قائد الشرطة الإسرائيلية يتهم الحكومة بالمسؤولية عن كارثة الجرمق

خفض الأعلام الإسرائيلية في تل أبيب إلى منتصفها حزناً على ضحايا جبل الجرمق
خفض الأعلام الإسرائيلية في تل أبيب إلى منتصفها حزناً على ضحايا جبل الجرمق
TT

قائد الشرطة الإسرائيلية يتهم الحكومة بالمسؤولية عن كارثة الجرمق

خفض الأعلام الإسرائيلية في تل أبيب إلى منتصفها حزناً على ضحايا جبل الجرمق
خفض الأعلام الإسرائيلية في تل أبيب إلى منتصفها حزناً على ضحايا جبل الجرمق

مع تصاعد المطلب الجماهيري، خصوصاً من عائلات 45 ضحية قُتلوا في كارثة التدافع خلال «عيد الشعلة» اليهودي في جبل الجرمق، التي أصيب فيها أيضاً 150 شخصاً، وفي محاولة لصد الاتهامات عن جهازه، خرج المفتش العام للشرطة الإسرائيلية، يعقوب شبتاي، بتصريحات يتهم فيها الحكومة، برئيسها وعدد من وزرائها، بالمسؤولية عن هذه الكارثة.
وقال شبتاي، خلال اجتماع لقيادة الشرطة في إسرائيل، عقد في مقر القيادة الشمالية في الناصرة: «لقد طالبت وما زلت أطالب بتشكيل لجنة تحقيق رسمية، مع صلاحيات». وقال إن من شأن لجنة كهذه فقط، أن تكون حيادية، ومهنية برئاسة قاضٍ، وتحقق في جميع الجوانب والجهات التي كانت ضالعة في كارثة الجرمق، وتوجد قائمة طويلة، وينبغي التحقيق، خصوصاً مع كل مَن يتهرب الآن من الواقعة.
ولم يشر شبتاي إلى أشخاص بعينهم وأسمائهم، لكنه تحدث عن القيادة السياسية بشكل عام والجهات المسؤولة عن مرافق الجرمق، وأعطى تلميحات عن وزير الأمن الداخلي، أمير أوحانا، المسؤول عن الشرطة، وكان ضالعاً في فتح احتفالات «عيد الشعلة» في جبل الجرمق من دون أي قيود. واعترف شبتاي بأنه كان ينوي التوجه إلى المستشار القضائي للحكومة، أبيحاي مندلبليت، طارحاً مطلب تشكيل لجنة تحقيق رسمية، وقال إنه تراجع عن هذه الخطوة لأن مراقب الدولة سارع إلى اتخاذ قرار بفتح تحقيق. لكن قادة الشرطة عبروا عن معارضتهم لتراجعه، مؤكدين أن مصلحة الشرطة تقتضي تشكيل لجنة تحقيق غير منحازة، وليس إجراء تحقيق لدى مراقب الدولة المعروف بقربه من القيادة السياسية.
وقال شبتاي إن القادة السياسيين تركوا فراغاً في جميع التحضيرات للاحتفالات في الجرمق. ولكن بعد الحادث لم تتحمل أي جهة المسؤولية، وإن الشرطة علمت أنه في جميع الأحوال سيشارك فيها عشرات آلاف المصلين بالجبل، «وحتى لو كنا سنقول إنه لن تجري احتفالات، ففي العام الماضي أيضاً، أثناء كورونا، وصل إلى المكان عشرات الآلاف».
من جهة ثانية، باشر أهالي ضحايا كارثة التدافع، العمل على طرح مطلب تشكيل لجنة تحقيق رسمية، وهم يدرسون إمكانية التوجه إلى محكمة العدل العليا لفرض هذا التحقيق الرسمي، حيث إن لجنة رسمية تتمتع، حسب القانون، بصلاحيات تقديم المسؤولين عن الأخطاء للتحقيق الجنائي.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.