الجيش الإسرائيلي يجري تغييرات في تدريباته الضخمة في ضوء هبة القدس

الجيش الإسرائيلي يجري تغييرات في تدريباته الضخمة في ضوء هبة القدس
TT

الجيش الإسرائيلي يجري تغييرات في تدريباته الضخمة في ضوء هبة القدس

الجيش الإسرائيلي يجري تغييرات في تدريباته الضخمة في ضوء هبة القدس

كشفت أوساط عسكرية رفيعة في تل أبيب عن أن «التدريبات الضخمة التي أطلقها الجيش الإسرائيلي (الأحد) وتعدّ كبرى المناورات في تاريخه، شهدت تغييرات عديدة في ضوء تدهور الأوضاع الأمنية مع الساحة الفلسطينية». وقالت إن «هذه التغييرات تؤكد أن الجيش ينظر إلى هبّة القدس على أنها علامة خطيرة. ولذلك؛ اقترح على الحكومة أن تعمل بكل ما في وسعها لتخفيف التوتر».
وكان الجيش قد أطلق التدريبات الجديدة المقررة منذ نحو السنة، لتحاكي هجمات صاروخية تغمر إسرائيل طيلة شهر كامل من جبهات عدة في الشمال والجنوب في آن واحد. وأطلق عليها اسم «شهر الحرب». ومع أنه كان قد خطط لإدخال الضفة الغربية في هذه التدريبات، إلا إنه لم يتوقع أن يتحول الخيال إلى واقع وتنشب فعلاً أحداث كبيرة في القدس تمتد إلى الضفة الغربية والبلدات العربية في إسرائيل. ولهذا قرر إحداث تغييرات في المخطط المسبق.
المعروف أن التدريبات الإسرائيلية الطويلة كانت تستغرق أسبوعاً واحداً على أكثر تعديل. ولكن، في ضوء الحربين الأخيرتين: سنة 2014 على قطاع غزة التي استغرقت 51 يوماً، وعلى لبنان سنة 2006 التي استغرقت 34 يوماً، وعلى ضوء تجارب التدريبات الأخيرة والتقديرات بأن هناك نحو نصف مليون صاروخ إيراني موجه إلى إسرائيل من سوريا ولبنان واحتمال توجيه صواريخ أخرى من العراق وربما من إيران نفسها، فقد قررت إجراء تدريب ضخم يستغرق شهراً، وذلك لأول مرة في تاريخ الجيش الإسرائيلي. وهو يتناول مخططات دفاعية وأخرى هجومية «تنقل المعركة إلى قلب أرض العدو وتأخذ في حسابها حرباً داخل المدن»، وفقاً للمصادر.
وتشارك في هذا التدريب قوات من سلاح الجو وسلاح البحرية وقوات اليابسة، التي ستواجه خطر حرب شاملة تتعرض فيها إسرائيل إلى زخات من ألوف الصواريخ في كل يوم، على جميع الجبهات من الشمال إلى الجنوب. وتشارك في التدريبات قوات الجيش النظامي والاحتياط وقوات الجبهة الداخلية والدفاع المدني. كما تشارك في التدريبات القيادة السياسية؛ الحكومة ووزارات الأمن والخارجية والأمن الداخلي وجميع الأجهزة الأمنية.
وأفادت «القناة 13» العبرية، بأن المناورة ستحاكي حرباً شاملة ضد «حزب الله» وحركة «حماس» وغيرهما، مع إطلاق مكثف للصواريخ من جميع الساحات على الجبهة الداخلية. وأشارت إلى أن رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، قرر عدم إلغاء أو تأجيل هذه المناورة رغم التوترات في القدس والساحة الفلسطينية، مشيرة إلى أن حالة اليقظة والتأهب ستبقى كما هي تجنباً لأي سيناريو.
وعلى أثر تصريحات عسكرية في تل أبيب، تحدثت عن احتمال تحول التدريب إلى حرب واقعية، كشفت مصادر لبنانية أن «حزب الله» وضع عناصره في حالة استنفار وجهوزية تامة على طول الحدود الجنوبية، بحجم لم تشهد له مثيلاً منذ حرب لبنان الثانية في عام 2006.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».