عشرات المعاقين في الجيش الإسرائيلي يهددون بالانتحار

صورة نشرتها يديعوت أحرونوت لجندي من المحتجين مرتمياً أمام وزارة الأمن في القدس
صورة نشرتها يديعوت أحرونوت لجندي من المحتجين مرتمياً أمام وزارة الأمن في القدس
TT

عشرات المعاقين في الجيش الإسرائيلي يهددون بالانتحار

صورة نشرتها يديعوت أحرونوت لجندي من المحتجين مرتمياً أمام وزارة الأمن في القدس
صورة نشرتها يديعوت أحرونوت لجندي من المحتجين مرتمياً أمام وزارة الأمن في القدس

خلال مظاهرة صاخبة أغلقت خلالها مداخل مدينة القدس وطوق مبنى الكنيست (البرلمان)، هدد عشرات الجنود المعاقين في الجيش الإسرائيلي، بالانتحار، إذا لم تتجاوب الحكومة مع مطالبهم وتعترف بإعاقتهم وترفع مخصصات التأمين المعيشي لهم.
وقالت ليئا، شقيقة الجندي المعاق إيتسيك سعاديان، الذي أضرم النار في جسده قبل ثلاثة أسابيع ولا تزال حالته خطيرة، إنها تتلقى في كل يوم اتصالات من جنود في وضع شبيه يبلغونها بأنهم ينوون عمل شيء. وقالت: «إنهم يعانون من صدمات نفسية خطيرة ويتحدثون صراحة عن الانتحار. المسألة تحتاج إلى علاج جذري، ولا يجوز أن يستمروا في التعاطي معها كما لو أنها محاولة لابتزاز الأموال من الدولة».
وكانت مصادر في الجيش الإسرائيلي قد كشفت أن خمسة جنود حاولوا الانتحار خلال الأسبوع الماضي، بسبب الضوائق النفسية. وقالت هذه المصادر إن الأمر يستدعي التعاطي بجدية وحساسية غير عادية، وإيجاد حلول جذرية للمعضلة. في الوقت ذاته، استقبل مسؤولو وزارة المالية وفدا عن قيادة الاحتجاج، للتداول في حلول سريعة للمعضلة. وقال زيف شيلون، الذي كانت يده قد قطعت جراء انفجار خلال خدمته العسكرية، إن «مليما واحدا من الأموال التي وعد بها رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لم يصل إلى دائرة الترميم في الجيش الإسرائيلي، المسؤولة عن رفع المخصصات للجنود».
المعروف أن هناك حوالي 50 ألف جندي معاق في إسرائيل، حوالي ربعهم يعانون من عدم الاعتراف بعوقهم. بينهم حوالي 6 آلاف مصاب بصدمة نفسية لا يعترف بها، ويجري التشكيك في شكواهم ويتهمون بالتمثيل كي يبتزوا المال من الدولة.
وأمس تجمعوا أمام مقر وزارة الأمن في تل أبيب، ثم انتقلوا إلى القدس وأغلقوا مداخلها الغربية وارتموا أرضا في الشوارع، ما تسبب في اختناقات مرورية. وانتقلوا بعدها إلى مقر الكنيست وتظاهروا هناك، وحاولوا اقتحام المقر للوصول إلى أعضاء الكنيست والوزراء، لكن الشرطة منعتهم ونظمت لهم لقاء في وزارة المالية. وقال أحد قادة هذه المعركة: «سعديان ما كان ينبغي أن يحرق نفسه، لكن حكومة إسرائيل ووزارة الأمن دفعتاه إلى ذلك. لذلك نحن نتظاهر. نريد إحداث فوضى. نريد زعزعة البلاد. فليس من المعقول أن يرسلونا إلى الحرب دفاعا عن سياستهم ثم يهملونا بهذا الشكل ويديروا ظهورهم لنا».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.