السعودية ترفض خطط إسرائيل في القدس وأميركا وروسيا تدعوان لضبط النفس

فلسطينيون يحاولون تفادي الشرطة الإسرائيلية خلال مواجهات في حي الشيخ جراح في القدس ليلة أول من أمس (إ.ب.أ)
فلسطينيون يحاولون تفادي الشرطة الإسرائيلية خلال مواجهات في حي الشيخ جراح في القدس ليلة أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

السعودية ترفض خطط إسرائيل في القدس وأميركا وروسيا تدعوان لضبط النفس

فلسطينيون يحاولون تفادي الشرطة الإسرائيلية خلال مواجهات في حي الشيخ جراح في القدس ليلة أول من أمس (إ.ب.أ)
فلسطينيون يحاولون تفادي الشرطة الإسرائيلية خلال مواجهات في حي الشيخ جراح في القدس ليلة أول من أمس (إ.ب.أ)

صدرت، أمس، إدانات على نطاق واسع لإسرائيل على خلفية ما يجري في القدس. وأعربت وزارة الخارجية السعودية، أمس، عن رفض المملكة لما صدر بخصوص خطط وإجراءات إسرائيل لإخلاء منازل فلسطينية بالقدس وفرض السيادة الإسرائيلية عليها.
وشددت الوزارة على تنديد المملكة بأي إجراءات أحادية الجانب، وأي انتهاكات لقرارات الشرعية الدولية، ولكل ما يقوض فرص استئناف عملية السلام لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وجددت وزارة الخارجية وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني، ودعم جميع الجهود الرامية إلى الوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية بما يمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
كما رفض الاتحاد الأوروبي إجلاء العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح ومناطق أخرى من القدس الشرقية. وقال إن «هذه الأعمال غير قانونية، بموجب القانون الإنساني الدولي، وتؤدي لتأجيج التوترات على الأرض». ووصف المتحدث باسم المفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية والأمن، بيتر ستانو، في بيان، تصاعد التوترات والعنف في القدس بالخطير وغير المقبول، داعياً إلى «التحرك بشكل عاجل لتهدئة التوترات، وضرورة تجنب أعمال التحريض حول الحرم القدسي الشريف، واحترام الوضع الراهن».
أما مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فقالت إن الخطوات التي تقوم بها إسرائيل ضد أهالي حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية قد ترقى إلى «جرائم حرب».
كذلك أعربت روسيا عن بالغ قلقها إزاء التصعيد الحاد في القدس، داعية جميع الأطراف إلى تفادي ذلك. ودعت جميع الأطراف إلى «الامتناع عن أي خطوات من شأنها تصعيد العنف». وأكدت روسيا أن مصادرة الأراضي والممتلكات الموجودة عليها وقيام إسرائيل بإنشاء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، ومن ضمنها القدس الشرقية، لا تحمل قوة قانونية، وقالت إن الأعمال الإسرائيلية تعد انتهاكاً سافراً للقانون الدولي، وتعرقل تحقيق تسوية سلمية على أساس قيام دولتين على حدود عام 1967 تتعايشان بسلام وأمن. وجاء البيان الروسي بعد إعلان وزارة الخارجية الأميركية أن واشنطن تشعر بقلق بالغ إزاء المواجهات في القدس بما في ذلك المواجهات في الحرم الشريف والشيخ جراح. وأضافت الخارجية الأميركية أن «إراقة الدماء أمر مقلق للغاية، لا سيما في الأيام الأخيرة من رمضان». ودعت المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى التحرك العاجل لتهدئة التوتر وضبط النفس، والامتناع عن الأعمال والخطابات الاستفزازية، والحفاظ على الوضع التاريخي الراهن في الحرم الشريف قولاً وفعلاً. وأعربت عن بالغ قلقها إزاء تهديد عائلات فلسطينية بالإخلاء في حيي الشيخ جراح وسلوان في القدس.
ودان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اقتحام الأقصى، كما دان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية نايف الحجرف بناء المستوطنات والتهجير وإخلاء حي الشيخ جراح.
كما نددت مصر والأردن ولبنان والبحرين والكويت والإمارات وقطر وموريتانيا، بقوة، باقتحام الأقصى لما يمثله من انتهاك سافر لحرمة المسجد والشهر الفضيل. كذلك صدر تنديد مماثل عن وزارة الشؤون الخارجية التونسية ورئيس الوزراء الماليزي ووزارة الخارجية الباكستانية والخارجية الإيرانية والخارجية التركية.



«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
TT

«اعتدال» يرصد أسباب مهاجمة «الفكر المتطرف» الدول المستقرّة

يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)
يضطلع «اعتدال» بمهام منها رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف (الشرق الأوسط)

أوضح «المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرّف (اعتدال)» أن استقرار الدول «يفيد التفرغ والتركيز على التنمية؛ خدمة لمصالح الناس الواقعية، وحاجياتهم الحيوية الملموسة»، متهماً «التصورات المتطرفة» بالمراهنة على تطلعات آيديولوجية تبرر التضحية بطموحات الشعوب في سبيل مشروعات ترى التدمير إنجازاً والتنمية تهمة.

وأشار «اعتدال»، الذي يتّخذ من الرياض مقرّاً له، في تقرير نشر عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»، الأربعاء، إلى عدد من الأسباب التي تدفع الفكر المتطرّف إلى مهاجمة الدول المستقرة، لافتاً إلى اعتبارات متطرّفة عدة مقابل ما يقدّمه الاستقرار للتنمية والأمن والمستقبل.

الأزمات «لحظات عابرة»

الدول المستقرّة، وفقاً للتقرير، تعدّ كل أزمة «لحظةً عابرة» ينبغي تجاوزها للعودة إلى مهامها الأساسية القائمة على العناية بجودة الحياة وضمان الأمن، بينما تُعدّ الأزمات «جزءاً من عقيدة التطرف بمختلف مشاربه»، وبيّن أن الاستقرار «محك واقعي لمدى صدق الوعود والعهود التي يطلقها المتطرفون عبر خطابهم الترويجي والاستقطابي»، وللاستدلال على أن «المتطرّفين» لا يملكون أي مشروع حقيقي غير الدعوة إلى التدمير والصراع، أوضح «اعتدال» أن خُلُو العالم من الأزمات، وشيوع الاستقرار بين الدول، «سيحرمهم لا محالة من الوضع المعلق الذي تخلقه الصراعات».

وضمن الأسباب التي تدفع الفكر المتطرف إلى مهاجمة الدول المستقرة، يرى التقرير أن «الاستقرار يُمَتَّنُ حالة الولاء بين المجتمعات وبين الدول»، عادّاً أن ذلك يحول دون «تنامي المشاعر السلبية والانفعالات المريضة والحاقدة بين الناس، مما يُعدّ حرماناً للمتطرفين من مادتهم الأساسية».

ويعتقد يوسف الرميح، وهو مستشار أمني سعودي، أن الفكر المتطرّف «يحاول استهداف الدول المستقرة والدول المضطربة على حدٍّ سواء».

دوافع واختلافات

ويرى الرميح أن «الدول المستقرة ليس لديها هامش للأفكار المضطربة، مما يدفع بالمتطرفين إلى محاولة الاصطياد في الماء العكر واختراق المجتمعات عبر استهداف مواطنين، خصوصاً الشباب، ومؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات العامة، من خلال وسائل التواصل الاجتماعي؛ بهدف خلخلة هذا النظام العام في المجتمع».

يذكر أن «اعتدال» يضطلع بمهام رصد وتحليل المحتوى المتعاطف مع الفكر المتطرف، وحجب منافذه بمختلف أشكالها وتعطيل مصادر تغذيتها. وقد دُشّن من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وعدد من قادة الدول خلال في مايو (أيار) عام 2017 بالرياض.