حماس تنفي اتهامات مصرية بوجود تنقل عبر الحدود مع غزة

قالت إن سلاحها لن يوجه إلا للجيش الإسرائيلي

حماس تنفي اتهامات مصرية بوجود تنقل عبر الحدود مع غزة
TT

حماس تنفي اتهامات مصرية بوجود تنقل عبر الحدود مع غزة

حماس تنفي اتهامات مصرية بوجود تنقل عبر الحدود مع غزة

أكدت حركة حماس أن حدود قطاع غزة مع مصر آمنة ومستقرة، وأنها تراقبها وتمنع أي تسلل من خلالها، كما أنها لا تتدخل في الشأن المصري.
وردا على تسريبات في مصر حول تسلل عناصر من غزة إلى سيناء، قال صلاح البردويل، القيادي في حركة حماس، خلال ندوة سياسية أقيمت في غزة، إن «القطاع سيظل البوابة الشرقية الآمنة لمصر.. وغزة لن تكون في مواجهة أي جيش إلا الجيش الصهيوني».
وجدد البردويل نفيه تدخل حركته في الشؤون الداخلية المصرية، وقال إن «هذه الاتهامات تأتي في سياق رغبة الإعلام، ومن يقف خلفه، في تبرير الفشل الأمني في سيناء من خلال خلق عدو وهمي».
وأصدرت وزارة الداخلية، التابعة لحماس في غزة، بيانا قالت فيه إنها «تنفي تسلل أي شخص عبر الحدود مع مصر»، وتؤكد أن حدود قطاع غزة الجنوبية مع مصر آمنة ومستقرة. كما استنكرت الوزارة ما وصفته «استمرار وسائل الإعلام المغرضة في الزج بقطاع غزة في الأحداث الدائرة في مصر»، إذ قال إياد البزم، المتحدث باسم الوزارة، في تصريح مكتوب إن «الساعات الماضية لم تشهد أي خرق للحدود، والتحركات على جانبي الحدود كانت اعتيادية، بحسب تأكيدات قوات الأمن الوطني»، مضيفا أن «القناة التلفزيونية، التي قامت بنشر الإشاعة، هي ذاتها القناة التي نشرت قبل أيام، كذبا، استشهاد مقاوم فلسطيني في سيناء، وهو ما ثبت عدم صحته».
ودعا المتحدث باسم وزارة الداخلية كل الجهات ووسائل الإعلام إلى توخي الدقة في نقل أخبارها، والتوقف عن سياستها في التحريض على قطاع غزة.
وتتهم بعض وسائل الإعلام المصرية حركة حماس بالتدخل في الشؤون المصرية، منذ إسقاط نظام الرئيس محمد مرسي. لكن حماس تنفي هذه التهم، وتقول إنها تتعرض لحملة شيطنة في مصر، وإنها تتحدى وجود مقاتلين من الحركة في مصر أو سيناء. لكنها صعدت أمس من لغتها ضد الإعلام المصري.
ودعت الحركة «العلماء والمثقفين وأحرار الأمة» إلى تنظيم حملة إعلامية واسعة لفضح هذه الحملة، إذ قال سامي أبو زهري، الناطق باسم الحركة، في تصريح نشرته وسائل الإعلام التابعة لحماس، إن «حركة حماس تدعو الأطراف العربية إلى تحمل مسؤولياتها تجاه الافتراء على الشعب الفلسطيني، كما تدعو العلماء والمثقفين وأحرار الأمة إلى تنظيم حملة إعلامية واسعة لفضح هذه المنظومة».
وأدان أبو زهري ما وصفه «حملة التحريض والكذب التي يمارسها بعض الإعلاميين المصريين ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة»، وشدد على نفي حركته وجود «أي تنقل عبر الحدود خاصة في ظل هدم جميع الأنفاق، ووجود القوات الأمنية الفلسطينية والمصرية على جانبي الحدود».



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.