حكومة «الوحدة» الليبية تسلّم الموازنة المعدّلة إلى البرلمان

حكومة «الوحدة» الليبية تسلّم الموازنة المعدّلة إلى البرلمان
TT

حكومة «الوحدة» الليبية تسلّم الموازنة المعدّلة إلى البرلمان

حكومة «الوحدة» الليبية تسلّم الموازنة المعدّلة إلى البرلمان

سلّمت حكومة «الوحدة الوطنية» الليبية، برئاسة عبد الحميد الدبيبة، موازنة الدولة للعام الجاري، بعد تعديلها إلى المستشار عقيلة صالح، رئيس مجلس النواب، وذلك بعد أن رفض المجلس نسختها الأولى.
وقال رئيس البرلمان إنه استقبل بمكتبه في مدينة القبة (شرق)، مساء أول من أمس، وفداً ضم وزراء الخارجية والتخطيط والداخلية، ورئيس شركة الكهرباء، الذين سلموا النسخة الثانية من الموازنة بعد تعديلها، وفقاً لملاحظات مجلس النواب، موضحاً في بيان أنه «ناقش مع الوفد الوزاري الأوضاع في البلاد، وسير عمل الحكومة خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى مشكلة انقطاع التيار الكهربائي».
وكان الدبيبة قد شارك مساء أول من أمس، رفقة عدد من الوزراء مأدبة إفطار في العاصمة طرابلس مع نزلاء ومشرفي مركز الأندلس لتأهيل متعددي الإعاقة، التابع للهيئة العامة لصندوق التضامن الاجتماعي بمنطقة تاجوراء، حيث تعهد بتوفير حكومته كل الإمكانات اللازمة لدعم المركز.
في المقابل، زار محمد المنفي، رئيس المجلس الرئاسي، وعضو المجلس موسى الكوني النصب التذكاري لشيخ الشهداء، عمر المختار، في مسقط رأسه بمنطقة جنزور (شرق).
وظهر المنفي في صور وهو يحمل سلاح المختار، بينما أعرب الكوني عن أمله في أن «ننتصر لإرث هذا البطل، وأن نحمله نقشاً في القلب: ليبيا الموحدة»، وقال: «نريد أن نصنع على خطاه النصر الأكبر، وأن نخمد النيران في بنادقنا، وأن نزف أبناءنا للحياة، لمعارك الإعمار، وبناء ليبيا التي أرادها».
إلى ذلك، كشفت حليمة إبراهيم، وزيرة العدل بحكومة الوحدة، النقاب عن قرب اتخاذ خطوات لإطلاق سراح المعتقلين، وإنهاء السجون الخارجة عن القانون. وأبلغت رئيس بعثة الأمم المتحدة، يان كوبيش، بأنها تولي موضوع حقوق الإنسان أهمية كبرى، مشيرة إلى وجود مجالات كثيرة للعمل المشترك بين الطرفين، وإنهاء حالات الاحتجاز غير القانوني وتفعيل مسار العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية، والعمل المطلوب لإنجاح الاستحقاق الانتخابي نهاية هذا العام. ونوهت الوزيرة إلى أهمية مسار العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية، من خلال إنشاء المفوضية الوطنية للمصالحة، كما عبرت عن تطلعها للعمل مع البعثة الأممية لأجل «تعزيز التعاون الفني، ورفع قدرات أعضاء الهيئات القضائية في مجال الطعون الانتخابية، والإشراف القضائي على الانتخابات».
بدوره، أطلع مصطفى صنع الله، رئيس مؤسسة النفط، كوبيش في اجتماعهما بالعاصمة طرابلس على التحديات التي تواجه القطاع النفطي في ظل تأخر اعتماد الميزانية العامة للبلاد للعام الجاري.
ومن جانبه، دعا كوبيش إلى «استمرار عمليات إنتاج النفط، وتهيئة كافة الظروف الملائمة للقطاع من أجل ضمان استمرار الإنتاج». مشدداً على أن «البعثة الأممية لن تألو جهداً في سبيل دعم المؤسسة الوطنية للنفط، ودعم الاستقرار في ليبيا».
ومن جهة أخرى، أعلنت البحرية الليبية أن عناصر خفر السواحل تمكنوا من «إنقاذ أكثر من 600 مهاجر (غير نظامي) في اليومين الماضيين قبالة الساحل الغربي للبلاد».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.