أميركا تعيّن السفير نورلاند مبعوثاً خاصاً لليبيا بـ«مزايا دبلوماسية استثنائية»

السفير ريتشارد نورلاند (سفارة أميركا بطرابلس)
السفير ريتشارد نورلاند (سفارة أميركا بطرابلس)
TT

أميركا تعيّن السفير نورلاند مبعوثاً خاصاً لليبيا بـ«مزايا دبلوماسية استثنائية»

السفير ريتشارد نورلاند (سفارة أميركا بطرابلس)
السفير ريتشارد نورلاند (سفارة أميركا بطرابلس)

أضافت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، صفة المبعوث الخاص لليبيا إلى مهمات السفير الأميركي لدى طرابلس، ريتشارد نورلاند، مانحةً إياه مزايا «دبلوماسية استثنائية» تعكس اهتمام واشنطن بالعملية السياسية الليبية، التي يرجى تتويجها بإجراء الانتخابات نهاية العام الجاري.
وأفادت وزارة الخارجية الأميركية ليلة أول من أمس، بأن السفير نورلاند «سيعمل الآن أيضاً بصفته المبعوث الأميركي الخاص لليبيا، بالإضافة إلى رئيس البعثة في ليبيا»، موضحة أنه من خلال دوره كمبعوث خاص «سيقود نورلاند الجهود الدبلوماسية الأميركية لتعزيز الدعم الدولي لحل سياسي وشامل، وقابل للتفاوض بقيادة ليبية، يتم تيسيره من خلال الأمم المتحدة».
وشغل نورلاند، وهو برتبة وزير لدى وزارة الخارجية وسفير لثلاث مرات، منصب رئيس البعثة في مكتب ليبيا للخارجية في تونس منذ أغسطس (آب) 2019.
وأشارت وزارة الخارجية في بيان إلى أن إضافة دور المبعوث الخاص إلى مسؤولياته «يُظهر الأهمية التي توليها الولايات المتحدة للتواصل الدبلوماسي، المركّز الرفيع المستوى لدعم العملية السياسية الليبية، التي ستبلغ ذروتها في الانتخابات المقررة في 24 من ديسمبر (كانون الأول) 2021»، لافتةً إلى أنه «سيعمل عن قرب مع الشركاء الرئيسيين لتعزيز الجهود لإبقاء العملية السياسية على المسار الصحيح، وضمان إخراج القوات الأجنبية من ليبيا». كما أنه «سيعمل عن قرب مع الزملاء بين الوكالات في واشنطن والمجتمع المدني، والشركاء في المجال الإنساني لتعزيز دور الولايات المتحدة في دعم الشعب الليبي بنشاط في سعيه لتحقيق السلام الدائم، والأمن والازدهار في بلدهم. كما سيبقي المبعوث الأميركي الخاص الكونغرس على اطّلاع وثيق على جهودنا».
ويأتي التعيين بعد أسابيع على اختيار المجلس الرئاسي، من خلال عملية يسّرتها الأمم المتحدة، وأدت إلى اختيار حكومة جديدة للوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.
وُلد نورلاند عام 1955 في المغرب، حيث جرى تعيين والديه في أول مهمّة دبلوماسية لهما. وقبل التحاقه بالسلك الدبلوماسي عام 1980 عمل نورلاند كمحلل تشريعي لدى مجلس النواب في ولاية أيوا.
ويؤكد نورلاند دعم الولايات المتحدة للانتخابات في ليبيا، ورحيل القوات الأجنبية والمرتزقة، في ظل إجماع الأطراف الرئيسية للنزاع في ليبيا، وبقية أطراف المجتمع الدولي على ضرورة التقدم في العملية السياسية وخفض العنف، والقضاء على الجماعات الإرهابية، ورحيل القوات الأجنبية والمرتزقة.
وسيعمل نورلاند بالتنسيق مع بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، (أنسميل)، والمبعوث الخاص للأمين العام يان كوبيش من أجل تنسيق الخطوات اللازمة، وصولاً إلى توحيد مؤسسات الدولة الليبية.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.