الجيش اليمني يحبط هجمات حوثية في مأرب

القبائل تستجيب للنفير العام

يمنيون يتبضعون في سوق مفتوحة بصنعاء مع بدء الاستعدادات لاستقبال عيد الفطر (أ.ف.ب)
يمنيون يتبضعون في سوق مفتوحة بصنعاء مع بدء الاستعدادات لاستقبال عيد الفطر (أ.ف.ب)
TT

الجيش اليمني يحبط هجمات حوثية في مأرب

يمنيون يتبضعون في سوق مفتوحة بصنعاء مع بدء الاستعدادات لاستقبال عيد الفطر (أ.ف.ب)
يمنيون يتبضعون في سوق مفتوحة بصنعاء مع بدء الاستعدادات لاستقبال عيد الفطر (أ.ف.ب)

أفادت مصادر عسكرية يمنية بأن قوات الجيش اليمني المسنودة برجال القبائل وطيران تحالف دعم الشرعية أحبطت أمس (الاثنين) هجمات جديدة للميليشيات الحوثية غرب مأب محافظة مأرب، حيث تقود الجماعة الموالية لإيران الهجوم للشهر الرابع على التوالي ضمن مساعيها للسيطرة على المحافظة النفطية التي تعد المعقل الأهم للحكومة الشرعية في شمال البلاد.
هذه التطورات واكبها استجابة القبائل اليمنية في محافظتي مأرب والجوف والمحافظات المجاورة لدعوة النفير التي دعت إليها السلطات المحلية لإسناد قوات الجيش وإلحاق الشبان بالمعسكرات، بحسب ما ذكرته المصادر الرسمية.
وقالت المصادر إن «قبائل دهم من أبناء محافظة الجوف عقدت اجتماعاً موسعاً ضم عدداً من القيادات السياسية والقبلية والشخصيات الاجتماعية استجابة لدعوة النفير العام وإسناد الجيش الوطني في المعركة الوطنية ضد الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانيا».
وأكد محافظ الجوف اللواء أمين العكيمي خلال الاجتماع أن قبائل دهم وأبناء الجوف عامة كانوا سباقين في النفير إلى الجبهات ومواجهة ميليشيات الحوثي الانقلابية منذ تأسيس مطارح دهم ومساندتها لمختلف الجبهات في محافظتي الجوف ومأرب، مشيراً إلى دور قبائل دهم في المعركة الوطنية واستمرارها في التحشيد والإعداد لدعم الجبهات بالمقاتلين تلبية لدعوات النفير العام التي أطلقها محافظ مأرب للدفاع عن الوطن والسعي إلى تحرير مديريات الجوف ومأرب، وما تبقى من محافظات تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية.
في السياق نفسه، نقلت المصادر الرسمية أن محافظ صنعاء اللواء عبد القوي شريف، «دعا أبناء المحافظة (ريف صنعاء) وفي مقدمهم الشبان إلى التفاعل الإيجابي مع حملة التعبئة العامة والإسناد للجيش الوطني في المعركة الوطنية ضد الميليشيات الحوثية ورفد الجبهات بالرجال والأموال والعتاد».
وأوردت وكالة «سبأ» على لسان المحافظ شريف أنه «ثمّن دور أبناء محافظة صنعاء في مقاومة الميليشيات الحوثية الانقلابية ورفض انقلابها الدموي على الدولة والتمسك بالدولة الشرعية منذ الوهلة الأولى من الانقلاب».
وبينما تكثف الميليشيات الحوثية هجماتها خاصة في جبهتي الكسارة والمشجح غرب مأرب، ذكر الإعلام العسكري أن مقاتلات تحالف دعم الشرعية كثفت ضرباتها على مواقع وتجمعات الميليشيات في مديرية صرواح غرب المحافظة.
واستهدفت مقاتلات التحالف، بحسب الموقع الرسمي للجيش، «مواقع وتجمعات الميليشيات، في جبهتي الكسارة، والمشجح وأسفرت عن مصرع وجرح العشرات من عناصر الميليشيات الحوثية، وتدمير آليات قتالية».
وكان المتحدث باسم الجيش اليمني العميد عبده مجلي أفاد في إيجاز لوسائل الإعلام بأن عناصر الجيش حققوا انتصارات في جبهات مأرب وتعز والضالع والجوف وصعدة والبيضاء والحديدة ولحج. وقال إن «جبهات محافظة مأرب، تشهد إسناداً شعبياً متواصلاً لدعم صمود الجيش الوطني والمقاومة الشعبية لاستعادة الدولة والشرعية وإنهاء الانقلاب والإرهاب الحوثي».
وأكد متحدث الجيش اليمني أن القوات المسنودة بالمقاومة الشعبية واصلت «التقدمات وتحقيق المكاسب على الأرض والتصدي لكل التسللات والهجمات الحوثية في جبهات صرواح والكسارة وهيلان والمشجح والمخدرة والجدعان». وتابع قائلاً: «تخسر الميليشيات الحوثية الإرهابية في هذه الجبهات بشكل يومي العشرات من عناصرها، بالإضافة إلى تدمير العديد من الأسلحة والآليات والأطقم والعربات المدرعة وتستعيد قوات الجيش الوطني العديد من الأسلحة والذخائر المتنوعة».
وأفاد مجلي بأن جبهتي الكسارة والمشجح، غرب مأرب تعدان أكثر الجبهات اشتعالاً، حيث خاض فيها الجيش الوطني المعارك العنيفة ضد الميليشيات الحوثية خلال الأيام الماضية وكبّدها خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، كما تم تنفيذ عدد من الكمائن المحكمة استهدف فيها مجموعات من عناصر الميليشيات الحوثية»، حسب تعبيره. وأضاف أن طيران تحالف دعم الشرعية استهدف العربات والأطقم والآليات وتجمعات للميليشيات الحوثية، في مواقع متفرقة أسفر عن تدمير عربات عسكرية ومدرعات كانت تحمل تعزيزات للميليشيات.
وأكد العميد مجلي أن ميليشيات الحوثي «واصلت استهداف المدنيين والنازحين، في محافظة مأرب بالصواريخ الباليستية، كما أن قصفها وقنصها استمر على المدنيين في محافظة الحديدة، ونتج عن القصف والقنص الإرهابي إصابة مدنيين بينهم أطفال ونساء وهي أعمال مدانة وترقى إلى جرائم حرب».
ودفعت الهجمات الحوثية المستمرة للشهر الرابع غرب مأرب، السلطات المحلية في محافظتي مأرب والجوف إلى إعلان النفير العام لإسناد الجيش، حيث دعا محافظ مأرب سلطان العرادة قبل أيام الشبان للدفاع عن مستقبلهم والانخراط في معسكرات التدريب بالجيش الوطني لمواجهة ميليشيات الحوثي التي قال إنها «جاءت بمبادئ مغايرة لمبادئ الشعب اليمني وقيمه وهويته».
وترفض الجماعة الحوثية الحديث عن أي وقف للمعارك في مأرب، بعد أن شدد زعيمها على حسم المعركة هناك تحت مزاعم أنه يريد تحرير المحافظة ممن يصفهم في خطبه بـ«اليهود والنصارى والأميركيين والإسرائيليين». وضاعفت هجمات الجماعة من معاناة النازحين في مأرب والتي تقول الحكومة الشرعية إن بها أكثر من مليوني نازح هربوا من مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية بحثا عن الأمان. وتقدر مصادر ميدانية أن الميليشيات الحوثية خسرت بضعة آلاف من عناصرها في الهجمات الأخيرة التي كثفتها للسيطرة على المحافظة النفطية، إلا أن ذلك لك يمنعها من حشد المزيد من المجندين والدفع بهم إلى خطوط المواجهة.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.