«حماس» تطلق 130 صاروخاً في اتجاه إسرائيل

رداً على تدمير مبنى من 14 طابقاً في غزة ومقتل عدد من قادة «كتائب القسام»

إطلاق صواريخ من جنوب قطاع غزة باتجاه إسرائيل (أ.ف.ب)
إطلاق صواريخ من جنوب قطاع غزة باتجاه إسرائيل (أ.ف.ب)
TT

«حماس» تطلق 130 صاروخاً في اتجاه إسرائيل

إطلاق صواريخ من جنوب قطاع غزة باتجاه إسرائيل (أ.ف.ب)
إطلاق صواريخ من جنوب قطاع غزة باتجاه إسرائيل (أ.ف.ب)

أعلنت «كتائب القسام»، الجناح العسكري لحركة «حماس»، أنها أطلقت مائة وثلاثين صاروخاً في اتجاه إسرائيل، رداً على تدمير مبنى مكون من أربعة عشر طابقاً في غزة. في الوقت ذاته، أُفيد عن إطلاق صافرات إنذار في تل أبيب.
وقالت «القسام» في بيان إنها «قصفت (مدن) عسقلان ونتيفوت وسديروت بمائة وثلاثين صاروخاً رداً على قصف برج الشروق (مبنى مكون من 14 طابقاً)، وكردٍّ أوّلي على اغتيال ثلة من قادة (القسام)». وكانت أعلنت في وقت سابق مقتل عدد من قادتها في غارة جوية على موقع للحركة.
وأفاد بيان لخدمة الطوارئ الإسرائيلية أن طفلا في السادسة من عمره قتل الأربعاء في سديروت بصاروخ أطلق من قطاع غزة.
وجاء في البيان أن المسعفين «لم يتمكنوا من إنقاذ الطفل بسبب خطورة إصابته». وبذلك، يرتفع عدد القتلى في الجانب الإسرائيلي منذ بدء التصعيد الاثنين الى سبعة، بينما بلغ عدد القتلى في قطاع غزة الذي يتعرض لضربات إسرائيلية مكثفة 56.
وذكرت إسرائيل في وقت سابق اليوم أنها قتلت 16 عضواً في الجناح العسكري لـ«حماس» في ضربة جوية على قطاع غزة اليوم (الأربعاء)، في حين أمطر مسلحون فلسطينيون إسرائيل بالصواريخ مما زاد القلق الدولي من اتساع نطاق أعنف قتال بين الجانبين منذ سنوات.
ولقي ما لا يقل عن 53 شخصاً مصرعهم في قطاع غزة منذ تصاعد العنف يوم الاثنين، وفقاً لوزارة الصحة بالقطاع. وفي إسرائيل، قال مسؤولون بقطاع الصحة إن ستة قُتلوا.
وقال جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) إن القوات الإسرائيلية قتلت 16 من عناصر «حماس» بينهم قيادي كبير وأعضاء في فريق تصنيع الأسلحة، بضربة جوية على موقع لقيادة الحركة في قطاع غزة، اليوم.
وذكر «شين بيت» أن من بين قتلى الضربة القيادي المخضرم باسم عيسى، قائد لواء غزة في «كتائب القسام»، وجمعة طلحة مسؤول تكنولوجيا الصواريخ في «حماس»، و13 عضواً في فريق تصنيع الأسلحة بالحركة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان: «هذه هي مجرد البداية. سنوجّه للإرهابيين ضربات لم يتخيلوها».
وزاد أعنف قصف متبادل بين إسرائيل و«حماس» منذ حربهما عام 2014 في قطاع غزة من القلق الدولي من خروج الوضع عن السيطرة.
وانهار في غزة برج سكني متعدد الطوابق كانت إسرائيل قد أنذرت سكانه بإخلائه، ولحقت أضرار شديدة بآخَر جراء الضربات الجوية.
وقالت إسرائيل إن طائراتها الحربية أصابت في ضربات أخرى مواقع قال الجيش إنها مخصصة لإطلاق الصواريخ ومقرات لـ«حماس» ومنازل لقيادييها.
وقال رجل في شارع بغزة أخذ الناس يهرولون فيه خارج منازلهم بينما كانت الانفجارات تهز المباني: «إسرائيل جُنّ جنونها».
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الضربات الجوية الإسرائيلية قتلت 16 مواطناً بالقطاع، اليوم. وذكر شهود ومسؤولون بقطاع الصحة في غزة أن ضربة جوية إسرائيلية أودت بحياة ثلاثة كانوا في سيارة بينهم امرأة.
ولم يغمض لكثير من الإسرائيليين أيضاً جفن الليلة مع انطلاق صافرات الإنذار في تل أبيب، تحذيراً من موجات الصواريخ التي استهدفت قلب إسرائيل.
وركض إسرائيليون للاحتماء بالملاجئ أو انبطحوا أرضاً على الأرصفة في تجمعات سكانية على بُعد أكثر من 70 كيلومتراً عن غزة بينما كانت الصواريخ الاعتراضية تشق السماء.
ولقي إسرائيلي حتفه بصاروخ مضاد للدبابات انطلق من غزة وسقط على عربة قرب الحدود، حسبما قالت خدمة الإسعاف الإسرائيلية. وقُتل شخصان بصاروخ أصاب سيارتهما في بلدة اللد القريبة من تل أبيب.
وشهدت اللد وغيرها من البلدات التي يسكنها مزيج من العرب واليهود مظاهرات بسبب العنف الدائر في غزة والتوتر القائم بالقدس.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس: «سيستمر الجيش الإسرائيلي في الهجوم وسينشر الهدوء التام طويل الأمد... وعندما نحقق هذا الهدف، سيكون بوسعنا أن نتحدث عن تهدئة الأمور. أما في اللحظة الحالية، فلا موعد للنهاية».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.