مسلمون يشكلون سلسلة بشرية لحماية معبد يهودي في أوسلو

خبراء: الداعون للسلام أكثر بكثير من الذين يريدون الحرب

سلسلة بشرية حول معبد يهودي في العاصمة أوسلو أمس (أ.ب)
سلسلة بشرية حول معبد يهودي في العاصمة أوسلو أمس (أ.ب)
TT

مسلمون يشكلون سلسلة بشرية لحماية معبد يهودي في أوسلو

سلسلة بشرية حول معبد يهودي في العاصمة أوسلو أمس (أ.ب)
سلسلة بشرية حول معبد يهودي في العاصمة أوسلو أمس (أ.ب)

في مبادرة لدعم السلام والتعايش في النرويج، شكل أكثر من ألف مسلم سلسلة بشرية حول معبد يهودي في العاصمة أوسلو مرددين هتافات «لا لمعاداة السامية» و«لا للإسلاموفوبيا». وصفق الجمهور عندما شكلت مجموعة من الشابات بعضهن محجبات والشبان المسلمين سلسلة بشرية رمزية أمام كنيس العاصمة.
وقال المسؤول في الشرطة ستاينر هوسفيك: إن «نحو 1300 شخص شاركوا في التجمع الذي جرى بهدوء وبمراقبة الشرطة». وصرح أحد المنظمين عاطف جميل (26 عاما) «هذا الأمر يظهر أن الداعين للسلام هم أكثر بكثير من الذين يريدون الحرب». وأضاف خلال المراسم الدينية التقليدية ليوم السبت التي جرت في الهواء الطلق «لا يزال هناك أمل للمشاعر الإنسانية والسلام والحب بعيدا عن الخلافات الدينية». وشارك الكثير من المتظاهرين في تلاوة الصلاة اليهودية. وأكد رئيس الطائفة اليهودية في النرويج ايرفين كون أنه أول احتفال سبت يجري بهذه المشاركة الكبيرة. وقال إن «مسلمين شاركوا بذلك في احتفال ضد معاداة للسامية وهذا ما يبعث فينا الأمل». وأضاف «لقد وجهتم لنا إشارة قوية جدا تقولون فيها إننا لسنا وحيدين».
وجاءت هذه السلسلة البشرية التي جمعت يهودا ومسلمين بدعوة من مجموعة شبان مسلمين أرادوا التنديد بالهجوم الذي أودى الأحد الماضي بحياة يهود دنماركي كان في نوبة حراسة أمام كنيس كوبنهاغن.
وقال الطالب الصومالي الأصل هيباق فرح: «نريد التعبير عن دعمنا لليهود بعدما حصل في كوبنهاغن».
من جهته، صرح يوسف بارتو الصديق أحد مسؤولي حركة الشباب المسلم بأنه «أفضل رد نقدمه في مواجهة الاستقطاب في الجدل الذي شهدناه بعد الهجمات في فرنسا والدنمارك».
وقال «ذي شأن عبد الله» أحد منظمي الاحتجاج أمام حشد من المهاجرين المسلمين والنرويجيين الذين غص بهم الشارع الصغير حول المعبد الوحيد المفتوح في أوسلو «الإنسانية واحدة ونحن هنا للتأكيد على ذلك». وأضاف عبد الله بينما كان المنظمون وقادة الجالية اليهودية يقفون جنبا إلى جنب «هناك الكثير من دعاة السلام أكثر من دعاة الحرب... ما زال هناك أمل للإنسانية والسلام والحب» مهما كانت الاختلافات الدينية والعرقية.
ويمثل اليهود في النرويج إحدى أصغر الجاليات اليهودية في أوروبا، إذ لا يتعدى عددهم ألف شخص بينما يتراوح عدد المسلمين في البلاد بين 150 ألفا و200 ألف. ويصل عدد السكان في النرويج إلى نحو 5.2 مليون شخص.
وسلطت الأضواء على الجدل بشأن الهجرة في النرويج عام 2011، عندما قتل مسلح يدعى أندرس برينغ بريفيك 77 شخصا، بعدما اتهم الحكومة بتسهيل هجرة المسلمين والإضرار بنقاء الدم النرويجي. ويتزايد تأييد الهجرة بوتيرة ثابتة منذ هذه الهجمات وذكر استطلاع للرأي في أواخر العام الماضي أن 77 في المائة من شعب النرويج يعتقدون أن المهاجرين قاموا بإسهام مهم في المجتمع.



برلين تحذر أنصار الأسد من أنهم سيلاحَقون إذا دخلوا ألمانيا

وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك (د.ب.أ)
وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك (د.ب.أ)
TT

برلين تحذر أنصار الأسد من أنهم سيلاحَقون إذا دخلوا ألمانيا

وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك (د.ب.أ)
وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك (د.ب.أ)

حذرت وزيرتان في الحكومة الألمانية، الأحد، من أنه ستجري إحالة أنصار الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد إلى القضاء إذا فروا إلى ألمانيا.

وقالت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك لصحيفة «بيلد أم زونتاغ» الأسبوعية: «سنحاسب جميع رجال النظام على جرائمهم المروعة بكل ما يسمح به القانون من شدة».

من جهتها، قالت وزيرة الداخلية نانسي فيزر للصحيفة نفسها: «إن حاول رجال نظام الأسد المروع الفرار إلى ألمانيا، فعليهم أن يعلموا أنه ليس هناك عملياً أي دولة تلاحق جرائمهم بالشدة التي تلاحقها بها ألمانيا». وأضافت: «كل من كان ضالعاً في فظاعات ليس بمأمن من الملاحقات هنا».

ودعت بيربوك إلى أن «تعمل السلطات الأمنية الدولية وأجهزة الاستخبارات معاً بشكل وثيق إلى أقصى حد ممكن»، وسبق أن أدانت ألمانيا قضائياً عدداً من مسؤولي حكومة الأسد عملاً بمبدأ الاختصاص الدولي الذي يسمح بإجراء محاكمةٍ أياً كان مكان ارتكاب الجرائم.

وحكم القضاء الألماني في يناير (كانون الثاني) 2022 بالسجن مدى الحياة على الضابط السابق في المخابرات السورية أنور رسلان لإدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية؛ إذ عُدَّ مسؤولاً عن مقتل 27 معتقلاً، وتعذيب 4 آلاف آخرين على الأقل في معتقل سرّي للنظام في دمشق بين 2011 و2012.

وبعد عام في فبراير (شباط) 2023 في برلين، حُكم بالسجن مدى الحياة على عنصر في ميليشيا موالية للنظام السوري أُوقِفَ في ألمانيا في 2021، بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

كما يحاكَم حالياً في فرنكفورت الطبيب العسكري السوري علاء موسى لاتهامه بالتعذيب والقتل، وارتكاب جرائم ضد الإنسانية في مستشفيات عسكرية سورية.

كما لاحقت السلطات الألمانية أفراداً لم يكونوا أعضاءً في حكومة الأسد لارتكابهم جرائم في سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية عام 2011.

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2023 وجَّه مدَّعون عامّون ألمان التهمة رسمياً إلى سورييْن يُشتبه بانتمائهما إلى تنظيم «داعش»، بارتكاب جرائم حرب في محيط دمشق.

وتؤوي ألمانيا أكبر جالية سورية في أوروبا بعد استقبالها نحو مليون نازح ولاجئ فارين من هذا البلد جراء الحرب.