الجيش التونسي يتولى إجلاء مصريين من ليبيا

الترحيل يجري بسلاسة وشباب تونسيون يتطوعون بالخدمات

مصريون غادروا ليبيا عبر الحدود التونسية في انتظار نقلهم إلى المطار من منطقة رأس جدير الحدودية أمس (أ.ف.ب)
مصريون غادروا ليبيا عبر الحدود التونسية في انتظار نقلهم إلى المطار من منطقة رأس جدير الحدودية أمس (أ.ف.ب)
TT

الجيش التونسي يتولى إجلاء مصريين من ليبيا

مصريون غادروا ليبيا عبر الحدود التونسية في انتظار نقلهم إلى المطار من منطقة رأس جدير الحدودية أمس (أ.ف.ب)
مصريون غادروا ليبيا عبر الحدود التونسية في انتظار نقلهم إلى المطار من منطقة رأس جدير الحدودية أمس (أ.ف.ب)

بدأ أمس على مستوى المعبر الحدودي برأس جدير استقبال الدفعة الأولى من المصريين العالقين في ليبيا، ووصل منذ الساعات الأولى من صباح أمس نحو 183 مصريا إلى المعبر على أن تقلهم حافلات خاصة إلى مطار جربة جرجيس الواقع على بعد 150 كلم من الحدود التونسية الليبية. وتسعى السلطات التونسية إلى تفادي تعطيل الرعايا المصريين من قبل محتجين معتصمين على الطريق الرابط بين مدينة بن قردان والمعبر الحدودي رأس جدير.
ونصبت مجموعة من الشباب المحتج المطالب بالتنمية والتشغيل في الاتجاهين بين تونس وليبيا، خيمة على الطريق المؤدي إلى مطار جربة حيث ينتظر إجلاء المصريين على دفعات متتالية في اتجاه القاهرة. وقال محسن لشيهب رئيس المكتب المحلي للشغل في بن قردان في تصريح إعلامي إن المحتجين لن يتعرضوا إلى إخوانهم المصريين وإن عملية مرورهم ستجري بسلاسة حتى لا تتعكر أوضاعهم الإنسانية أكثر على حد تعبيره.
وفي هذا الشأن، قال بلحسن الوسلاتي المتحدث باسم وزارة الدفاع التونسية لـ«الشرق الأوسط» إن المؤسسة العسكرية التونسية هي التي ستتولى بصفة مباشرة تأمين خروج المصريين في اتجاه مطار جربة من المعبر الحدودي راس جدير بالتنسيق مع الوحدات الأمنية.
وأضاف أن الوحدات الأمنية التونسية لا تزال بصدد التفاوض مع المحتجين المعتصمين على الطريق الرابط بين منطقتي بن قردان وراس جدير حتى لا تتعرض الحافلات المقلة للرعايا المصريين إلى التعطيل. ومن المنتظر أن تخصص تونس مطارات جربة وقابس وتوزر الواقعة في الجنوب التونسي لترحيل المصريين المحاصرين في الأراضي الليبية. يذكر أن تونس قدمت المساعدة للسلطات المصرية خلال شهر أغسطس (آب) من سنة 2014 لإجلاء نحو 15 ألف مصري من الأراضي الليبية بعد تدهور الأوضاع الأمنية وامتداد رقعة الاشتباكات المسلحة.
وتتوقع مصادر أمنية أن يعبر عدد كبير من المصريين إلى تونس عبر المعبر الحدودي رأس جدير. وكانت السلطات التونسية قررت أن يكون المعبر الوحيد الذي سيستقبل المصريين الفارين من تدهور الأوضاع الأمنية في ليبيا لقربه من المطارات التونسية الثلاثة المعدة لإجلاء المرحلين من ليبيا. وعبرت السلطات التونسية عن خشيتها من تحول الاعتصام الاحتجاجي المنفذ على طريق بن قردان - رأس جدير إلى حاجز يقف أمام عبور المصريين بسلاسة في اتجاه مطار جزيرة جربة وهو ما قد يعطل عملية إجلائهم في حال ربط المحتجون بين السماح للحافلات بالمرور واشتراط الاستجابة لمطالبهم الاجتماعية والاقتصادية.
وفي نفس السياق، صرح محمد نبهان إعلامي بإذاعة تطاوين جنوب تونس لـ«الشرق الأوسط» بأن عملية الترحيل جرت بسلاسة وأن المعتصمين على طريق بن قردان – رأس جدير استقبلوهم بحفاوة وقدموا لهم الغذاء والماء. وأشار إلى أن الشباب المعتصم ناقش المسألة قبل ساعات من وصول المصريين إلى خيمة الاعتصام واتخذوا قرارا ملزما للجميع بالسماح بمرور الحافلات المقلة للمصريين. وأفاد أن التوقعات بوصول مرحلين جدد تبقى واردة خلال الساعات المقبلة.
وفي هذا الشأن، قالت شعلاء المجعي (ناشطة حقوقية) لـ«الشرق الأوسط» إن السلطات المحلية في الجنوب الشرقي التونسي على أهبة الاستعداد لاستقبال المصريين المرحلين إلى تونس وتوقعت من ناحيتها أن يتكرر الازدحام الذي عرفه المعبر الحدودي رأس جدير في حال اتخاذ قرار من جانب الرعايا المصريين بالالتزام بمغادرة التراب الليبي في غضون 48 ساعة وفق الإمهال الصادر عن كتائب فجر ليبيا.
وأشارت إلى أن المنظمات الحقوقية المحلية والدولية الناشطة في تونس قد استعدت بشكل جيد لتجاوز أخطاء الصائفة الماضية وقد أعدت لهذا الغرض كل الظروف الملائمة لمساعدة الإخوة المصريين على الخروج الآمن من أتون الحرب في ليبيا.
وكان أيمن مشرفة السفير المصري بتونس أكد في تصريح إعلامي عقب لقائه محمد ناجم الغرسلي وزير الداخلية التونسية أن السلطات في تونس قد عبرت عن استعدادها الكامل لمساعدة المصريين على الخروج من ليبيا.
يذكر أن تونس قدمت المساعدة للسلطات المصرية خلال شهر أغسطس من سنة 2014 على إجلاء نحو 15 ألف مصري من الأراضي الليبية بعد تدهور الأوضاع الأمنية وامتداد رقعة الاشتباكات المسلحة.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.