مجلس الأمن يطلب تطبيق «خطة آسيان» في ميانمار

متظاهرون ينظمون مسيرات بعد 3 أشهر من الانقلاب

نظم محتجون يعارضون الحكم العسكري مسيرات أمس السبت في عدة مدن بعد ثلاثة أشهر من انقلاب أنهى التحول الديمقراطي بالبلاد (إ.ب.أ)
نظم محتجون يعارضون الحكم العسكري مسيرات أمس السبت في عدة مدن بعد ثلاثة أشهر من انقلاب أنهى التحول الديمقراطي بالبلاد (إ.ب.أ)
TT

مجلس الأمن يطلب تطبيق «خطة آسيان» في ميانمار

نظم محتجون يعارضون الحكم العسكري مسيرات أمس السبت في عدة مدن بعد ثلاثة أشهر من انقلاب أنهى التحول الديمقراطي بالبلاد (إ.ب.أ)
نظم محتجون يعارضون الحكم العسكري مسيرات أمس السبت في عدة مدن بعد ثلاثة أشهر من انقلاب أنهى التحول الديمقراطي بالبلاد (إ.ب.أ)

دعا مجلس الأمن الدولي بالإجماع إلى تطبيق خطة رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) «وقف فوري للعنف في ميانمار»، فيما نظم محتجون يعارضون الحكم العسكري مسيرات أمس السبت في عدة مدن بعد ثلاثة أشهر من انقلاب أنهى التحول الديمقراطي بالبلاد. وقال المجلس في بيان، تم تخفيف حدته بطلب من الصين وروسيا ووضع بمبادرة من بريطانيا، أنه يجب تنفيذ خطة رابطة آسيان «من دون تأخير». وتنص هذه الخطة أيضاً على تعيين مبعوث من الرابطة.
وبذلك يكون مجلس الأمن الدولي قد تتبنى أربعة بيانات منذ الانقلاب العسكري الذي وقع في الأول من فبراير (شباط). وكل هذه البيانات تم تخفيف حدتها خلال مفاوضات مع الصين. وعقد مجلس الأمن اجتماعه الجمعة بدعوة من فيتنام لعرض نتائج قمة رابطة جنوب شرقي آسيا في إندونيسيا.
ويشجع الإعلان المعتمد على زيارة مبعوثة الأمم المتحدة كريستين شرانر بورغنر إلى ميانمار «في أقرب وقت ممكن». قال دبلوماسيون إن بورغنر التي تقوم بجولة في المنطقة، كررت خلال اجتماع مجلس الأمن، دعوتها إلى موقف دولي جماعي على أمل التأثير على تطور الوضع. وعرضت للمجلس ملخص لقاء طويل عقدته على هامش قمة آسيان مع رئيس المجلس العسكري الجنرال مين أونغ هلاينغ. وقال دبلوماسيون إنها واجهت خلال اللقاء رفضاً جديداً لتوجهها إلى ميانمار. وقد أبلغت مجلس الأمن الجمعة أنها تقدمت الخميس بطلب جديد للذهاب إلى البلاد. وأدت عدة انفجارات صغيرة إلى تفاقم الشعور بالأزمة التي حذرت مبعوثة الأمم المتحدة من أنها قد تؤدي إلى توقف إدارة شؤون الدولة. وبعد اجتماع مغلق الجمعة، تطلب التوصل إلى هذا النص تنازلات من الغربيين لبكين وموسكو اللتين طلبتا حذف عبارة وردت في مسودة النص الأولى التي حصلت عليها وكالة الصحافة الفرنسية. ويعبر مجلس الأمن في هذه المسودة الأولى عن «إدانته بشدة العنف ضد المتظاهرين السلميين»، ويطالب «الجيش بأكبر قدر من ضبط النفس».
وقال دبلوماسي، طلب عدم الكشف عن هويته، إن «ما يجب تجنبه هو خسارة وحدة المجلس إلى درجة شل حركته. هذا يندرج في إطار حساسية العمل وأمر تقدمي جداً»، معترفاً بذلك بضرورة الاستجابة لرغبات الصين الداعمة الأولى لميانمار لإبقائها في إطار التوافق الدولي.
وذكر دبلوماسي أن حكومة بروناي التي تتولى الرئاسة الدورية لرابطة آسيان حالياً، طرحت خلال الاجتماع فكرة زيارة مشتركة لمبعوثة الأمم المتحدة مع نظيرها المقبل في «آسيان» إلى ميانمار. وقالت مبعوثة الأمم المتحدة «تقديراتنا تفيد بأن نحو عشرين ألف شخص نزحوا وحوالي عشرة آلاف فروا إلى الدول المجاورة منذ فبراير»، مؤكدة أن «التداعيات الإقليمية» للوضع «تتطلب تحركاً عاجلاً»، حسب فقرات من خطابها نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية. وأضافت أن «الطموح المشترك للديمقراطية وحد بشكل غير مسبوق شعب ميانمار رغم انقساماته الدينية والعرقية والطائفية». وتابعت أن هذه الوحدة القوية سببت صعوبات غير متوقعة للجيش في ترسيخ سلطته وتحقيق الاستقرار بعد الانقلاب. وجاء هذا الاجتماع بعد ثلاثة أشهر تماماً على وقوع الانقلاب وفرض الإقامة الجبرية على الحاكمة المدنية الفعلية السابقة أونغ سان سو تشي. وقتل نحو 760 مدنياً برصاص الشرطة والجيش في الأشهر الثلاثة الماضية، حسب «جمعية مساعدة السجناء السياسيين». واعترف المجلس العسكري بمقتل 258 شخصاً فقط، ووصف المتظاهرين بـ«مثيري الشغب» المتورطين في «أعمال إرهابية».
ويحاول الجيش التخلص من المعارضة وفرض سلطته على شعب يعارض إلى حد كبير عودة العسكريين للحكم بعد إصلاحات ديمقراطية على مدى عشر سنوات أدت في النهاية إلى انتخاب حكومة مدنية. وسو تشي البالغة من العمر 75 عاماً محتجزة منذ الانقلاب مع كثير من أعضاء حزبها.
وذكرت وسائل إعلام أنه خرجت مظاهرات أيضاً في مدينة ماندالاي، ثاني كبرى المدن في البلاد، وفي بلدة داوي بالجنوب. ولم ترد أنباء عن وقوع أعمال عنف. وقالت وسائل إعلام إن عدة انفجارات صغيرة وقعت في أماكن مختلفة بينها يانغون في وقت متأخر من مساء الجمعة واليوم السبت. ولم ترد أنباء عن سقوط ضحايا، ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجارات.
ولم يرد متحدث باسم المجلس العسكري على مكالمات تطلب التعليق. واتهم الجيش نشطاء مؤيدين للديمقراطية بزرع قنابل أدت لوقوع الانفجارات.


مقالات ذات صلة

المبعوث الأممي يرى «تحديات كثيرة» أمام تحقيق الاستقرار في سوريا

المشرق العربي أشخاص يلوحون بالأعلام السورية خلال مسيرة في السويداء بسوريا في 13 ديسمبر 2024، احتفالاً بانهيار حكم بشار الأسد (أ.ف.ب)

المبعوث الأممي يرى «تحديات كثيرة» أمام تحقيق الاستقرار في سوريا

نقلت متحدثة باسم المبعوث الخاص للأمم المتحدة لسوريا غير بيدرسن عنه قوله، اليوم (الجمعة)، إنه يرى تحديات كثيرة ماثلة أمام تحقيق الاستقرار في سوريا.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي توافد النازحين السوريين إلى معبر المصنع لدخول لبنان (أ.ف.ب)

مليون نازح إضافي في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل

أفادت الأمم المتحدة، الخميس، أن أكثر من مليون شخص، معظمهم نساء وأطفال، نزحوا في الآونة الأخيرة في سوريا منذ بدء هجوم الفصائل المسلحة.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج السفير عبد العزيز الواصل يلقي بياناً أمام الجمعية العامة (وفد السعودية لدى الأمم المتحدة بنيويورك)

السعودية تطالب بوقف النار في غزة ودعم «الأونروا»

طالَبت السعودية، الخميس، بإنهاء إطلاق النار في قطاع غزة، والترحيب بوقفه في لبنان، معبرةً عن إدانتها للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش (أ.ب)

غوتيريش قلق بشأن الضربات الإسرائيلية على سوريا ويدعو للتهدئة

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة قلقه البالغ إزاء «الانتهاكات الواسعة النطاق مؤخراً لأراضي سوريا وسيادتها»، وأكد الحاجة الملحة إلى تهدئة العنف على كل الجبهات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
المشرق العربي تظهر الصورة زنزانة في سجن صيدنايا الذي عُرف بأنه «مسلخ بشري» في عهد نظام الأسد بينما يبحث رجال الإنقاذ السوريون عن أقبية مخفية محتملة في المنشأة في دمشق في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

محققو الأمم المتحدة أعدوا قوائم بآلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا

وضع محققون تابعون للأمم المتحدة قوائم سرية بأربعة آلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا، آملين مع سقوط الرئيس بشار الأسد بضمان المحاسبة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».