تجميد الجيش الإسرائيلي مناوراته وتوقعات بعملية حربية

جلسة حكومية توافق على تغيير مسار مظاهرة يهودية

TT

تجميد الجيش الإسرائيلي مناوراته وتوقعات بعملية حربية

قرر الجيش الإسرائيلي تجميد التدريب الضخم، الذي أطلقه قبل يوم واحد، واستهدف إجراءه على طول شهر كامل. وفي الوقت الذي نسب هذا القرار إلى الأحداث في مدينة القدس، أعلن، أمس، عن قصف جديد في وضح النهار على مواقع تابعة لحزب الله اللبناني في سوريا. ورصدت تحركات غير عادية في الجنوب وتم إرسال حشود عسكرية كبيرة حول قطاع غزة.
واعتبر خبراء عسكريون من القادة السابقين للجيش الإسرائيلي، هذه التحركات «بوادر عملية حربية كبيرة». ويعود ذلك إلى سلسلة إجراءات مفاجئة، في مركزها وقف حركة القطارات من منطقة تل أبيب إلى الجنوب، ونشر حواجز عسكرية عديدة على الطرق وحشد قوات كبيرة حول قطاع غزة، وإطلاق طائرات مسيّرة وأخرى مقاتلة تحوم فوق قطاع غزة. وأضيف إلى ذلك، القصف الإسرائيلي الذي جرى بعد ظهر أمس الاثنين، لمواقع تابعة لحزب الله اللبناني في سوريا.
وكان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد دعا إلى جلسة طارئة لرؤساء الأجهزة الأمنية؛ الجيش والمخابرات والشرطة ومجلس الأمن القومي، ومعهم وزراء الأمن، بيني غانتس، ووزير الأمن الداخلي، أمير أوحانا، ووزير الخارجية، غابي أشكنازي وغيرهم. وقد تداولوا في التطورات في القدس، وقرروا قبول نصيحة الجيش والمخابرات بتغيير مسار مظاهرة يوم القدس اليهودية ومنع وصولها إلى باب العامود، تفادياً للاحتكاك مع الفلسطينيين. وحاول الوزير أوحانا وقادة الشرطة، إقناع الحاضرين بأن التراجع سيفسر على أنه انتصار للفلسطينيين وسيشجعهم على عمليات مقاومة أخرى في المستقبل، وأن «حماس» التي دعت إلى التصعيد في القدس هي التي ستجني ثمار هذا القرار.
لكن قادة الجيش والمخابرات رأوا الأمر بشكل مختلف، وقال أحدهم إن «حماس لن تتمتع بهذا النصر لأنها ستنشغل في لعق جراحها». وفسر الأمر على أنه تمهيد لضربة ستوجه إلى «حماس». وقال أحد الخبراء العسكريين إن «حماس وفرت الذريعة عندما أعادت إطلاق بالونات حارقة باتجاه البلدات الإسرائيلية، وعليها أن تجبي الثمن». وحسم نتنياهو الأمر بقبول رأي الجيش والمخابرات.
تزامن هذا مع قصف موقع في قرية الحضر السورية في الجزء الشرقي من الجولان، تم في وضح النهار، أمس. وذكرت مصادر إسرائيلية أن الموقع الذي قصف تابع لحزب الله اللبناني الذي كان أعلن عن حالة تأهب قصوى، خوفاً من أن يتحول التدريب الكبير للجيش الإسرائيلي إلى حرب فعلية. ومع أن وسائل الإعلام الإسرائيلية رجحت أن القصف قد استهدف خلية من حزب الله أو ميليشيا أخرى تابعة لإيران خططت لتنفيذ عملية قرب الحدود مع الجولان المحتل، إلا أنها لم تستبعد أن يكون الهدف التحرش بحزب الله لفحص مدى جدية تأهبه أو ربما جره إلى معركة.
المعروف أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي كان قد أطلق، الأحد، تدريبات مقررة منذ نحو السنة، لتحاكي هجمات صاروخية تغمر إسرائيل طيلة شهر كامل من عدة جبهات في الشمال والجنوب في آن واحد. وأطلق عليها اسم «شهر الحرب». ومع أنها كانت قد خططت لإدخال الضفة الغربية في هذه التدريبات، فإنها لم تتوقع أن يتحول الخيال إلى واقع وتنشب فعلاً أحداث كبيرة في القدس تمتد إلى الضفة الغربية والبلدات العربية في إسرائيل. ولهذا قررت إحداث تغييرات في المخطط المسبق، ثم قررت تجميده فجأة بعد ظهر أمس. وكان مقرراً أن تجري التدريبات طيلة شهر كامل، وذلك لأول مرة في تاريخ الجيش الإسرائيلي. وتم تضمينها مخططات دفاعية وأخرى هجومية «تنقل المعركة إلى قلب أرض العدو وتأخذ في حسابها حرباً داخل المدن»، وفقاً للمصادر. وتشارك فيها قوات من سلاح الجو وسلاح البحرية وقوات اليابسة، التي ستواجه خطر حرب شاملة تتعرض فيها إسرائيل إلى زخات من ألوف الصواريخ في كل يوم، على جميع الجبهات من الشمال إلى الجنوب.



«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.