واشنطن تدين بأشد العبارات «أحداث العنف» في القدس وتدعو للتهدئة

أكدت على حقوق سكان حي «الشيخ جراح»

واشنطن تدين بأشد العبارات «أحداث العنف» في القدس وتدعو للتهدئة
TT

واشنطن تدين بأشد العبارات «أحداث العنف» في القدس وتدعو للتهدئة

واشنطن تدين بأشد العبارات «أحداث العنف» في القدس وتدعو للتهدئة

أدانت الولايات المتحدة، بأشد العبارات، عمليات العنف والمواجهات الدامية بين الفلسطينيين في القدس والقوات الإسرائيلية، التي تفاقمت أحداثها خلال الأيام الماضية، وذلك على خلفية مواجهة عائلات فلسطينية خطر الإجلاء من حي «الشيخ جراح» بالقدس.
ولليوم العاشر على التوالي، تشهد القدس (مناطق الحرم المقدسي وجبل الهيكل وحي الشيخ جراح)، مواجهات عنيفة بين فلسطينيين ومستوطنين يهود، بعد رفع دعاوى قانونية طويلة الأمد ضد عائلات فلسطينية تواجه خطر الإجلاء من منازلها المقامة على أراضٍ يطالب بها مستوطنون، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز».
وبلهجة شديدة، قالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، إنه «لا يوجد عذر للعنف»، لكن إراقة الدماء هذه مقلقة لواشنطن بشكل خاص الآن، كما هو الحال في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، رافضة كل أشكال الهجوم، ويشمل ذلك هجوم يوم الجمعة على الجنود الإسرائيليين، وهجمات «دفع الثمن» المتبادلة على الفلسطينيين في الضفة الغربية، قائلة: «التي ندينها بعبارات لا لبس فيها».
وقال البيان إن الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء المواجهات الجارية في القدس، بما في ذلك المواجهات في الحرم الشريف وجبل الهيكل وفي الشيخ جراح، التي أسفرت عن سقوط عشرات الجرحى، بحسب التقارير.
وطالبت الخارجية الأميركية المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين بالتحرك بشكل حاسم، لتهدئة التوترات ووقف العنف، مشددة على أنه «من الأهمية بمكان أن تمارس جميع الأطراف ضبط النفس»، والامتناع عن الأعمال والخطابات الاستفزازية، وذلك للحفاظ على الوضع التاريخي الراهن في الحرم الشريف وجبل الهيكل، «قولاً وعملاً».
وأضافت: «يجب على القادة عبر الأطياف كافة التنديد بجميع أعمال العنف، ويجب على الأجهزة الأمنية ضمان سلامة جميع سكان القدس ومحاسبة جميع الجناة».
وعبرت الخارجية عن موقف الإدارة الأميركية بوضوح، وذلك بالدفاع عن حقوق العائلات الفلسطينية في حي الشيخ جراح، قائلة: «نشعر بقلق بالغ إزاء احتمال إجلاء عائلات فلسطينية في أحياء الشيخ جراح وسلوان بالقدس، حيث يعيش العديد منهم في منازلهم منذ أجيال، ونحث السلطات على التعامل مع السكان برأفة واحترام، والنظر في مجمل هذه الحالات التاريخية المعقدة وكيف تؤثر على الحياة الواقعية اليوم».
ودعت إلى تجنب الخطوات التي تؤدي إلى تفاقم التوترات، أو تبعد عن السلام، ويشمل ذلك عمليات الإخلاء في القدس الشرقية، والنشاط الاستيطاني، وهدم المنازل، والأعمال الإرهابية.
وأكدت وزارة الخارجية أنها على اتصال مع كبار القادة الإسرائيليين والفلسطينيين، للعمل على تهدئة الوضع، داعية كلا الجانبين لممارسة قيادة حاسمة، والعمل بشكل تعاوني لخفض التوترات، وإنهاء العنف وتنشيط آليات التنسيق والعلاقات طويلة الأمد، «التي خدمت مصالحهما المشتركة على مدى عقود».
وعلى مدار الأيام الماضية، انتشرت شرطة مكافحة الشغب الإسرائيلية في حي الشيخ جراح وحي سلوان، واعتقلت شباناً فلسطينيين واستخدمت خراطيم المياه، وسائلاً كريه الرائحة لتفريق الحشود.
وبدا واضحاً تعامل الإدارة الأميركية الحالية مع ملف الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي بشكل مختلف عن الإدارة السابقة، حيث عبرت عن اتخاذها موقف الحياد وعدم الانحياز لطرف دون آخر، وذلك بالمناداة بحل سياسي قائم على دولتين بين الطرفين، والتأكيد على ذلك في أكثر من محفل.
وخلافاً لإدارة الرئيس ترمب التي أوكلت مهمة التعامل مع هذا الملف للبيت الأبيض، فإن إدارة الرئيس جو بايدن أعادت الملف إلى وزارة الخارجية، وعينت مسؤولاً ذا أصول عربية هادي عمرو، نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، ليكون معنياً بشكل خاص بإدارة هذا الملف.
كما أن الإدارة الحالية ذهبت إلى ما هو أبعد من ذلك، بإعادة الدعم لوكالة «الأونروا» المعنية باللاجئين الفلسطينيين، ودعم الفلسطينيين بمساعدات لمواجهة جائحة كورونا، ومبالغ مالية بـ75 مليون دولار من المساعدات الاقتصادية والإنمائية في الضفة الغربية وقطاع غزة، و10 ملايين لبرامج بناء السلام من خلال الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، أو الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، و150 مليوناً من المساعدات الإنسانية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».