شباب المسرح والموسيقى يقتفون أثر المتنبي في «إثراء للشعر العربي»

أبيات الشعر متضافرة مع فن الخط
أبيات الشعر متضافرة مع فن الخط
TT

شباب المسرح والموسيقى يقتفون أثر المتنبي في «إثراء للشعر العربي»

أبيات الشعر متضافرة مع فن الخط
أبيات الشعر متضافرة مع فن الخط

يُنّظم مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) برنامج «إثراء للشعر العربي»، وهو عبارة عن سلسلة من الفعاليات والبرامج المتنوعة التي تهدف إلى الاحتفاء بفنّ الشعر العربي والمعاصر، وذلك من خلال التعبير بمظاهر الهوية اللغوية والثقافية، وتسليط الضوء على إثراء الشعر ودعم المحتوى العربي، إلى جانب التعريف بأصول الشعر العربي للأطفال، وتعزيز الرابط بين الشعر العربي والفنون الأخرى، كالمسرح والموسيقى. وانطلق البرنامج، منتصف الشهر الحالي، ويستمر حتى 21 مارس (آذار) 2022.
ويأتي برنامج «إثراء للشعر العربي»؛ بهدف تكريم الشعر والشعراء، وإحياء التقليد الشفهي للأمسيات الشعرية، حيث سيلقى الحفل بعرض سيرة شعرية لأبي الطيب المتنبي؛ تعزيزاً للتبادل الثقافي المرتكز على أفضل الممارسات الحديثة، إضافة إلى إحداث نقلة نوعية في الفكر الثقافي، ومواكبة التنمية الإبداعية، وتحقيق التنمية المستدامة القائمة على القواعد الراسخة من القيم الإنسانية. وتتضمن الفعاليات المصاحبة للبرنامج؛ استثمار أعمدة الشعر في مكتبة «إثراء» عبر تقديم ممثل شاعر أمام إحدى أعمدة الشعر التي نُقش عليها أبيات لـ51 شاعراً عربياً من مختلف العصور والأزمان، ثم يلقي الممثل على الحضور قصائد للشاعر المنقوشة أبياته ويحدثهم عن حياته، كما شهد البرنامج 3 جلسات ثقافية متخصصة بالشعر العربي وتجلياته في الثقافة العربية، في حين يطلق المركز سلسلة شهرية لأمسيات شعرية لشعراء وشاعرات من مختلف مناطق المملكة من خلال سلسلة ابن المقرب.
وستلهم برامج «إثراء للشعر العربي» روّادها الصغار من سن 8 إلى 16 عاماً، عبر تقديم طابع تعليمي متميز متثمل في استكشاف الشعر العربي من خلال سلسلة من أرجوزة مثلث قطرب القائمة على اختلاف المعنى في الكلمة العربية مع تغير التشكيل في مبتدأ الكلمة، وتنسيقها من قبل الأطفال.
وتتضمن الفعاليات على مجموعة من البرامج تشمل «العروض المسرحية» تحت شعار «أصوات»، والتي تمزج بين الموسيقى والشعر والأداء الجسدي، حيث ستكون بصحبه فرقة موسيقية تعزف أبهى ألحان السيرة الشعرية لأبي الطيب المتنبي، التي تتمازج مع أنغام الموسيقى.



حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
TT

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)
نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)

سادت حالة من الحزن في الوسطين الفني والرسمي المصري، إثر الإعلان عن وفاة الفنان نبيل الحلفاوي، ظهر الأحد، عن عمر ناهز 77 عاماً، بعد مسيرة فنية حافلة، قدّم خلالها كثيراً من الأدوار المميزة في الدراما التلفزيونية والسينما.

وكان الحلفاوي قد نُقل إلى غرفة العناية المركزة في أحد المستشفيات، الثلاثاء الماضي، إثر تعرضه لوعكة صحية مفاجئة، وهو ما أشعل حالة من الدّعم والتضامن معه، عبر جميع منصات التواصل الاجتماعي.

ونعى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي الفنان الراحل، وقال في بيان: «كان الفقيد قامة فنية شامخة؛ إذ قدّم عبر سنوات إبداعه الطويلة أعمالاً فنية جادة، وساهم في تجسيد بطولات وطنية عظيمة، وتخليد شخوص مصرية حقيقية خالصة، وتظلّ أعماله ماثلة في وجدان المُشاهد المصري والعربي».

الفنان الراحل نبيل الحلفاوي (حسابه على «إكس»)

وعبّر عددٌ من الفنانين والمشاهير عن صدمتهم من رحيل الحلفاوي. منهم الفنانة بشرى: «سنفتقدك جداً أيها المحترم المثقف الأستاذ»، مضيفة في منشور عبر «إنستغرام»: «هتوحشنا مواقفك اللي هتفضل محفورة في الذاكرة والتاريخ، الوداع لرجل نادرٍ في هذا الزمان».

وكتبت الفنانة حنان مطاوع: «رحل واحدٌ من أحب وأغلى الناس على قلبي، ربنا يرحمه ويصبّر قلب خالد ووليد وكل محبيه»، مرفقة التعليق بصورة تجمعها به عبر صفحتها على «إنستغرام».

الراحل مع أحفاده (حسابه على «إكس»)

وعدّ الناقد الفني طارق الشناوي الفنان الراحل بأنه «استعاد حضوره المكثف لدى الأجيال الجديدة من خلال منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتاد أن يتصدّر الترند في الكرة والسياسة والفن»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «الحلفاوي رغم موهبته اللافتة المدهشة وتربيته الفنية الرّاسخة من خلال المعهد العالي للفنون المسرحية، لم يُحقّق نجوميةَ الصف الأول أو البطل المطلق».

وعبر منصة «إكس»، علّق الإعلامي اللبناني نيشان قائلاً: «وداعاً للقدير نبيل الحلفاوي. أثرى الشاشة برقِي ودمَغ في قلوبنا. فقدنا قامة فنية مصرية عربية عظيمة».

ووصف الناقد الفني محمد عبد الرحمن الفنان الراحل بأنه «صاحب بصمة خاصة، عنوانها (السهل الممتنع) عبر أدوار أيقونية عدّة، خصوصاً على مستوى المسلسلات التلفزيونية التي برع في كثير منها»، لافتاً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «السينما خسرت الحلفاوي ولم تستفِد من موهبته الفذّة إلا في أعمال قليلة، أبرزها فيلم (الطريق إلى إيلات)».

حنان مطاوع مع الحلفاوي (حسابها على «إنستغرام»)

وُلد نبيل الحلفاوي في حي السيدة زينب الشعبي عام 1947، وفور تخرجه في كلية التجارة التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية الذي تخرج فيه عام 1970، ومن ثَمّ اتجه لاحقاً إلى التلفزيون، وقدّم أول أعماله من خلال المسلسل الديني الشهير «لا إله إلا الله» عام 1980.

ومن أبرز أعمال الحلفاوي «رأفت الهجان» عام 1990 الذي اشتهر فيه بشخصية ضابط المخابرات المصري «نديم قلب الأسد» التي جسدها بأداءٍ يجمع بين النبرة الهادئة والصّرامة والجدية المخيفة، بجانب مسلسل «غوايش» و«الزيني بركات» 1995، و«زيزينيا» 1997، و«دهشة» 2014، و«ونوس» 2016.

مع الراحل سعد أردش (حسابه على «إكس»)

وتُعدّ تجربته في فيلم «الطريق إلى إيلات» إنتاج 1994 الأشهر في مسيرته السينمائية، التي جسّد فيها دور قبطانٍ بحريّ في الجيش المصري «العقيد محمود» إبان «حرب الاستنزاف» بين مصر وإسرائيل.

وبسبب شهرة هذا الدور، أطلق عليه كثيرون لقب «قبطان تويتر» نظراً لنشاطه المكثف عبر موقع «إكس»، الذي عوّض غيابه عن الأضواء في السنوات الأخيرة، وتميّز فيه بدفاعه المستميت عن النادي الأهلي المصري، حتى إن البعض أطلق عليه «كبير مشجعي الأهلاوية».

نبيل الحلفاوي (حسابه على «إكس»)

ووفق الناقد محمود عبد الشكور، فإن «مسيرة الحلفاوي اتّسمت بالجمع بين الموهبة والثقافة، مع دقة الاختيارات، وعدم اللهاث وراءَ أي دور لمجرد وجوده، وهو ما جعله يتميّز في الأدوار الوطنية وأدوار الشّر على حد سواء»، مشيراً في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «لم يَنل ما يستحق على مستوى التكريم الرسمي، لكن رصيده من المحبة في قلوب الملايين من جميع الأجيال ومن المحيط إلى الخليج هو التعويض الأجمل عن التكريم الرسمي»، وفق تعبيره.