محامية الفواز: رجل بن لادن عارض دعوات {القاعدة} للعنف

في ختام محاكمته أمام محكمة مانهاتن الفيدرالية

رسم تخيلي لخالد الفواز في قاعة المحكمة (ا.ف.ب)
رسم تخيلي لخالد الفواز في قاعة المحكمة (ا.ف.ب)
TT

محامية الفواز: رجل بن لادن عارض دعوات {القاعدة} للعنف

رسم تخيلي لخالد الفواز في قاعة المحكمة (ا.ف.ب)
رسم تخيلي لخالد الفواز في قاعة المحكمة (ا.ف.ب)

جادلت محامية رجل سعودي يتهمه ممثلو ادعاء أميركيون بالعمل مساعدا لأسامة بن لادن في ختام محاكمته أول من أمس بأنه معارض مسالم نأى بنفسه عن دعوات زعيم القاعدة إلى العنف.
ووجهت إلى خالد الفواز اتهامات بالمشاركة في بضع مؤامرات لـ«القاعدة» بما في ذلك مؤامرة نتج عنها تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا في 1998 مما أسفر عن مقتل 224 شخصا لكنه غير متهم بتخطيط الهجمات.
وطلب الادعاء الأميركي من هيئة محلفين إدانة المتهم بالتآمر مع تنظيم القاعدة في التسعينات زاعما أنه أدار معسكرا للتدريب في أفغانستان ثم أصبح عميل زعيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن في العاصمة البريطانية لندن.
وقرب نهاية محاكمة استمرت شهرا لخالد الفواز أبلغ «شون باكلي» مساعد الادعاء هيئة المحلفين في ختام مرافعته أنهم اطلعوا على ما يكفي من أدلة لإدانة الفواز بأربع تهم متعلقة بالإرهاب.
وقالت الحكومة الأميركية بأنه قدم دعما مهما سهل المؤامرة مثل إرسال معدات إلى أعضاء بـ«القاعدة». وأبلغت محامية الدفاع بوبي شتيرنهايم المحلفين في محكمة اتحادية في مانهاتن أن الحكومة تحاول جعل الفواز مذنبا بالانتساب.
وأضافت قائلة في مرافعتها الأخيرة في المحاكمة التي بدأت قبل شهر: هذه المحاكمة تبدو كأنها الولايات المتحدة ضد أسامة بن لادن. وقالت شتيرنهايم بأن الفواز منشق عمل مع بن لادن لكنه ابتعد عنه عندما أعلن زعيم القاعدة الحرب على الولايات المتحدة.
واتهم ممثل الادعاء شون باكلي في ختام مرافعته يومي الثلاثاء والأربعاء الفواز بأنه عمل لسنوات كأحد أكثر المساعدين الذين وثق بهم بن لادن وساعده في نشر تهديدات ضد مدنيين أميركيين. وقال باكلي: «خالد الفواز فعل كل ما كانت (القاعدة) تطلبه منه»، ووصفه بأنه كان رجل بن لادن في لندن.
واعتقل الفواز، 52 عاما، في لندن في 1998 ونقل إلى الولايات المتحدة في 2012 بعد معركة قضائية طويلة لتسليمه. ومن المتوقع أن تبدأ هيئة المحلفين مداولاتها يوم الاثنين. وإذا أدين الفواز فإنه يواجه عقوبة تصل إلى السجن مدى الحياة.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».