ترقب مبادرة أفريقية جديدة لحل أزمة «سد النهضة»

أديس أبابا تصر على الإطار القاري وترفض توسيع الوساطة

رئيس الوزراء الإثيوبي مستقبلاً رئيس الكونغو الديمقراطية الذي يحمل مبادرة للتوسط في نزاع السد (الحكومة الإثيوبية)
رئيس الوزراء الإثيوبي مستقبلاً رئيس الكونغو الديمقراطية الذي يحمل مبادرة للتوسط في نزاع السد (الحكومة الإثيوبية)
TT
20

ترقب مبادرة أفريقية جديدة لحل أزمة «سد النهضة»

رئيس الوزراء الإثيوبي مستقبلاً رئيس الكونغو الديمقراطية الذي يحمل مبادرة للتوسط في نزاع السد (الحكومة الإثيوبية)
رئيس الوزراء الإثيوبي مستقبلاً رئيس الكونغو الديمقراطية الذي يحمل مبادرة للتوسط في نزاع السد (الحكومة الإثيوبية)

بعد جولة ثلاثية شملت مصر والسودان واختتمت بإثيوبيا، ينتظر أن يقدم رئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، مقترحه لكسر جمود مفاوضات «سد النهضة» والوصول إلى اتفاق بين الدول الثلاث حول آلية عمل السد المقام على الرافد الرئيسي لنهر النيل.
وفيما تُصر مصر والسودان على ضرورة إبرام اتفاق قانوني مُلزم ينظم عمليتي ملء السد وتشغيله، قبيل تنفيذ إثيوبيا المرحلة الثانية من ملء الخزان في يوليو (تموز) المقبل، أبلغت الأخيرة رئيس الاتحاد الأفريقي رفضها توسيع الوساطة، والتزامها بالحلول الأفريقية للنزاع عبر المفاوضات.
وبحسب بيان لمكتب رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أمس، فإنه أكد للرئيس تشيسكيدي «التشديد على موقف إثيوبيا أن يكون سد النهضة رمزاً للتعاون والتنمية المتبادلة» وعدم إلحاق الضرر بدولتي المصب. وأشار إلى رغبة إثيوبيا في اتفاق «يعمل لصالح جميع الأطراف»، وفقاً لإعلان المبادئ الموقع عام 2015. وأكد التزام بلاده بالحلول الأفريقية للمشكلات المتعلقة بالسد بقيادة الرئيس الحالي للاتحاد فيليكس تشيسكيدي.
وتطالب مصر والسودان بإشراك آلية وساطة رباعية دولية تضم الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة في المفاوضات المتعثرة الخاصة بالسد.
ووفق مصادر مطلعة، طرح تشيسكيدي خلال جولته مبادرة جديدة لجمع الأطراف على طاولة المفاوضات مرة أخرى، والوصول إلى حل قبل التخزين الثاني لـ«سد النهضة».
وتجمّدت المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان، منذ أن أخفقت آخر جولة عقدت مطلع أبريل (نيسان) الماضي، في عاصمة الكونغو الديمقراطية، في التوصل إلى أي حلول.
ويأمل الاتحاد الأفريقي الذي يرعى مفاوضات متعثرة بين الدول الثلاث منذ يوليو العام الماضي، في إيجاد حل قبيل تنفيذ إثيوبيا عملية ملء ثانٍ للخزان في يوليو المقبل، وهو إجراء حذرت منه مصر والسودان.
وعبّر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أول من أمس، عن قلق بلاده من استمرار الأزمة مع إثيوبيا، مشيراً إلى أن «أزمة سد النهضة تدعو للقلق، لكن المفاوضات تحتاج إلى صبر».
وتنظر مصر إلى النزاع المائي بوصفه «قضية وجودية» وتحظى باهتمام واسع بين المصريين. وفي محاولة لطمأنة الرأي العام، قال السيسي إن «الحفاظ على حقوق مصر المائية في مياه نهر النيل أمر لا يمكن لأحد تجاوزه أو التفريط فيه». لكن في المقابل، طالبهم بالصبر، قائلاً: «يجب ألا نتعجل، فكل شيء له ترتيبه وتدابيره... والتفاوض عملية شاقة وصعبة... نحن نضغط».
وتقيم إثيوبيا السد منذ عام 2011، وأعلنت في 2020 إكمال المرحلة الأولى من عملية ملء السد محققة هدفها المحدد بـ4.9 مليار متر مكعب، ما سمح باختبار أول توربينتين من السد. وحددت لهذه السنة هدف ملء 13.5 مليار متر مكعب إضافية. وتقول إثيوبيا إن الطاقة الكهرومائية التي ينتجها السد ضرورية لتلبية احتياجات سكانها البالغ عددهم 110 ملايين نسمة من الكهرباء.



الأمم المتحدة: الوضع الصحي «مُزرٍ للغاية» في شمال دارفور بالسودان

سودانية متطوعة وأخرى نازحة تحضِّران الطعام قبل إفطار رمضان في بورتسودان (رويترز)
سودانية متطوعة وأخرى نازحة تحضِّران الطعام قبل إفطار رمضان في بورتسودان (رويترز)
TT
20

الأمم المتحدة: الوضع الصحي «مُزرٍ للغاية» في شمال دارفور بالسودان

سودانية متطوعة وأخرى نازحة تحضِّران الطعام قبل إفطار رمضان في بورتسودان (رويترز)
سودانية متطوعة وأخرى نازحة تحضِّران الطعام قبل إفطار رمضان في بورتسودان (رويترز)

قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أمس (الثلاثاء) إن شركاء العمل الإنساني في ولاية شمال دارفور بغرب السودان يبلغون عن وضع صحي «مُزرٍ للغاية»؛ خصوصاً في مدينة الفاشر عاصمة الولاية، ومخيمات النازحين في المناطق المحيطة.

وأضاف المكتب في أحدث إفادة له، أن استمرار القتال «تسبب في موجات من النزوح، مما أدى إلى إرهاق نظام الرعاية الصحية الهش بالفعل، والذي يكافح لتلبية حتى الاحتياجات الأساسية للناس».

وأوضح أن أكثر من مائتي منشأة صحية في الفاشر لا تعمل، وأن هناك نقصاً حاداً في الموظفين الطبيين والأدوية الأساسية والإمدادات المنقذة للحياة.

وذكر «أوتشا» أن شركاء العمل الإنساني يحاولون توفير الإمدادات الطبية؛ لكن انعدام الأمن والقيود على الوصول ما زالت تعرقل عملهم.

وأشار إلى أن منظمة الصحة العالمية أفادت بأن أكثر من 70 في المائة من المستشفيات والمرافق الصحية في مختلف المناطق المتضررة من النزاع في السودان «لم تعد تعمل، مما ترك الملايين من دون رعاية صحية».

وقال المكتب الأممي إن النظام الصحي في السودان تعرض لهجوم بشكل متواصل، وإنه حتى منتصف فبراير (شباط)، سجلت منظمة الصحة ما يقرب من 150 هجوماً على الرعاية الصحية في السودان منذ بدء الحرب هناك: «لكن الرقم الحقيقي قد يكون أعلى من ذلك بكثير».

وناشد «أوتشا» أطراف الصراع «ضمان الوصول الإنساني الآمن والمستدام وفي الوقت المناسب، للوصول إلى الأشخاص المحتاجين للدعم المنقذ للحياة»، مشدداً على ضرورة حماية المدنيين، وتلبية الاحتياجات الأساسية لبقائهم على قيد الحياة.