مصر تنفي سحب مشروع القرار العربي الخاص بليبيا من مجلس الأمن

شكري وبن علوي في جلسة عمل لتقييم المخاطر التي تحاصر المنطقة

مصر تنفي سحب مشروع القرار العربي الخاص بليبيا من مجلس الأمن
TT

مصر تنفي سحب مشروع القرار العربي الخاص بليبيا من مجلس الأمن

مصر تنفي سحب مشروع القرار العربي الخاص بليبيا من مجلس الأمن

نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، جملة وتفصيلا، ما رددته بعض وسائل الإعلام حول قيام الأردن بسحب مشروع القرار العربي بشأن الأوضاع في ليبيا من مجلس الأمن، وأكد المتحدث أن هذا الخبر عار تماما من الصحة، وأن المشروع لا يزال مطروحا على جدول أعمال المجلس، وأنه وفقا للإجراءات المعمول بها، فإن المشروع يخضع لإدخال إضافات عليه، وتطوير للغة في بعض فقراته، على النحو المتعارف عليه في جميع مشروعات القرارات التي يتم طرحها على مجلس الأمن.
وأضاف المتحدث أن المجلس عقد جلسة على مستوى المندوبين الدائمين، يوم الجمعة الماضي، للتداول حول المشروع، وأنه سوف يعقد جلسة أخرى غدا على مستوى الخبراء لمواصلة التداول حول المشروع، وأن المشاورات بشأنه مستمرة. ويأتي ذلك فيما تواصل الخارجية المصرية تكثيف اتصالاتها لمتابعة أوضاع المصريين في ليبيا، وذلك بالتنسيق الكامل مع خلية الأزمة المشكلة من ممثلي الوزارات والأجهزة المعنية في مصر.
وقال المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير بدر عبد العاطي، أمس، إن الخلية تتلقى الاتصالات والاستفسارات الواردة من المصريين المقيمين في ليبيا، والنصائح والتعليمات التي يتولى مسؤولو الخارجية تقديمها لهم وفق المناطق الجغرافية الموجودين بها حفاظا على أرواحهم، مع تفضيل عدم تحرك المصريين من المناطق الآمنة، وأن تكون التحركات للضرورة القصوى وفي أضيق الحدود، وتتم بشكل فردي.
وقال المتحدث إن السفارة المصرية في تونس تتابع مع السلطات التونسية المعنية جميع التسهيلات الخاصة بعبور الموجودين على الجانب الليبي إلى داخل تونس، مؤكدا أن الطاقم القنصلي المصري الموجود على معبر رأس جدير الحدودي يتولى بالفعل أعمال التنسيق على الأرض، سواء مع السلطات المحلية الليبية أو التونسية على جانبي المعبر.
وأهابت الخارجية مجددا بالمصريين في ليبيا توخي أقصى درجات الحيطة والحذر، وعدم التحرك خارج مناطق العمل والإقامة، والابتعاد الكامل عن مناطق الاشتباكات والتوتر واللجوء إلى مناطق أكثر أمانا داخل ليبيا. وأكدت أنه في حالة الرغبة للعودة إلى أرض الوطن، فالمسار الأمثل للموجودين التحرك إلى منفذ السلوم البري، الذي جرى تعزيز الإمكانات عليه لسرعة إنهاء إجراءات عودة المصريين.
وفى سياق دعم التعاون العربي المشترك، شهدت الخارجية المصرية أعمال الاجتماعات التحضيرية للدورة الـ13 من اللجنة المشتركة بين مصر وسلطنة عمان، بمشاركة عدد كبير من كبار المسؤولين من الجانبين المصري والعماني.
ويعقد الاجتماع الوزاري للجنة برئاسة وزير الخارجية المصري سامح شكري، ويوسف بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عمان، ومشاركة عدد كبير من كبار المسؤولين وممثلي الجهات المصرية والعمانية، حيث سيشهد الوزيران مراسم التوقيع على عدد من الاتفاقات التي سيجري الاتفاق عليها خلال أعمال اللجنة التحضيرية، بما يعكس العلاقات الوثيقة بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وعلمت «الشرق الأوسط» أن الوزير شكري سيبحث مع نظيره العماني، اليوم (الاثنين)، كل المستجدات المطروحة على الساحة العربية، وكذلك تقييم المخاطر التي تحاصر المنطقة، وسبل مكافحة الإرهاب.
وعلى صعيد آخر، استقبل شكري، أمس، عبد الرحمن الصادق المهدي مساعد رئيس الجمهورية السوداني، حيث تناول اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها في جميع المجالات في ضوء أهميتها والعلاقات التاريخية التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية أنه جرى خلال اللقاء التأكيد على الأهمية الكبيرة لانعقاد اللجنة العليا المشتركة برئاسة زعيمي البلدين، باعتبار أنها تمثل انطلاقة متوقعة لتطوير العلاقات الثنائية في مختلف مجالات التعاون. كما استعرض الوزير شكري الحوار الوطني في السودان، وأهمية حل الخلافات بين جميع الأطراف في الإطار السوداني.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».