سوريا تطلق منصة تسجيل الراغبين بتلقي لقاح «كورونا»

«الإدارة الذاتية» تنتقد تلقي 645 جرعة فقط من «كوفاكس»

حملة التطعيم في مناطق المعارضة بمدينة إدلب (حساب «فريق لقاح سوريا»)
حملة التطعيم في مناطق المعارضة بمدينة إدلب (حساب «فريق لقاح سوريا»)
TT

سوريا تطلق منصة تسجيل الراغبين بتلقي لقاح «كورونا»

حملة التطعيم في مناطق المعارضة بمدينة إدلب (حساب «فريق لقاح سوريا»)
حملة التطعيم في مناطق المعارضة بمدينة إدلب (حساب «فريق لقاح سوريا»)

في الوقت الذي أطلقت فيه وزارة الصحة السورية منصة إلكترونية لتسجيل الراغبين بتلقي اللقاح المضاد لفيروس «كوفيد 19»، كشف مسؤول طبي لدى «الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا» أن منظمة الصحة العالمية أرسلت 645 جرعة لقاح ضد فيروس كورونا فقط لمناطق نفوذها. ووصلت هذه الجرعات عبر برنامج منصة «كوفاكس»، وتسلمتها المنطقة أول من أمس عبر مطار القامشلي المدني قادمة من العاصمة السورية دمشق.
وقال الدكتور جوان مصطفى، رئيس هيئة الصحة بالإدارة، إن منظمة الصحة العالمية أرسلت 645 لقاحاً مضاداً لفيروس كورونا كحصة مناطق الإدارة. وتابع: «هذا العدد من اللقاحات إهانة لأبناء المنطقة، وسياسة منافية لقيم ومبادئ أخلاقيات عمل المنظمة، وهذا يدل على مدى وجود تناقض في مبادئ وسياسات عمل المنظمة».
وبحسب مسؤولي الإدارة، تشمل مناطق شمال شرقي سوريا 7 مدن وبلدات تقع معظمها شرق نهر الفرات، يعيش فيها نحو 4 ملايين نسمة موزعين على محافظات الحسكة والرقة وأرياف دير الزور وحلب، إلى جانب وجود 12 مخيماً يقطن بها أكثر من 120 ألف نازح ولاجئ.
من جهتها، نشرت منظمة الصحة العالمية على حسابها الرسمي بموقع «تويتر»، أنها نقلت بالفعل لقاحات جواً من دمشق وصلت إلى القامشلي، وهي «مخصصة للمجموعات المعرضة للخطر، خاصة العاملين الصحيين في هذه المرحلة». كما أشارت إلى التزام المنظمة بجعل عدالة اللقاحات حقيقة واقعية في سوريا بالاشتراك مع الأمم المتحدة وفق منصة «كوفاكس».
بدوره، وصف جوان مصطفى آلية توزيع منظمة الصحة للّقاحات في سوريا بـ«غير المنصفة»، وانتقدها بعدم إيلاء الاهتمام لهذه المناطق التي تشهد تدهوراً في القطاع الطبي وتعاني أصلاً من هشاشة أنظمة الرعاية الصحية جراء الحرب المستمرة منذ 10 سنوات، ليقول: «لم تبدِ المنظمة أي اهتمام رغم تحذيرات منظمات طبية محلية ودولية بخطورة الوضع الصحي، كما لم ترسل المواد والمستلزمات الطبية إلى المنطقة رغم المناشدات المستمرة منذ انتشار فيروس كورونا».
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أرسلت عبر منصة «كوفاكس» 200 ألف جرعة من لقاح «أسترازينيكا» إلى سوريا مطلع الشهر الماضي، خصصت 53 ألفاً و800 جرعة للمناطق الخاضعة لسيطرة فصائل سورية مسلحة، وكانت من المفروض أن تحصل مناطق الإدارة الذاتية على 23 ألف جرعة، غير أن الدفعة الأولى بلغت نحو 645 جرعة فقط.
في السياق، أعلنت إدارة مخيم الهول بالحسكة، والذي يقع أقصى شمال شرقي سوريا، عن تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا. وقال جابر مصطفى، مسؤول مكتب العلاقات بالمخيم: «إن المخاوف تتزايد من تفشي الفيروس مع وفاة شخصين على الأقل خلال الشهر الماضي وإصابة 19 آخرين»، وأشار إلى أن معظم قاطني المخيم هم من الأطفال والنساء: «هؤلاء الذين يتنقلون كثيراً بين الخيام. وبسبب تدهور الوضع الأمني، أدى إلى تعقيد وصول منظمات الإغاثة إلى المخيم».
هذا، ومددت الإدارة الذاتية الإغلاق الجزئي مدة 10 أيام، على أن تطبق من الساعة 7 مساءً وتنتهي عند 7 صباحاً. وبحسب قرار الحظر، تغلق جميع المرافق العامة والأسواق الشعبية والمعابر والمدارس والجامعات، وتمنع كل التجمعات كالأفراح وإقامة خيم العزاء وعقد الاجتماعات الموسعة وأداء مناسك الصلاة في دور العبادة، إضافة إلى إلغاء كل التجمعات الأخرى طيلة فترة الإغلاق، واختصار عمل المطاعم على الطلبات الخارجية والسريعة.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة السورية أن التطعيم ضد فيروس كورونا مجاني بالكامل، وفعّلت منصة إلكترونية لتسجيل طلبات الراغبين بتلقي اللقاح تحوي معلومات عامة عن اللقاح وتعليمات التسجيل والخطوات التي تتم عبر رسالة نصية إلى الهاتف الذي أرسل الطلب عبره لتأكيد الحجز.
وأشارت الوزارة إلى أن اللقاح ليس إلزامياً، لكنها أوصت به بشدة. وقالت في بيان نشر أول من أمس على حساب وكالة سانا الحكومية: «لن يكون أحد بمأمن من الفيروس حتى ينعم الجميع بالأمان»، وأوضحت الوزارة أن أولوية تلقي اللقاح هي للعاملين في القطاع الصحي والفئات شديدة التعرض للخطر مثل المسنين وأصحاب الأمراض المزمنة.
وفي إدلب، يستمر «فريق لقاح سوريا» ومديرة صحة إدلب التابعة للمعارضة في شمال غربي سوريا، لليوم الرابع على التوالي في حملة تطعيم محدودة شملت الطواقم الطبية والعاملين بالقطاع الصحي، بعد وصول الدفعة الأولى من لقاح «أسترازينيكا» البريطاني المنتج في الهند نهاية الشهر الفائت، وتأتي اللقاحات وسط موجة جديدة من الإصابات في منطقة مزقتها نيران الحرب وتدهور خدمات الرعاية الصحية.



«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.