«الرباعية» تعبر عن «قلقها البالغ» من أحداث القدس

حذرت إسرائيل من عواقب إخلاء العائلات الفلسطينية

محتجون فلسطينيون يهربون من قنابل الجيش الإسرائيلي في القدس الشرقية مساء السبت (أ.ف.ب)
محتجون فلسطينيون يهربون من قنابل الجيش الإسرائيلي في القدس الشرقية مساء السبت (أ.ف.ب)
TT

«الرباعية» تعبر عن «قلقها البالغ» من أحداث القدس

محتجون فلسطينيون يهربون من قنابل الجيش الإسرائيلي في القدس الشرقية مساء السبت (أ.ف.ب)
محتجون فلسطينيون يهربون من قنابل الجيش الإسرائيلي في القدس الشرقية مساء السبت (أ.ف.ب)

عبرت اللجنة الرباعية لعملية السلام في الشرق الأوسط، عن «قلقها البالغ» من احتمال قيام السلطات الإسرائيلية بإخلاء عائلات فلسطينية من منازلها في حيي الشيخ جراح وسلوان في القدس الشرقية، محذرة من أن الإجراءات الأحادية يمكن أن تؤدي إلى تصعيد البيئة المتوترة أصلاً.
وغداة المواقف المعبرة عن القلق التي أعلنتها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والمسؤولون الأوروبيون وعبر العالم، أصدرت الرباعية المؤلفة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا، بياناً باسم مبعوثيها الذين قالوا إنهم «يراقبون الوضع عن كثب في القدس الشرقية، بما في ذلك في البلدة القديمة وحي الشيخ جراح». وإذ عبروا عن «قلقهم البالغ من الاشتباكات اليومية والعنف في القدس الشرقية، ولا سيما المواجهات (خلال الأيام) الماضية بين الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية في الحرم الشريف - جبل الهيكل»، أضافوا: «نشعر بالقلق من التصريحات الاستفزازية لبعض الجماعات السياسية، وكذلك من إطلاق الصواريخ واستئناف البالونات الحارقة من غزة باتجاه إسرائيل، ومن الاعتداءات على الأراضي الزراعية الفلسطينية في الضفة الغربية».
وشدد البيان، على أن أطراف الرباعية، ينظرون بقلق بالغ إلى احتمال إخلاء عائلات فلسطينية من منازلها التي عاشوا فيها لأجيال في حيي الشيخ جراح وسلوان في القدس الشرقية، مؤكدين معارضتهم للإجراءات الأحادية، التي لن تؤدي إلا إلى تصعيد البيئة المتوترة أصلاً. ودعوا السلطات الإسرائيلية «إلى ضبط النفس وتجنب الإجراءات التي من شأنها زيادة تصعيد الموقف خلال هذه الفترة من الأيام المقدسة الإسلامية». وحضوا كل الأطراف على المحافظة على الوضع الراهن واحترامه في الأماكن المقدسة. وقالوا: «يتحمل جميع القادة مسؤولية العمل ضد المتطرفين، والتحدث علانية ضد جميع أعمال العنف والتحريض». وأكد مبعوثو «الرباعية» مجدداً التزامهم حل الدولتين المتفاوض عليه، بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وكذلك أعرب الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات ميغيل أنخيل موراتينوس، عن «قلقه العميق» من الاشتباكات العنيفة الأخيرة في المسجد الأقصى ومحيطه، ثالث أقدس الأماكن الإسلامية. وحض على السلام واحترام الوضع الراهن للأماكن المقدسة في القدس الشرقية، متمنياً الشفاء العاجل للمصابين. ودعا إلى احترام قدسية المواقع الدينية، مشدداً على حق المصلين في ممارسة شعائرهم وتقاليدهم الدينية بسلام وأمان من دون خوف أو ترهيب. وذكّر بتوصيات خطة عمل الأمم المتحدة لحماية المواقع الدينية، والوحدة والتضامن من أجل العبادة الآمنة.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.