بايدن يخشى توسع الصدامات

بلينكن لـ«وقف فوري» لصواريخ غزة

بايدن يخشى توسع الصدامات
TT

بايدن يخشى توسع الصدامات

بايدن يخشى توسع الصدامات

أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن «يراقب الوضع عن كثب» ولديه «مخاوف جديّة» من اتساع رقعة التدهور بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فيما كثف وزير الخارجية أنطوني بلينكن ومستشار الأمن القومي جايك سوليفان، اتصالاتهما من أجل وضع حد «فوري» لإطلاق الصواريخ من «حماس» في اتجاه إسرائيل التي ينبغي لها أيضاً أن توقف «استفزازاتها» في القدس الشرقية وفي المسجد الأقصى ومحيطه. وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي، إن المسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن «يراقبون عن كثب العنف في إسرائيل»، معبرة عن «مخاوف جدية» حيال الوضع، بما في ذلك «المواجهات العنيفة» التي شهدناها خلال الأيام القليلة الماضية. وذكرت بأن مستشار الأمن القومي جايك سوليفان كرر لنظيره الإسرائيلي مئير بن شبات «المخاوف في شأن عمليات الإخلاء المحتملة للعائلات الفلسطينية من منازلهم». ولكنهما «اتفقا على أن إطلاق الصواريخ والبالونات الحارقة من غزة في اتجاه إسرائيل، أمر غير مقبول ويجب التنديد به». وأكدت أن الرئيس بايدن «على اطلاع ويراقب الوضع عن كثب».
في غضون ذلك، أجرى بلينكن محادثات مع نائب رئيس الوزراء الأردني، وزير الخارجية أيمن الصفدي، الذي قال إن «القدس خط أحمر»، مشيراً إلى أن الجهود تتركز الآن على «التعامل مع الوضع الخطير جداً في القدس». وأضاف: «يجب أن تتوقف جميع الممارسات الإسرائيلية اللاشرعية والاستفزازية ضد المواطنين الفلسطينيين في الشيخ جراح، ويجب أن تتوقف الانتهاكات في الحرم الشريف»، مؤكداً أنه «يجب الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني في القدس ومقدساتها ويجب احترام حقوق الفلسطينيين من أجل تهدئة الوضع». وشدد على أن للولايات المتحدة دوراً قيادياً في جهود تحقيق السلام والاستقرار»، معتبراً أن «حل الدولتين هو سبيل تحقيق ذلك».
وقال بلينكن إن المحادثات مع الصفدي ركزت على الوضع في إسرائيل والضفة الغربية وغزة، معبراً عن «قلق بالغ» من الهجمات الصاروخية الأخيرة. وأضاف: «يجب أن تتوقف فوراً»، وكرر «المخاوف في شأن العنف والأعمال الاستفزازية في الحرم الشريف/ جبل الهيكل وحوله»، مؤكداً أن «هذا العنف يجب أن يتوقف». ورأى أنه «يتعين على كل الأطراف خفض التصعيد وتقليل التوتر واتخاذ خطوات عملية للتهدئة»، معبراً عن «تقديره لبعض الخطوات (...) لا سيما فيما يتعلق بتأجيل القرار بشأن عمليات إخلاء العائلات الفلسطينية من بيوتها في حيي الشيخ جراح وسلوان». وأكد أن «لإسرائيل الحق في الدفاع عن شعبها وأراضيها من الهجمات».
وبعد اللقاء بيان بلينكن والصفدي، أفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، بأن بلينكن أكد «أهمية الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والأردن في تعزيز أهدافنا المشتركة المتمثلة في السلام والاستقرار في المنطقة».
وكان الصفدي أجرى خلال زيارته الرسمية الى الولايات المتحدة، محادثات مع رئيس مجلس الأمن القومي، جايك سوليفان، ركزت على التطورات الخطيرة في القدس والعلاقات الثنائية. وعبر الصفدي وسوليفان عن «مخاوف من المواجهات العنيفة الأخيرة في القدس وناقشا الجهود المشتركة لتهدئة التوترات»، وفقاً لبيان أصدرته الناطقة باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، أميلي هورن، التي أضافت أن سوليفان «أشاد بالدور الخاص الذي يضطلع به الأردن في الإشراف على العتبات المقدسة في القدس وشكر له جهود المملكة مع السلطات الفلسطينية والإسرائيلية لتحقيق الهدوء في الأيام الأخيرة من شهر رمضان».
كما عبر سوليفان عن «دعم الولايات المتحدة لحل الدولتين للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني».



مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
TT

مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي

وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)
وزير الخارجية المصري يلتقي ولي العهد الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح (الخارجية المصرية)

أكدت مصر خلال زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للكويت، على دعم القاهرة الكامل للأمن الخليجي بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وسط لقاءات ومباحثات تناولت مجالات التعاون، لا سيما الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة.

تلك الزيارة، بحسب خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، تأتي تأكيداً على مساعي مصر والكويت لتعميق التعاون وزيادة التنسيق الإقليمي بوتيرة أكبر ونشاط أوسع، خصوصاً في ضوء علاقات البلدين التاريخية، وكذلك حجم الاستثمارات بين البلدين الكبيرة، مشددين على أهمية التنسيق بين بلدين مهمين في المنطقة.

واستهل عبد العاطي زيارته إلى الكويت بلقاء ولي العهد الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح، الأحد، مؤكداً «عمق العلاقات التاريخية والروابط الأخوية التي تجمع البلدين الشقيقين، وتوافر الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين من أجل تطوير العلاقات لآفاق أرحب»، مبدياً «الحرص على تعزيز التعاون والتنسيق مع دولة الكويت وزيادة وتيرته»، وفق بيان صحافي لـ«الخارجية المصرية».

وأبدى الوزير المصري «تطلُّع مصر لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، أخذاً في الحسبان ما اتخذته الحكومة المصرية من خطوات طموحة لجذب الاستثمارات، وتنفيذ خطة الإصلاح الاقتصادي»، مشدداً على «دعم مصر الكامل للأمن الخليجي، بوصفه جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري».

وفي مايو (أيار) الماضي، قال سفير الكويت بالقاهرة، غانم صقر الغانم، في مقابلة مع «القاهرة الإخبارية» إن الاستثمارات الكويتية في مصر متشعبة بعدة مجالات، وتبلغ أكثر من 15 مليار دولار، بينها 10 مليارات دولار للقطاع الخاص.

كما اجتمع عبد العاطي مع الشيخ فهد يوسف سعود الصباح، رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي، مؤكداً «الحرص على الارتقاء بعلاقات التعاون إلى آفاق أرحب، بما يحقق طموحات ومصالح الشعبين الشقيقين»، وفق بيان ثانٍ لـ«الخارجية المصرية».

وزير الخارجية المصري يجتمع مع رئيس الوزراء بالإنابة ووزير الداخلية ووزير الدفاع الكويتي الشيخ فهد يوسف سعود الصباح (الخارجية المصرية)

فرص استثمارية

عرض الوزير المصري «الفرص الاستثمارية العديدة التي تذخر بها مصر في شتى القطاعات، والتي يمكن للشركات الكويتية الاستفادة منها، فضلاً عن الاتفاق على تبادل الوفود الاقتصادية، وتشجيع زيادة الاستثمارات الكويتية في مصر»، مبدياً «ترحيب مصر ببحث مجالات التعاون الأمني والعسكري لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة».

كما بحث الوزير المصري في لقاء مع وزيرة المالية ووزيرة الدولة للشؤون الاقتصادية والاستثمار، نوره الفصام، الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر بشتى القطاعات، وسط تأكيد على حرص الجانب المصري على تعزيز الاستثمارات الكويتية في مصر وإمكانية تعزيز نشاط الشركات المصرية لدعم عملية التنمية في الكويت.

ووفق خبير شؤون الخليج في «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» بالقاهرة، الدكتور محمد عز العرب، فإن الزيارة تحمل أبعاداً عديدة، أبرزها الحرص المصري على تطوير العلاقات المصرية العربية، ومنها العلاقات مع الكويت لأسباب ترتبط بالتوافقات المشتركة بين البلدين والتعاون ليس على المستوى السياسي فحسب، بل على المستوى الأمني أيضاً.

التنسيق المشترك

البعد الثاني في الزيارة مرتبط بالاستثمارات الكويتية التي تستحوذ على مكانة متميزة وسط استثمارات خليجية في مصر، وفق عز العرب، الذي لفت إلى أن الزيارة تحمل بعداً ثالثاً هاماً مرتبطاً بالتنسيق المشترك في القضايا الإقليمية والدولية خاصة وهناك إدراك مشترك على أولوية خفض التصعيد والتعاون الثنائي بوصفه صمام أمان للمنطقة.

تحديات المنطقة

يرى الكاتب والمحلل السياسي الكويتي، طارق بروسلي، أن زيارة عبد العاطي «خطوة مهمة في إطار العلاقات التاريخية الوطيدة بين البلدين، وتعكس عمق التفاهم والاحترام المتبادل بين قيادتي البلدين والشعبين الشقيقين».

وتحمل الزيارة قدراً كبيراً من الأهمية، وفق المحلل السياسي الكويتي ورئيس «المنتدى الخليجي للأمن والسلام» فهد الشليمي، خصوصاً وهي تأتي قبيل أيام من القمة الخليجية بالكويت، مطلع الشهر المقبل، وما سيتلوها من ترأس الكويت مجلس التعاون الخليجي على مدار عام، فضلاً عن تحديات كبيرة تشهدها المنطقة، لا سيما في قطاع غزة وحربها المستمرة منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وأفادت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، الأحد، بأن أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح تلقى رسالة شفهية من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تتعلق بالعلاقات الأخوية المتميزة بين البلدين والشعبين الشقيقين وآخر المستجدات الإقليمية والدولية، خلال استقبال ولي العهد لوزير الخارجية المصري.

كما نوهت بأن عبد العاطي التقى رئيس الوزراء بالإنابة، و«جرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية وسبل تعزيز التعاون بين البلدين إضافة إلى بحث آخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية».

تطوير العمل الدبلوماسي

وتهدف الزيارة، وفق بروسلي، إلى «تعميق التعاون في عدة مجالات والتنسيق المشترك في المواقف على الصعيدين الإقليمي والدولي، لا سيما في قضايا فلسطين وسوريا ولبنان واليمن»، مرجحاً أن تسهم المباحثات المصرية الكويتية في «زيادة فرص التعاون الاقتصادي والتجاري وتعزيز الاستثمارات وزيادة التنسيق الأمني ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة».

ويعتقد بروسلي أن الزيارة «ستكون فرصة لبحث تطوير العمل الدبلوماسي، ودعم البرامج التعليمية المتبادلة بين البلدين والخروج بمذكرات تفاهم تكون سبباً في تحقيق التكامل الإقليمي، وتعزيز التعاون في ظل التحديات المشتركة بالمنطقة».

بينما يؤكد الشليمي أن الزيارة لها أهمية أيضاً على مستوى التعاون الاقتصادي والتجاري، خصوصاً على مستوى تعزيز الاستثمارات، إضافة إلى أهمية التنسيق بين وقت وآخر بين البلدين، في ظل حجم المصالح المشتركة الكبيرة التي تستدعي التعاون المستمر.