«التجارة العالمية» الأميركية لتطوير أعمالها في السعودية

نائب رئيسها لـ«الشرق الأوسط»: مشروعات المملكة العملاقة تجذب استثمارات التقنية والبنى التحتية

{مراكز التجارة العالمية} تخطط للوجود في السعودية للمساهمة في فرص التنمية الحالية (الشرق الأوسط)
{مراكز التجارة العالمية} تخطط للوجود في السعودية للمساهمة في فرص التنمية الحالية (الشرق الأوسط)
TT

«التجارة العالمية» الأميركية لتطوير أعمالها في السعودية

{مراكز التجارة العالمية} تخطط للوجود في السعودية للمساهمة في فرص التنمية الحالية (الشرق الأوسط)
{مراكز التجارة العالمية} تخطط للوجود في السعودية للمساهمة في فرص التنمية الحالية (الشرق الأوسط)

في وقت أطلقت فيه أخيراً جمعية مراكز التجارة العالمية في أميركا (منظمة دولية تربط أكثر من 320 شركة عالمية كبرى من 100 دولة) منصة للشركات المنضوية تحتها تعمل بنظام الذكاء الصناعي، قالت لـ«الشرق الأوسط»، إنها تخطط لتطوير أعمالها في السعودية وإيجاد مشاركة لها في المشاريع الضخمة المطروحة.
وقال آرون تي ستاركس، نائب رئيس مركز التجارة العالمي لخدمات الأعمال العالمية «نعتز بعلاقاتنا مع المملكة؛ إذ إن مستقبل البلاد مشرق»، مستطرداً «نواصل البحث عن طرق يمكننا من خلالها المشاركة في مجالات التجارة والابتكار».
واستطرد ستاركس «بصفتها أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط، ومع توالي الإعلان عن الاستثمارات الكبيرة الأخيرة في المشاريع العامة، تستعد السعودية لتنويع اقتصادها وجذب صناعات جديدة، حيث تتوقع بعض التقارير نمواً سنوياً يصل إلى 4 في المائة في عام 2021 للبلاد؛ ما سيؤدي إلى استثمارات إضافية في التقنيات الزراعية والبنية التحتية العامة».
وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط»، «تستعد السعودية أيضاً لجذب قوة عاملة نابضة بالحياة من المناطق المحيطة مع تنوع الاقتصاد، حاليا، تعمل الدولة على تطوير سمعة طيبة لجودة التعليم والابتكار وتشجيع ريادة الأعمال في المنطقة»، دون إفصاح عن الخطط التي يجري العمل عليها لتواجد الإقليمي في السعودية.
وعلى صعيد المشاريع التي تعمل علي مراكز التجارة العالمية، وحجمها وتأثيرها على الاقتصاد والتجارة، قال ستاركس «نعتبر أنفسنا محظوظين للعيش والعمل في ولاية يوتا، ولدينا الاقتصاد الأكثر تنوعاً في الولايات المتحدة مع السكان الأصغر سناً، حيث يبلغ متوسط العمر 29 عاماً. لدينا مجتمع علوم الحياة الأسرع نمواً على الصعيد الوطني، حيث تبتكر الشركات وتصنع الأجهزة والمستلزمات والمنتجات العلمية الحيوية، العديد منها على وشك أن تصل قيمتها إلى مليار دولار».
وزاد ستاركس «بالإضافة إلى ذلك، يحتل مجتمعنا التكنولوجي المرتبة الثانية بعد وادي السيليكون، حيث اختارت العديد من الشركات ولاية يوتا لبدء رحلاتها بعلامات تجارية كـ(فيسبوك) و(غوغل) و(أدوبي) و(كوالتريكس)، إذ توفر هذه الشركات الآلاف من الوظائف التي تدفع أجوراً عالية».
وقال ستاركس «للمضي قدماً، ينصبّ تركيزنا على تنمية بيئتنا الاقتصادية في كل من هذه المجالات حتى نتمكن من الاستمرار في جذب الاستثمار الأجنبي وتعزيز الابتكار. على مدار العقد الماضي، اعتمدت ولاية يوتا على تمويل زيادة الضرائب لجذب الشركات، حيث أدى ذلك إلى إبقاء معدلات البطالة منخفضة وساعد في تحفيز الشركات العالمية».
ووفق نائب رئيس مركز التجارة العالمي لخدمات الأعمال العالمية، نسجت الأعمال التجارية العالمية طريقها سريعاً إلى ثقافة الأعمال لدى مراكز التجارة العالمية، حيث يرتبط ما يقرب من وظيفتين من كل 4 وظائف بالتصدير في الولاية، مشيراً إلى أن هذا مهم لأن هذه الوظائف تنتج أجوراً أعلى وتكون أكثر ديمومة أثناء فترات الركود الاقتصادي.
من جهته، قال عبد الله بن زيد المليحي، رئيس شركة التميز السعودية «نعمل منذ فترة مع رابطة مراكز التجارة العالمية للدخول في تطوير مجال الأعمال المشتركة في السعودية في ظل المشاريع الضخمة المطروحة في المملكة، وتعمل شركة (التميز) والرابطة على خطة عمل مشتركة مع شركات عالمية لإبداء العمل في مشروعات الاقتصادي السعودي».
وتوقع في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن تقدم مراكز التجارة العالمية تجربة مفيدة لتحفيز الشركات السعودية لتنفيذ مشروعات المختلفة الواعدة من خلال اعتماد الذكاء الصناعي، أساساً لانطلاق الأعمال في المملكة، ما من شأنه أن ينعكس إيجاباً على تحفيز شركات القطاع الخاص، والإسهام في تنفيذ المشاريع العملاقة التي تقوم عليها المملكة حالياً، كمشروعي «نيوم» و«ذا لاين» ومشاريع الطاقة المتجددة ومشاريع المبادرة الخضراء والاقتصاد الدائري الكربوني.


مقالات ذات صلة

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

الاقتصاد وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

كشف وزير النقل والخدمات اللوجيستية، المهندس صالح الجاسر، عن تسجيل الموانئ السعودية 231.7 نقطة إضافية على مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية.

زينب علي (الرياض)
الاقتصاد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات فهد الرشيد مع مسؤول في إحدى الشركات التي قررت افتتاح مكتبها في السعودية (الشرق الأوسط)

3 شركات عالمية لتنظيم المعارض تفتح مكاتبها في السعودية

قررت 3 من أكبر 10 شركات عالمية متخصصة في تنظيم المعارض، افتتاح مكاتبها في المملكة، إلى جانب توقيع 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم لدعم صناعة الفعاليات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

ما زال التضخم في السعودية الأقل ضمن مجموعة العشرين، وذلك بعد تسجيل معدل 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد وزير السياحة متحدثاً للحضور مع انطلاق النسخة الأولى من القمة الدولية للمعارض والمؤتمرات بالرياض (الشرق الأوسط)

وزير السياحة السعودي: الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً للمعارض والمؤتمرات

أكد وزير السياحة أحمد الخطيب، أنَّ الرياض تتجه لتصبح مركزاً عالمياً لقطاع المعارض والمؤتمرات، مع مشروعات تشمل مطارات جديدة، ومنتجعات، وبنية تحتية متطورة

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

الخريف: قطاع إعادة التصدير السعودي ينمو ويسجل 16.2 مليار دولار عام 2024

كشف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، عن تسجيل بلاده صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير خلال العام الحالي.

زينب علي (الرياض)

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».