إيرادات الدولة اللبنانية تتراجع نتيجة الأزمة الاقتصادية

تسديد الضرائب انخفض 25% بين 2019 و2020

TT

إيرادات الدولة اللبنانية تتراجع نتيجة الأزمة الاقتصادية

تشير أرقام وزارة المال الصادرة أخيراً إلى تراجع في حجم الإيرادات على أكثر من صعيد، سواء لجهة تراجع حجم الضرائب التي يسددها المواطنون والشركات أو لجهة الرسوم الجمركية، مع تراجع الاستيراد بعد انهيار سعر صرف الليرة اللبنانية.
ويحجم كثيرون عن تسديد الضرائب والمستحقات، إما لعدم قدرتهم على ذلك نتيجة فقدانهم وظائفهم وأحوالهم الاقتصادية والمعيشية الصعبة وإما بقرار منهم للتعبير عن حالة اعتراضية تنامت منذ انتفاضة أكتوبر (تشرين الأول) 2019. وتقول السي نادر (37 عاما) لـ«الشرق الأوسط» إنها قررت عدم دفع الرسوم والضرائب منذ نحو عامين، خصوصاً ضريبة الدخل ورسوم الميكانيك ورسوم البلدية وغيرها، «إلا أنني أسدد فواتير الكهرباء والاتصالات والإنترنت، لأنه في حال العكس فهم يقطعون هذه الخدمات». وتشير «نادر» إلى أنها لا تخشى أي تداعيات قانونية نتيجة قرارها، «خاصة أنني متمسكة به من قناعتي بأن الدولة وضعت يدها على جنى عمرنا في المصارف وغيرها من خلال سياساتها المالية التي أدت لانهيار الليرة، وبالتالي فأقل الإيمان أن نتوقف عن مدها بمزيد من الإيرادات لتسطو عليها في غياب أي خدمات».
وتشير الناشطة في حملة «مش دافعين» زينة حلو، وهي حملة انطلقت عام 2019، إلى أنه عند انطلاقتها «شهدت تجاوباً كبيراً، تراجع مع مرور الوقت، خصوصاً بعد إجراءات البنك المركزي باستمرار السماح بدفع الديون بالدولار باللبناني على سعر الصرف الرسمي أي 1515 ليرة، وبعدما سمحت المصارف للمودعين بسحب جزء من أموالهم على سعر صرف 3900 ليرة». وتشير حلو، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن الحملة قدمت مشورة قانونية لأكثر من 200 مقترض وضعوا على تواصل مباشر مع عدد من المحامين، إضافة إلى آلاف الاستشارات عبر الصفحة الرسمية للحملة، موضحة أن القيمين عليها أعدوا رزمة قوانين لحماية المقترضين، تقدمت بها النائبة المستقيلة بولا يعقوبيان، لكنها بقيت في الأدراج.
وتهدف حملة «مش دافعين» إلى حماية مَن لا يستطيع تسديد القروض المصرفية المتوجبة بسبب الظروف الراهنة، وذلك من خلال التضامن الشعبي مع الفئات المتضررة ومنع استفراد السلطة بالفئات الأكثر تأثراً بالأزمة المالية. وتسعى الحملة لجعل الامتناع عن الدفع مرحلياً حالة عامة، مما يصعب على السلطات المختصة من قضاء وأجهزة أمنية، اتخاذ تدابير قانونية للتحصيل.
وبحسب أرقام وزارة المال التي حصلت عليها «الشرق الأوسط»، فقد تراجعت إيرادات الدولة بين العامين أكتوبر 2019 وأكتوبر 2020 نحو 20.74 في المائة. ويعتبر الخبير المالي والاقتصادي وليد أبو سليمان أنه «من الطبيعي أن تتراجع إيرادات الدولة بشكل كبير في حالة الركود الاقتصادي، فكيف الحال عندما تكون الدولة على شفير الانفجار المالي والنقدي»، موضحاً أن «التراجع الأساسي يعود إلى انكماش العجلة الاقتصادية وتباطئها، حيث انخفض الناتج المحلي بنسبة 25 في المائة، ما يعني تراجع نوعين من الرسوم والضرائب: ضرائب الأرباح التي تتكبدها شركات القطاع الخاص وقد أقفلت نسبة كبيرة منها جراء الركود الاقتصادي، وضرائب الدخل التي يدفعها الموظفون، وهؤلاء تعرض الكثير منهم للتسريح جراء إقفال الشركات. وهذا ما أدى حكماً إلى تراجع إيرادات الدولة التي تعتمد بشكل كبير على الضرائب، وهذه تراجعت بأكثر من 25 في المائة بين العامين 2019 و2020».
ويشير أبو سليمان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن «حالة الفوضى الحاصلة تؤدي حكماً إلى عدم امتثال الناس إلى دفع الضرائب والرسوم كنوع من الاعتراض الاجتماعي والنفسي على التدهور الحاصل. فضلاً عن أن الدولة قوننت هذا الأمر من خلال قانون تعليق المهل الذي يتيح تأجيل دفع الرسوم والضرائب، ما أدى بالنتيجة إلى انخفاض مدخولها الذي تراجعت قيمته نتيجة انخفاض قيمة العملة الوطنية، على اعتبار أن الرسوم تدفع بالليرة اللبنانية، وهذا ما تجلى في قطاع الاتصالات الذي يعد من أهم موارد الخزينة العامة، حيث تراجع هذا المدخول أكثر من 34 في المائة بين العامين 2019 و2020، لكون الفواتير بالعملة الوطنية، فيما جزء من نفقات الدولة على هذا القطاع بالدولار لدفع كلفة العقود الموقعة مع الشركات الأجنبية». ويضيف: «يمكن القول إن أبرز الرسوم التي تراجعت هي الرسوم الجمركية نظراً لتراجع حركة الاستيراد واقتصارها على المواد الغذائية، حيث تراجعت بأكثر من 33 في المائة بين العامين 2019 و2020، والضرائب على الأرباح وضريبة الدخل، كما الضريبة على القيمة المضافة التي باتت تقتصر على المواد الغذائية نتيجة تباطؤ الحركة الاقتصادية، فتراجعت بنسبة 48 في المائة بين العامين 2019 و2020».
وتشير أرقام وزارة المال إلى أن الرسوم العقارية وحدها حققت ارتفاعاً نتيجة عمليات البيع والشراء الناشطة بسبب السعي لتهريب الرساميل من المصارف نحو القطاع العقاري، حيث شهدت الرسوم في هذا المجال ارتفاعاً بأكثر من 97 في المائة بين العامين 2019 و2020.
ويؤكد رئيس بلدية عاريا الواقعة في جبل لبنان بيار بجاني «تعثر وتراجع إيرادات بلديته بشكل كبير سواء لناحية القيم التأجيرية أو لناحية ضرائب اللوحات الإعلانية التي لا تسدد منذ عامين». ويشير بجاني، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه «وإن كانت قيمة الضرائب بالنسبة للتضخم المالي الحاصل باتت زهيدة، ما يجعل من السهل للميسورين تسديدها، فإن هذه الطبقة تبقى محدودة، ونحن لا نسمح لأنفسنا في هذه المرحلة بأن نطلب من المواطنين تسديد مستحقاتهم، وإن كان من الصعب علينا كبلديات أن نستمر من دون إيرادات».



الجيش الإسرائيلي يقتل 16 فلسطينياً في هجمات على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة

TT

الجيش الإسرائيلي يقتل 16 فلسطينياً في هجمات على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة

لحظة قصف مبنى في مخيم النصيرات (رويترز)
لحظة قصف مبنى في مخيم النصيرات (رويترز)

قتل الجيش الإسرائيلي 16 فلسطينياً، على الأقل، في هجمات جوية على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وفق ما أعلن مستشفى العودة في المخيم، اليوم الخميس.

ووفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، قال مستشفى العودة بالنصيرات، في بيان صحافي: «جرى نقل جثث لـ16 فلسطينياً؛ بينهم أطفال ونساء، غالبيتهم وصلوا أشلاء، جراء هجمات من الطيران الحربي الإسرائيلي على مناطق مختلفة في المخيم».

وأضاف المستشفى أنه جرى نقل عشرات الجرحى إلى المستشفى؛ لتلقّي العلاج، بينهم حالات بتر في الأطراف، وإصابات في الجزء العلوي من الأجساد، مما استدعى طلب المستشفى من المواطنين التبرع بالدم.

وقال شهود عيان في المخيم إن الجيش الإسرائيلي استهدف مجموعة من المواطنين كانوا في منطقة أرض المفتي بالمخيم، ما أدى إلى مقتل عدد منهم، في حين قصف الجيش عدداً من المنازل السكنية فوق رؤوس ساكنيها، واستهدف تكية خيرية لإعداد الطعام المجاني للنازحين في المخيم.

يأتي ذلك فيما يواصل الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية في شمال قطاع غزة، حيث قتل أربعة فلسطينيين، على الأقل، في قصف استهدف منزلين سكنيين في بلدة بيت لاهيا، شمال غزة.

وفي محيط مستشفى كمال عدوان، استهدف الجيش الإسرائيلي تجمعاً للفلسطينيين، مما أدى إلى مقتل فلسطينيين اثنين على الأقل.

وفي مخيم جباليا للاجئين شمال غزة، قالت مصادر طبية إن الجيش الإسرائيلي قتل فلسطينياً، على الأقل، في قصف استهدف منزله، في حين لم يجرِ الإبلاغ عن أي إصابات.