من رمضان خلال إفطار جماعي، احتفاءً بالذكرى الثانية لمجزرة فض اعتصام القيادة العامة في يونيو (حزيران) 2019 التي راح ضحيتها المئات بين قتيل وجريح. وأخطر النائب العام السوداني، تاج السر الحبر، أول من أمس، الجيش في خطاب رسمي بتسليمه الأشخاص الذين أطلقوا النار والذين أمروا بذلك على وجه السرعة، تسليم الأسلحة بحوزتهم.
وأصدرت النيابة العامة، العام الماضي، منشوراً يكفل حق التظاهر السلمي باعتباره حقاً دستورياً مكفولاً بموجب الوثيقة الدستورية الحاكمة للفترة الانتقالية في البلاد، ويحظر القرار استخدام الرصاص والذخيرة لصد المواكب السلمية.
وتعهد رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، لدى مخاطبته الشعب السوداني بمناسبة عيد الفطر مساء أول من أمس، بأن الحكومة لن يهدأ لها بال حتى تتوصل إلى الحقيقة والعدالة في أحداث القتل التي شهدتها البلاد. من جهته، أعلن الجيش تشكيل لجنة تحقيق في الأحداث، مؤكداً تعاونه مع الجهات العدلية والقانونية للوصول للحقائق وتقديم كل من يثبت تورطه في هذه الأحداث للعدالة.
وفي سبتمبر (أيلول) 2019، شكّل رئيس الوزراء، لجنة مستقلة للتحقيق في فض الاعتصام، برئاسة القانوني نبيل أديب، وتواجه اللجنة انتقادات حادة من الشارع لعدم الانتهاء من التحقيقات والتحريات وتقديم الملفات إلى المحكمة.
وحث مجلس الوزراء السوداني اللجنة الوطنية المستقلة للتحقيق في فض الاعتصام في الثالث من يونيو 2019، للإسراع في تقديم تقريرها إلى المحكمة، كما وجه النيابة والقضاء بمراجعة عملهما واتخاذ إجراءات ناجعة لتحقيق العدالة.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.