«أمل» تدعو لالتقاط فرصة التمسك بالمبادرة الفرنسية

TT

«أمل» تدعو لالتقاط فرصة التمسك بالمبادرة الفرنسية

تستمر الدعوات إلى ضرورة الإسراع بتشكيل الحكومة والعودة إلى المبادرة الفرنسية، لا سيما مع الحراك الفرنسي المستجد المتمثل في زيارة وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان إلى بيروت غداً (الأربعاء).
ودعا المكتب السياسي لـ«حركة أمل» التي يرأسها رئيس البرلمان، نبيه بري، أمس (الاثنين)، إلى «ضرورة التقاط فرصة التمسك بالمبادرة الفرنسية وحضور وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت للدفع بها، باعتبارها الخيار الإنقاذي الوحيد المتاح والذي بحال الاستمرار بتعطيله، يُعرّض المزيد من مصالح لبنان وعلاقاته وسمعته الدولية إلى مخاطر جمّة».
ومن المقرر أن يصل وزير الخارجية الفرنسي إلى لبنان غداً للبحث في الأزمة السياسية مع كبار المسؤولين. ووفق مذكرة أرسلتها السفارة الفرنسية؛ طلب لودريان عقد اجتماعات تضمنت لقاء رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري.
ورأى المكتب السياسي لـ«حركة أمل» في بيان، أن «الوقت يضيق أمام أصحاب المناورات وطرح الشروط واستيلاد العوائق والعراقيل، وأن هذا الحراك المستجد يعطي زخماً للمبادرة الفرنسية من أجل الدخول العملي في آلياتها وتنفيذ بنودها؛ وأوّلها تشكيل حكومة مرتكزة على تشكيلة من الاختصاصيين غير الحزبيين لا حسابات معطلة فيها، مهمتها إطلاق ورشة الإصلاح المالي والاقتصادي».
وجدد المكتب السياسي مطالبته المسؤولين المعنيين بـ«إصدار المراسيم اللازمة وإطلاق الإجراءات التنفيذية لإجراء الانتخابات النيابية الفرعية كواجب دستوري مفروض بالنص الواضح، ويعرّض من يتخلف عنه إلى المحاسبة للإخلال بالواجبات الدستورية، وهو أمر يجب أن يكون في أول مهمات حكومة تصريف الأعمال».
بدوره؛ أمل عضو «اللقاء الديمقراطي» (يضمّ نواب «الحزب التقدمي الاشتراكي») النائب نعمة طعمة أن تصل التحركات الدولية تجاه لبنان إلى النتائج المرجوة، آسفاً لـ«فرملة كل المساعي الداخلية في ظل التصلب من هذا الفريق وذاك، ووضع المصالح الشخصية أمام ما تتطلبه المرحلة الراهنة من تنازلات وتضحيات لوقف هذا الانهيار المتمادي اقتصادياً».
ودعا طعمة الجميع إلى «وقفة ضمير، لا سيما أن الناس لن ترحمهم، والجوع بات واقعاً ملموساً، والبطالة مستشرية، والهجرة تتفاعل، والمؤسسات العامة والخاصة تنهار»، متسائلاً «عمّا تبقى ليتمسك البعض بمكاسب وحصص من دون أن يدرك أن الآتي أعظم؛ إذ إن كل المؤشرات والأرقام مقلقة ومخيفة؛ مما يتطلب تسوية عاجلة».
هذا؛ وتمنى شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، الشيخ نعيم حسن، «لو أن المعنيين في البلاد يعملون على قيامة لبنان مما هو فيه من أزمات أثقلت حياة المواطنين في كل المجالات»، مكرراً دعوة المسؤولين إلى «تأليف الحكومة في أسرع وقت بعدما فاق سوء الأوضاع قدرة الناس على أي احتمال».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.