قمة الهلال والشباب «مفترق طرق»... وتأثيرات «دوري أبطال آسيا» مربكة

سعدون رجّح كفة الأبيض للفوز... وحمد الدوسري يترقب مورايس... والعلي: ظروف الأزرق صعبة

TT

قمة الهلال والشباب «مفترق طرق»... وتأثيرات «دوري أبطال آسيا» مربكة

اعتبر محللون ومدربون سعوديون في كرة القدم مواجهة الهلال والشباب الدورية المقبلة «مفترق طرق» لكل منهما في ظل التساوي النقطي بين الفريقين، والتكافؤ بين الحظوظ في حصد لقب دوري المحترفين السعودي الذي سيكمل منافسات الجولة الـ27 ويقترب من إتمام مشواره بالجولة الثلاثين نهاية الشهر الجاري.
واعتبر الخبراء أن المؤشرات التي يتم الأخذ بها قبل المباراة ترجح كفة الشباب نسبيا قياسا بما كان عليه وضع الهلال في دور المجموعات في دوري أبطال آسيا التي اختتمت مؤخرا، حيث اعتمد على الآخرين للعبور إلى الدور الثاني من هذه النهائيات القارية وهذا ليس معهودا عليه بكونه أحد أهم الأبطال للبطولة القارية.
وبينوا أن الحسابات قد لا يكون لها وجود في مثل هذه المباريات بل يكون الجانب الفني والذهني هو الغالب في نهاية المطاف على اعتبار أن الهلال كذلك يملك عناصر لا يمكن التقليل منها والخبرة الموجودة لدى لاعبي فريقه، خصوصاً أنه يملك نفس الأسماء التي حصدت دوري الموسم الماضي بطولة الدوري، ولذا قد يفاجئ الهلال الجميع بعودته بقوة ويتجاوز الشباب بنجومه المميزين.
وتطرقوا إلى وضع مدرب الهلال الجديد البرتغالي مورايس بكونه من المدربين ممن لديهم الخبرة الجيدة في المنافسات السعودية، ولكن لا يمكنه خلال الفترة الوجيزة أن يغير كل شيء فني في الهلال، بل إنه سيعتمد على جوانب أخرى أكثر إفادة، خصوصا أنه يتعامل مع لاعبي خبرة وتجربة في الفريق.
وقال المهاجم الدولي سعدون حمود هداف فريق الاتفاق في فترة الثمانينات والتسعينات السابقة إن المباراة لن تكون سهلة على أي من الفريقين، حيث إنها بمثابة مفترق طرق، حيث يمكن أن يكون الفائز هو البطل المتوج بنسبة تتجاوز «80» في المائة، فيما ستتراجع بشكل مؤكد حظوظ الخاسر.
وأضاف أن المستوى الفني الذي ظهر به الهلال في البطولة الآسيوية وتحديدا في دور المجموعة لا يعطي مؤشرات إيجابية على أن الفريق قادر في المحافظة على اللقب، حيث إن تأهله جاء بشق الأنفس، بل وبالاعتماد على نتيجة مباراة الأهلي السعودي والدحيل القطري، وهذا الوضع ليس معتادا أبدا لهذا الفريق.
وزاد بالقول: رغم ما حصل فإن الهلال من الفرق القوية والتي تملك كوكبة من النجوم المحليين والأجانب القادرين على استعادة التوازن سريعا ومسح الصورة التي كان عليها الفريق في دور المجموعات، وقد يكون هناك تركيز أكبر في بطولة الدوري من أجل حصد اللقب، ويكون الهدف في بطولة آسيا الحالية قد أنجز بالعبور إلى الدور الثاني.
وعلى مستوى العناصر، قال سعدون حمود: في فريق الشباب هناك قوة هجومية تتمثل في النيجيري إيغالو الذي يمكن أن يعود بقوة بعد الإصابة وكذلك البرتغالي مارتينيز وجوانكا وسيبا، وخلفهم النجم البارز بانيغا وهذه القوة الهجومية يقابلها تراجع كامل للاعبي الهلال في جميع الصفوف رغم أنه يزخر بنجوم مميزين سواء كانوا محليين أو أجانب، لكن في الملعب قد تختلف أمور كثيرة، ولا يكون نجوم الشباب في وضعهم في مقابل عودة لاعبي الهلال للنجومية، وهذا وارد في كرة القدم.
وعن الهلال أكد أن الفريق يملك لاعبين مميزين وأن أسماءهم غنية عن التعريف في كافة المراكز سواء الكوري يونغ في الدفاع أو كويلار في الوسط أو حتى فييتو، وقد يكون اللاعب غوميز موفقا في تتويج بعض الفرص التي تتهيأ له، كما أن عودة سالم الدوسري وسلمان المفرج المرجحة في المباراة سيكون لها أثر إيجابي إن ظهر كل منهما بالصورة المعهودة عنهما.
وعبر سعدون حمود عن أمانيه ألا يكون الوضع التحكيمي في المباراة أقل من المطلوب؛ نظرا لأهمية هذه المباراة وحساسيتها، مشددا على أن الفريقين يملكان كل الأسلحة الفنية التي يمكن أن تجير النتيجة لصالح أحدهما، ولا تشهد المباراة خمولا في الأداء داخل أرض الملعب.
وأشار في ختام حديثه إلى أن التوازن هو عنوان المباراة، وقد تكون الخطة الفنية للمدربين لها دور في ظل الاختلاف المؤكد بينهما مع وجود مدرب جديد للهلال يتمثل في مورايس، وقد تحضر تفاصيل صغيرة تصنع الفارق لصالح أحدهما. فيما أشار إلى أن حظوظ الاتحاد تراجعت بعد التعادل في الجولة الماضية، إلا أن تعادل الفريقين قد يعيده بقوة في ظل تبقي مباريات تعتبر متاحة له نظريا في بقية الجولات.
من ناحيته، قال حمد الدوسري الذي سبق وأن قاد مجموعة من لاعبي الفريقين في المنتخبات الوطنية السعودية ومدرب فريق القادسية قبل موسمين: تعاقد الهلال مع المدرب الجديد مواريس سيكون له أثر فني واضح في تعديل مسار الفريق الأزرق بكونه يملك الصورة الواضحة عن المنافسات الكروية السعودية، كما أن وجوده سيمثل دفعة كبيرة للاعبين من أجل تقديم أفضل مستوى لإثبات الوجود.
وزاد بالقول: الهلال يملك لاعبين خبرة على مستوى كبير ويمكن عودتهم في مثل هذه المباريات التي تمثل تتويج جهد لموسم كامل في بطولة تمثل مقياسا لأي لاعب، ولذا أرى أن الفريق سيكون مختلفا في هذه المواجهة التي تعتبر مصيرية.
وأشار إلى أنه يرى في هذا المدرب مكسبا كبيرا من خلال الإمكانيات التي يمتلكها، وسيكون أثره على الفريق في الفترة الوجيزة والتي يمكن من خلالها أن يقنع أنصار هذا النادي في حسم الأمور في هذه المباراة المفصلية.
وعن فريق الشباب وحظوظه في المباراة، قال الدوسري: بكل تأكيد الفريق الأبيض متمكن وكبير، وهذا الموسم يقدم مستويات عالية وذلك بوجود نجوم على مستوى كبير، وحظوظه في الفوز لا يمكن التقليل منها، ولكن أرى في مثل هذه المباريات أن الهلال يحضر فيها بشكل أكبر وكل الظروف متاحة لنشاهد مباراة تليق بأقوى دوري، رغم أن هناك تقلبات في النتائج شهدتها الجولات الماضية بسبب بعض الظروف وضعف الاستعدادات للفرق بشكل عام.
وفيما يخص حظوظ الاتحاد، قال الدوسري: الفريق الأصفر أو كما يحب أن يطلق عليه عشاقه «العميد» تراجعت حظوظه بعد تعادله الأخير، وكذلك تبقت مباريات صعبة له مع فرق تصارع على الهبوط وقد تقاتل أمامه من أجل الفوز، أو أن نهجها الفني الذي سيعتمد على إغلاق المناطق سيصعب مهمة الاتحاد في الفوز في بقية المباريات مع تعثر الهلال والشباب، وهذا مستبعد بشكل كبير مع عدم التقليل من هذا الفريق وما قدمه في دوري هذا الموسم والعودة القوية له.
في المقابل، رأى حسين العلي مهاجم الهلال السابق وهدافه عام 2002 أن ظروف الهلال صعبة جدا هذا الموسم جراء تراكم الإصابات والإرهاق الكبير الذي يعاني منه اللاعبون نتيجة لتعداد المشاركات والضغوط الكبيرة على الفريق لتحقيق جميع البطولات التي يشارك بها.
وأضاف «أعتقد أن الهلال لم يكن على قدر التطلعات في البطولة الآسيوية الحالية وتحديدا في دور المجموعات، وهذا نتيجة للظروف التي ذكرتها وكما هو معروف أن اللاعب من الصعوبة أن يستعيد حيويته ونجوميته سريعا بعد العودة من الإصابة، وهذا ما حصل مع عدد من لاعبي الهلال». وزاد بالقول: «في المقابل يعيش فريق الشباب راحة كبيرة وضغوطا أقل، وهو فريق متمكن أيضا ويضم لاعبين على مستوى عال، ومع كل هذه المعطيات ليس مستبعدا أن يفوز الهلال ويتغلب على كل الظروف، ومن بينها أيضا التغيير في الأجهزة الفنية بكون مورايس هو الثالث هذا الموسم، فالهلال تعود على المنجزات، والشباب كذلك فريق متمكن ويمكن أن يحقق مراده».
وشدد على أن من يستطيع التحكم في وسط الملعب سيتمكن من الفوز في المباراة على الأرجح.
وحول حظوظ الاتحاد، اعتبر حسين العلي وضع الاتحاد كما هو الشباب من حيث الراحة البدنية وعدم وجود ضغوط قوية لنيل اللقب، ولذا قد يواصل تقدمه في بقية الجولات، لكن حظوظه أقل من الهلال والشباب في نيل اللقب الكبير.


مقالات ذات صلة

مشروع توثيق الكرة السعودية: رصد 103 أعوام واعتماد البطولات المناطقية

رياضة سعودية استعرض فريق العمل النتائج التي توصل لها في المرحلة الخامسة (الاتحاد السعودي)

مشروع توثيق الكرة السعودية: رصد 103 أعوام واعتماد البطولات المناطقية

كشف فريق عمل مشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية عن بلوغ نسبة الإنجاز 81 في المائة حتى الآن، إذ تم توثيق 103 أعوام من تاريخ كرة القدم السعودية.

هيثم الزاحم (الرياض )
رياضة سعودية رونالدو في مهمة قيادة النصر نحو فوز آسيوي جديد (تصوير: نايف العتيبي)

الأهلي والنصر لاقتناص نقاط العين والغرافة «آسيوياً»

يتطلع الأهلي السعودي لمواصلة رحلة انتصاراته في «دوري أبطال آسيا للنخبة» والاقتراب أكثر من اقتناص بطاقة العبور نحو الدور الثاني بصورة رسمية، وذلك عندما.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية لاعبو الخليج يحييون جماهيرهم عقب الفوز التاريخي (تصوير: عيسى الدبيسي)

رئيس الخليج لـ «الشرق الأوسط» : أطحنا الهلال بخطة الرجل «الشجاع»

قال المهندس علاء الهمل، رئيس نادي الخليج، إن فوز فريقه التاريخي على الهلال في الدوري السعودي للمحترفين، لن يدفعهم إلى رفع سقف التوقعات بشكل عاطفي، بل يجعلهم.

علي القطان (الدمام)
رياضة سعودية مدرب الفتح قال إن لاعبيه قدّموا ما عليهم في المباراة رغم الخسارة (تصوير: عدنان مهدلي)

مدرب الفتح: فخور رغم الخسارة

أكد ينز غوستافسن، مدرب الفتح، أن فريقه عمل جاهداً لمحاولة الخروج بنتيجة إيجابية أمام الاتحاد، ولكنه خسر في نهاية المطاف.

نواف العقيل (جدة )
رياضة سعودية فابينهو محتفلاً بهدفه في مرمى الفتح (تصوير: عدنان مهدلي)

الدوري السعودي: الصدارة تعود للاتحاد بثنائية فابينهو وعوار

اعتلى الاتحاد صدارة ترتيب الدوري السعودي للمحترفين مع نهاية الجولة الـ11، بعد انتصاره على ضيفه الفتح بثنائية فابينهو وحسام عوار.

نواف العقيل (جدة)

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
TT

مدرب ميلان: مباراة فينيتسيا لا تقل أهمية عن مواجهة ليفربول أو إنتر

باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)
باولو فونيسكا مدرب أيه سي ميلان (رويترز)

قال باولو فونيسكا مدرب ميلان المنافس في دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم الجمعة، إن الفوز على فينيتسيا بعد ثلاث مباريات دون انتصار هذا الموسم، بنفس أهمية مواجهة ليفربول أو غريمه المحلي إنتر ميلان.

ويتعرض فونيسكا للضغط بعدما حقق ميلان نقطتين فقط في أول ثلاث مباريات، وقد تسوء الأمور؛ إذ يستضيف ليفربول يوم الثلاثاء المقبل في دوري الأبطال قبل مواجهة إنتر الأسبوع المقبل. ولكن الأولوية في الوقت الحالي ستكون لمواجهة فينيتسيا الصاعد حديثاً إلى دوري الأضواء والذي يحتل المركز قبل الأخير بنقطة واحدة غداً (السبت) حينما يسعى الفريق الذي يحتل المركز 14 لتحقيق انتصاره الأول.

وقال فونيسكا في مؤتمر صحافي: «كلها مباريات مهمة، بالأخص في هذا التوقيت. أنا واثق كالمعتاد. من المهم أن نفوز غداً، بعدها سنفكر في مواجهة ليفربول. يجب أن يفوز ميلان دائماً، ليس بمباراة الغد فقط. نظرت في طريقة لعب فينيتسيا، إنه خطير في الهجمات المرتدة».

وتابع: «عانينا أمام بارما (في الخسارة 2-1)، لكن المستوى تحسن كثيراً أمام لاتسيو (في التعادل 2-2). المشكلة كانت تكمن في التنظيم الدفاعي، وعملنا على ذلك. نعرف نقاط قوة فينيتسيا ونحن مستعدون».

وتلقى ميلان ستة أهداف في ثلاث مباريات، كأكثر فرق الدوري استقبالاً للأهداف هذا الموسم، وكان التوقف الدولي بمثابة فرصة ليعمل فونيسكا على تدارك المشكلات الدفاعية.

وقال: «لم يكن الكثير من اللاعبين متاحين لنا خلال التوقف، لكن تسنى لنا العمل مع العديد من المدافعين. عملنا على تصرف الخط الدفاعي وعلى التصرفات الفردية».

وتابع فونيسكا: «يجب علينا تحسين إحصاءاتنا فيما يتعلق باستقبال الأهداف، يجب على الفريق الذي لا يريد استقبال الأهداف الاستحواذ على الكرة بصورة أكبر. نعمل على ذلك، يجب على اللاعبين أن يدركوا أهمية الاحتفاظ بالكرة».