بدائل مجانية ومنخفضة التكلفة لبرامج مشهورة

تطبيقات وخدمات سحابية لتصميم الرسومات والمطبوعات وتحرير الصوتيات وعروض الفيديو

برامج وخدمات مجانية ومنخفضة التكلفة لتحرير المحتوى بقدرات متقدمة
برامج وخدمات مجانية ومنخفضة التكلفة لتحرير المحتوى بقدرات متقدمة
TT

بدائل مجانية ومنخفضة التكلفة لبرامج مشهورة

برامج وخدمات مجانية ومنخفضة التكلفة لتحرير المحتوى بقدرات متقدمة
برامج وخدمات مجانية ومنخفضة التكلفة لتحرير المحتوى بقدرات متقدمة

انتشرت برامج تصميم الرسومات والمطبوعات وتحرير الصوتيات وعروض الفيديو بشكل كبير بين المستخدمين، سواء لطلاب تخصصات الهندسة أو الفنون أو للموظفين، خصوصاً برامج «فوتوشوب» (Photoshop) و«إلاستريتر» (Illustator) و«إن ديزاين» (InDesign) و«لايتروم» (Lightroom) و«بريميير» (Premiere) و«أوديشين» (Audition)، وغيرها. ولكن، ومع التحول نحو نموذج العمل السحابي والاشتراكات الشهرية لهذه البرامج التي قد تصل إلى 53 دولاراً في الشهر (أكثر من 600 دولار سنوياً)، فإن استخدامها لفترات مطولة أصبح أمراً مكلفاً.
ونذكر في هذا الموضوع مجموعة من البرامج والخدمات السحابية البديلة المجانية أو منخفضة التكلفة، وبوظائف وقدرات عالية.

تحرير الصور

> البرنامج الأول هو «أفينيتي فوتو» (Affinity Photo). وهو البديل لبرنامج «فوتوشوب»، الذي يعمل على نظم التشغيل «ويندوز» و«ماك» و«آيباد أو إس». ويقدم البرنامج وظائف متقدمة لتحرير الصور تشمل إزالة العيوب والشوائب وتعديل الألوان ومزج عدة عناصر من خلال استخدام مئات الطبقات (Layers) للصورة الواحدة. ويدعم البرنامج الصور بامتدادات RAW وPSA وPSB (وغيرها)، وتقنية المجال العالي الديناميكي (High Dynamic Range HDR) والصور البانورامية العريضة والصور المحيطية في 360 درجة والرسم باستخدام الأقلام الرقمية. كما يدعم البرنامج إجراء التعديلات نفسها على عدة صور في آن واحد لتسريع العملية (مثل تعديل الألوان)، والعمل على الصورة بدقة تزيد على 100 ميغابكسل ومعاينة التعديلات قبل تطبيقها.
ويقدم البرنامج كذلك أدوات لإزالة الآثار غير المرغوبة من الصور القديمة، مثل الألوان الباهتة والحروق وإزالة العناصر غير المرغوبة وتعديل الألوان وإضافة الفلاتر، وغيرها. كما يمكن تطبيق المؤثرات البصرية على طبقة واحدة أو عدة طبقات في الصورة، إلى جانب تقديم أدوات رسم متعددة للمحترفين، ولصق عدة صور بعضها إلى جوار بعض آلياً وبدقة عالية، ودمج عدة عناصر في عنصر واحد للحصول على صور إبداعية، وإضافة النصوص بطرق مبتكرة إلى الصور. ويبلغ سعر البرنامج 50 دولاراً، مع تقديم خصومات والقدرة على تجربة البرنامج مجاناً لفترة محددة. ويمكن الحصول على مزيد من المعلومات حول البرنامج من موقعه Affinity.Serif.com.
> خدمة «فوتوبي» (PhotoPea) المجانية تقدم واجهة استخدام مريحة جداً، وهي تعمل من خلال متصفح الإنترنت وتدعم ملفات PSD وXCF وXD وCDR وSketch، إلى جانب الملفات القياسية التي تشمل JPG وPNG وBMP وSVG. وتدعم الخدمة استخدام الطبقات واختيار إطار العناصر آلياً وإضافة النصوص بطرق مبتكرة وأدوات الرسم وتحرير الصور وتعديل الألوان وتحريك أجزاء في الصورة، وغيرها من الأدوات الأخرى. ويقدم الإصدار المجاني جميع المزايا والوظائف، ولكنه لا يدعم حفظ أكثر من آخر 30 عملية بهدف إلغاء أي تعديل غير مرغوب به (Undo)، بينما يحفظ الاشتراك المدفوع آخر 60 عملية ويزيل الإعلانات. ويبلغ سعر الاشتراك الشهري 9 دولارات للفرد، مع تقديم خصومات للفترات الأطول أو لعدة مستخدمين. ويمكن استخدام الخدمة من موقعها www.PhotoPea.com.
> أما خدمة «سوموباينت» (SumoPaint) المجانية، فهي تعمل عبر متصفح الإنترنت أيضاً وتقدم واجهة استخدام مبسطة تناسب المبتدئين أو الذين يرغبون في إجراء بعض التعديلات الأساسية على الصور عوضاً عن الغوص في قوائم قد تكون غير بديهية لغير المحترفين. وتقدم الخدمة أدوات رسم وفلاتر عديدة وأكثر من 300 فرشاة عالية الجودة، والعديد من العناصر مسبقة الإعداد التي يمكن إضافتها إلى الصور، والقدرة على التواصل مع الآخرين للحصول على مساعدتهم في السماح لهم بتحرير الصور والمشاركة في مسابقات التحرير. وتدعم الخدمة الطبقات وتدرجات الألوان والعديد من المؤثرات البصرية المبهرة التي تشمل الانعكاسات والمنظور والإضاءة وإزالة الأطراف غير المرغوبة من العناصر ووضع أي صورة على مجسمات مختلفة وتعديل درجات الألوان. ويزيل الإصدار المدفوع الإعلانات ويسمح بالعمل على جهاز المستخدم دون وجود اتصال بالإنترنت، إلى جانب تقديم مزايا إضافية حصرية. ويبلغ سعر الإصدار الاحترافي 9 دولارات شهرياً، ويمكن استخدام الخدمة من موقعها www.SumoPaint.com.

برامج أخرى

> نذكر كذلك برنامج «غيمب» (GIMP) المجاني ومفتوح المصدر الذي يمكن استخدامه على الكومبيوترات التي تعمل بنظم التشغيل «ويندوز» و«أو إس إكس» و«لينوكس». ويدعم هذا البرنامج الامتدادات البرمجية (Extension) التي تطور من قدراته التي يتم تطويرها بشكل يومي. ويسمح البرنامج بتحرير الصور بطرق إبداعية وتصميم الأيقونات وعناصر الرسومات المبتكرة. ويمكن تحميل البرنامج من موقعه www.Gimp.org. أما برنامج «غليمبس» (Glimpse)، فهو امتداد مجاني لبرنامج «غيمب» ويعمل على نظم التشغيل «ويندوز» و«ماك أو إس» و«لينوكس»، ويهدف إلى تقديم وظائف وقدرات وأفكار جديدة وتجريبية ووضعها بين أيدي المستخدمين. ويقدم البرنامج واجهة استخدام أكثر أناقة وسهولة، وهو خفيف على موارد الجهاز، ويمكن تحميله من موقعه Glimpse-Editor.org.
> برنامج «كريتا» (Krita) المجاني. يستخدم على الأجهزة التي تعمل بنظم التشغيل «ويندوز» و«ماك أو إس» و«لينوكس»، ويعد من أسهل البرامج استخداماً للمبتدئين، مع تقديمه مجموعة واسعة من الأدوات والمزايا التي تناسب الفنانين والاحترافيين أيضاً. وتجدر الإشارة إلى أن مطوري هذا البرنامج هم فنانون، الأمر الذي يعني أن جميع المزايا التي يقدمها هي مزايا يحتاجها الرسامون والفنانون ويستخدمونها بأنفسهم. ويمكن تحميل البرنامج من موقعه www.Krita.org، كما يمكن استخدامه بديلاً لبرنامج «إلاستريتر» إلى جانب قدرته على تحرير الصور.
>ويسمح برنامج «إنك سكيب» (InkScape) المجاني مفتوح المصدر والبديل لبرنامج «إلاستريتر» صنع الخطوط والشعارات والأيقونات والصور المركبة بكل سهولة. ويدعم البرنامج نظم التشغيل «ويندوز» و«ماك أو إس» و«لينوكس»، ويمكن تحميله من موقعه www.inkScape.org.
> وبإمكانك استخدام برنامج «راو ثيرابي» (RawTherapy) المجاني كبديل لبرنامج «لايتروم» لإدارة مكتبة صورك وتحرير صور RAW بشكل مبسط. والبرنامج متوافر على نظم التشغيل «ويندوز» و«ماك أو إس» و«لينوكس» ويمكن تحميله من موقعه www.RawTherapee.com. بديل آخر هو برنامج «دارك تابل» (DarkTable) المجاني ومفتوح المصدر على نظم التشغيل «ويندوز» و«ماك أو إس» و«أوبونتو» و«فيدورا» و«أوبين سوس» و«آرتش» و«جينتو» و«سينت أو إس» و«ديبيان» و«سولاريس» و«فري بي إس دي». ويدعم البرنامج إضافة الملحقات البرمجية له لتطوير وظائفه وقدراته، والتي يستطيع بعضها محاكاة صور الرؤية الليلية بألوانها الخاصة. واجهة استخدام البرنامج مريحة، ويمكن تحميله من موقعه www.DarkTable.org.
• ونذكر أيضاً برامج وخدمات أخرى لتحرير الصور، مثل «Sketchbook» و«MediaBang Paint» و«Pixlr X» و«Photoscape X» و«FireAplaca». أما إن كنت ترغب في تحريك الصور والتجسيم ثلاثي الأبعاد، فيمكنك استخدام برامج وخدمات «Blender» و«Lumion» و«Synfig» و«SketchUp» و«MagicaVoxel» و«MakeHuman».

صُنع المطبوعات
> برنامج «سكرايبيس». إن كنت تبحث عن بدائل لبرنامج «إنديزاين» لصنع المطبوعات التي تشمل الكتيبات والمجلات وبطاقات العمل والملصقات، وغيرها، فيمكنك استخدام برنامج «سكرايبيس» (Scribus) المجاني ومفتوح المصدر على نظم التشغيل «ويندوز» و«ماك أو إس» و«لينوكس» و«أو إس 2» و«فري بي إس دي» و«أوبين بي إس دي» و«نيت بي إس دي» و«سولاريس» و«سينت أو إس» و«ديبيان» و«أوبونتو» و«جينتو». البرنامج مناسب لمن يبحث عن أداة مبسطة لتصميم المطبوعات، ويمكن تحميله من موقعه www.Scribus.net.
> ونذكر كذلك خدمة «كانفا» (Canva) السحابية على الأجهزة التي تعمل بنظم التشغيل «ويندوز» و«ماك أو إس» و«آندرويد» و«آي أو إس»، والتي تدعم صنع المطبوعات لبطاقات العمل والبطاقات البريدية والدعوات والملصقات والملابس والأقداح السيراميكية والمجلات، وغيرها.
وتقدم الخدمة المجانية أكثر من 250 ألف قالب مسبق الإعداد وأكثر من 100 فئة للتصاميم، ومئات الآلاف من الصور المجانية التي يمكن استخدامها، و5 غيغابايت من السعة التخزينية للمشاريع، إلى جانب القدرة على عمل عدة أشخاص على مشروع واحد في الوقت نفسه. ويقدم الإصدار المدفوع مزيداً من القوالب المجانية والصور والسعة التخزينية لقاء 10 دولارات شهرياً. ويمكن الحصول على مزيد من المعلومات من موقع الخدمة www.Canva.com.

تحرير عروض الفيديو والصوتيات
> برنامج «دافينشي ريزولف» (DaVinci Resolve) المجاني والبديل لبرنامج «بريميير». بإمكانك استخدامه لتحرير عروض الفيديو بقدرات متقدمة وواجهة استخدام مريحة. ويتميز البرنامج باستقراره خلال العمل حتى لدى تحرير عروض الفيديو كبيرة الحجم وذات الدقة العالية، إلى جانب قدرته على تعديل ألوان الفيديو وإضافة الرسومات المتحركة إلى العروض وتعديل الصوتيات ودعم تقنية HDR وأكثر من 100 من المؤثرات الخاصة بعروض الفيديو التي تستخدم معالجات الرسومات في الكومبيوتر لتسريع عملها وإضافة مزيد من الواقعية إليها. كما يستخدم البرنامج الذكاء الصناعي للتعرف على العناصر في عروض الفيديو ورفع دقتها وتصحيحها وتعديل سرعة العرض وتصحيح الألوان ومطابقتها مع العناصر الأخرى، وبكل سهولة. ويدعم البرنامج نظم التشغيل «ويندوز» و«ماك أو إس» و«لينوكس»، ويمكن تحميله من موقعه www.BlackMagicDesign.com.
> وإن كنت تبحث عن برنامج بديل لـ«أوديشين» (Audition) المعروف بتحرير الصوتيات، فيمكنك تجربة «أوداسيتي» (Audacity) المجاني ومفتوح المصدر على نظم التشغيل «ويندوز» و«ماك أو إس» و«لينوكس»، الذي يمكن استخدامه لتحرير أي ملف صوتي أو صنع نغمات الرنين للهواتف الجوالة وتعديل عروض الفيديو التي سيتم رفعها إلى «يوتيوب» أو تحرير النشرات الصوتية (Podcast) الخاصة بك. ويتميز البرنامج بسهولة الاستخدام ودعمه العمل على عدة مسارات صوتية (Tracks) في آن واحد بعد تسجيلها، إلى جانب تقديم كثير من المؤثرات الصوتية وتحليل الموجة الصوتية للتسجيل ودعم الملفات الصوتية بجودة 16 و24 و32 بت. ويمكن تحميل البرنامج من موقعه www.AudacityTeam.org.
> ونذكر برامج وخدمات أخرى متخصصة بتحرير عروض الفيديو، مثل «HitFilm Express» و«Shotcut» و«KdenLive» و«Olive»، وبرامج وخدمات لصنع وتحرير الصوتيات، مثل «LMMS» و«CakeWalk» و«OceanAudio» و«Ardour».


مقالات ذات صلة

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

الخليج «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت».

غازي الحارثي (الرياض)
يوميات الشرق الجهاز الجديد يتميز بقدرته على العمل ميدانياً مباشرة في المواقع الزراعية (جامعة ستانفورد)

جهاز مبتكر ينتِج من الهواء مكوناً أساسياً في الأسمدة

أعلن فريق بحثي مشترك من جامعتَي «ستانفورد» الأميركية، و«الملك فهد للبترول والمعادن» السعودية، عن ابتكار جهاز لإنتاج الأمونيا.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
تكنولوجيا تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج.

مساعد الزياني (دبي)
تكنولوجيا خوارزمية «تيك توك» تُحدث ثورة في تجربة المستخدم مقدمة محتوى مخصصاً بدقة عالية بفضل الذكاء الاصطناعي (أ.ف.ب)

خوارزمية «تيك توك» سر نجاح التطبيق وتحدياته المستقبلية

بينما تواجه «تيك توك» (TikTok) معركة قانونية مع الحكومة الأميركية، يظل العنصر الأبرز الذي ساهم في نجاح التطبيق عالمياً هو خوارزميته العبقرية. هذه الخوارزمية…

عبد العزيز الرشيد (الرياض)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».