اختيار ناغيلسمان عديم الخبرة لقيادة بايرن ميونيخ العملاق مغامرة غير محسوبة

تقييم المدرب الجديد سيعتمد على النجاح في البطولة الأوروبية وليس حصد البطولات المحلية

ناغيلسمان بعد تأهل لايبزيغ إلى نهائي كأس ألمانيا (أ.ف.ب)
ناغيلسمان بعد تأهل لايبزيغ إلى نهائي كأس ألمانيا (أ.ف.ب)
TT

اختيار ناغيلسمان عديم الخبرة لقيادة بايرن ميونيخ العملاق مغامرة غير محسوبة

ناغيلسمان بعد تأهل لايبزيغ إلى نهائي كأس ألمانيا (أ.ف.ب)
ناغيلسمان بعد تأهل لايبزيغ إلى نهائي كأس ألمانيا (أ.ف.ب)

سيتولى المدير الفني الألماني الشاب جوليان ناغيلسمان، البالغ من العمر 33 عاماً، القيادة الفنية لنادي بايرن ميونيخ هذا الصيف. ومن المعروف أن ناغيلسمان يشجع العملاق البافاري منذ أن كان صبياً نشأ في مدينة «لاندسبيرغ آم ليش» البافارية. وتبدو قصة ناغيلسمان شبه أسطورية، حيث تعرض لإصابة خطيرة في الركبة في بداية مسيرته الكروية ليعتزل كرة القدم ويدخل عالم التدريب ويبرز كألمع المواهب في مدرسة التدريب الألمانية. وسيواجه ناغيلسمان المشكلة التي تواجه جميع المديرين الفنيين الذين يتولون القيادة الفنية لبايرن ميونيخ (أو يوفنتوس أو باريس سان جيرمان)، وهي أن الدوري المحلي ليس التحدي الحقيقي، خاصة عندما نعرف أن بايرن ميونيخ سوف يحصل على لقب الدوري الألماني الممتاز للمرة التاسعة على التوالي هذا الموسم.
ويُظهر أحدث تقرير لشبكة «ديلويت» أن الإيرادات السنوية لبايرن ميونيخ أعلى بنسبة 73 في المائة من عائدات ثاني أغنى فريق في ألمانيا، وهو بوروسيا دورتموند. ومن الواضح للجميع أن العملاق البافاري يهيمن على كرة القدم الألمانية: شكل لايبزيغ تهديداً بسيطاً لبايرن ميونيخ هذا الموسم، لكنه خلال هذا الصيف سيفقد خدمات لاعبه الواعد والمدافع الصلب دايوت أوباميكانو، ومديره الفني ناغيلسمان، اللذين سينتقلان إلى بايرن ميونيخ.
وفي ظل تداعيات مقترحات إقامة دوري السوبر الأوروبي، تمت الإشادة بألمانيا كثيراً لاعتمادها على نموذج ملكية «50 +1»، الذي يضمن للمشجعين القيام بدور في إدارة الأندية - من الناحية النظرية على الأقل، بعدما أظهر لايبزيع كيف يمكن التلاعب باللوائح. ومع ذلك، فإن «التقسيم الطبقي المالي» للعبة في البوندسليغا صارخ للغاية، كما هو الحال في جميع الأماكن الأخرى، وكانت هناك لافتات قبل تفشي الوباء - بما في ذلك لافتات من رابطة مشجعي بايرن ميونيخ - تحتج على الطريقة التي يتم بها توزيع الموارد.
وإذا أكمل ناغيلسمان عقده لمدة خمس سنوات (مع العلم بأن جوسيب غوارديولا هو المدير الفني الوحيد الذي أكمل ثلاثة مواسم متتالية مع بايرن ميونيخ منذ رحيل أوتمار هيتسفيلد في عام 2004)، فمن المتوقع أن يفوز بخمسة ألقاب للدوري الألماني الممتاز، لأن هذا هو المتوقع من العملاق البافاري على الساحة المحلية. لكن سيتم الحكم على ناغيلسمان من خلال ما يقدمه الفريق على المستوى الأوروبي، ومن خلال عدد قليل من مواجهات خروج المغلوب - وإذا كان التأهل من دور المجموعات لا يبدو إنجازاً للأندية الكبرى، فكل ما يتعين علينا هو الانتظار حتى يتم تطبيق النظام السويسري في عام 2024.
ويجب أن نعرف أنه كلما ازدادت هيمنة أي نادٍ على بطولة معينة، زادت التوقعات بفوزه، وكلما كان التقييم يعتمد على اللحظات الفردية في مباراة أو اثنتين من المباريات الأوروبية الكبيرة كل موسم. وخلال العام الماضي، تغلب بايرن ميونيخ على باريس سان جيرمان بهدف دون رد في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا، لذلك تم الإشادة بهانزي فليك ووصفه بأنه عبقري. أما خلال العام الحالي، فخسر الفريق أمام باريس سان جيرمان في دور الثمانية بفضل احتساب الهدف خارج الديار بهدفين، لذلك لم يبد أي شخص قلقاً كبيراً عندما قرر فليك الرحيل - حتى لو كان التعاطف العام معه أكبر من التعاطف مع المدير الرياضي الذي كان يتصارع معه، حسن صالح حميديتش.
لكن ماذا لو لم يتعرض المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي للإصابة؟ وماذا لو لم يتسبب مانويل نوير في تسجيل الهدف الأول لباريس سان جيرمان؟ وماذا لو دخلت رأسية إريك مكسيم تشوبو موتينغ الشباك ولم تصطدم بالعارضة؟ إن الفوز بالمباريات الكبيرة، والقدرة على الحفاظ على هدوئك تحت الضغط، ومساعدة اللاعبين على التركيز والتحلي بالحالة الذهنية الصحيحة، والتعامل بشكل جيد مع المباريات، كلها مهارات في حد ذاتها. وإذا كان هناك أي شكوك بشأن ناغيلسمان، فلا بد أنها تتعلق بعدم قدرة فريقه على تقديم مستويات جيدة في المباريات الكبيرة في دوري أبطال أوروبا.
لكن يجب أن نشير إلى أن عدد السنوات التي عمل خلالها ناغيلسمان في عالم التدريب ما زالت قليلة للغاية بحيث يكون من الصعب الحكم عليه جيداً من خلالها، ويجب أيضاً الاعتراف بأن الفرق التي تولى تدريبها كانت تدخل المباريات الكبيرة في دوري أبطال أوروبا وهي غير مرشحة للفوز. هذه بعض الأمور التي تثير بعض القلق، وليس علامات استفهام كبيرة. وفي أغسطس (آب) 2017. لعب نادي هوفنهايم بقيادة ناغيلسمان أمام ليفربول بقيادة يورغن كلوب في مباراة فاصلة في تصفيات دوري أبطال أوروبا. لقد وُصفت تلك المباراة بأنها مواجهة بين اثنين من أبرز المديرين الفنيين الألمان الذين يعتمدون على الضغط العالي والمتواصل على الفريق المنافس، لكن رغم فوز ليفربول في المباراة الأولى بهدفين مقابل هدف وحيد وفي الثانية بأربعة أهداف مقابل هدفين، فقد كان هناك شعور بوجود فوارق هائلة لصالح ليفربول.
وتكرر نفس الأمر في الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي. ورغم أن لايبزيغ كان قد أطاح بكل من توتنهام وأتليتكو مدريد بشكل مريح، إلا أنه بدا ضعيفاً للغاية أمام باريس سان جيرمان في الدور نصف النهائي، حيث لم يكن قادراً على مجاراة الفريق الباريسي ولم يتمكن من تطبيق فلسفته التي تعتمد على الضغط العالي. فهل يعود السبب في ذلك إلى الشعور بالقلق في المناسبات الكبيرة؟ أم أن السبب يعود ببساطة إلى قوة باريس سان جيرمان؟ أم أن ناغيلسمان قد حاول دون جدوى تغيير طريقة اللعب للحد من خطورة الهجمات المرتدة التي قد يشنها كيليان مبابي ونيمار وأنخيل دي ماريا؟
كان من السهل إلقاء اللوم على ناغيلسمان آنذاك بسبب حذره الشديد، لكن بعد شهرين من تلك المواجهة لعب لايبزيغ بطريقته المعتادة التي تعتمد على الضغط العالي أمام مانشستر يونايتد على ملعب «أولد ترافورد» وخسر بخماسية نظيفة. وهذه هي دائماً المشكلة التي تواجه الأندية التي تعتمد على الضغط المتواصل على حامل الكرة، فالتقدم للأمام من أجل تطبيق هذا الضغط يعد مغامرة كبيرة لأنه يترك مساحات شاسعة في الخط الخلفي. وأمام الفرق الكبرى، يجب على الفريق الذي يعتمد على الضغط العالي أن يوازن بين مخاطر اللعب بطريقته العادية وبين تغيير طريقة اللعب لكي يعتمد على نهج أكثر تحفظاً.
وهذه هي المشكلة التي واجهها غوارديولا مراراً وتكراراً في المراحل الأخيرة من دوري أبطال أوروبا، وهي نفس المشكلة التي عصفت بمنتخب ألمانيا منذ اللحظة التي قرر فيها يواخيم لوف التخلي عن الهجوم المرتد السريع من أجل تطبيق شيء أكثر تقدماً بعد كأس العالم 2014. لقد أظهر لايبزيغ إشارات واعدة خلال مباراته على ملعبه في دوري المجموعات بدوري أبطال أوروبا أمام مانشستر يونايتد، وخلال مباراتيه أمام باريس سان جيرمان، لكن بعد ذلك تعثر الفريق بشكل غريب أمام ليفربول في دور الستة عشر، ولا تزال الشكوك قائمة فيما يتعلق بقدرة الفريق على تقديم مستويات جيدة أمام الفرق الكبرى. من المنطقي تماماً أن نشير إلى أن ثلاث مباريات في أدوار خروج المغلوب ومباراة أخرى في دور المجموعات لا تكفي على الإطلاق لتقييم ناغيلسمان، لكن هذه هي سخافة كرة القدم الحديثة: بالنسبة لبايرن، هناك عدد قليل من المباريات المهمة على الساحة الأوروبية، وهي نفس المباريات التي لم ينجح فيها ناغيلسمان من قبل!
إذن، كيف يمكن الحكم على أي مدير فني بشكل معقول؟ إن ما يقدمه ناغيلسمان في الحصص التدريبية يتسم بأنه فعال ورائع للغاية. ويمكن أن يفوز بايرن ميونيخ في كل مباراة في الدوري الألماني الممتاز بخماسية نظيفة ويحصل على اللقب بحلول فبراير (شباط). لكن لو خسر الفريق بفارق هدف وحيد وخرج من دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا فسيكون ذلك فشلاً ذريعاً! هذه هي كرة القدم الحديثة: فكلما زاد عدد المباريات التي تلعبها، قل عدد المباريات المهمة!



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.