«النواب» المغربي يناقش «تقنين زراعة القنب الهندي»

رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني (ماب)
رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني (ماب)
TT

«النواب» المغربي يناقش «تقنين زراعة القنب الهندي»

رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني (ماب)
رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني (ماب)

شرعت لجنة الداخلية بمجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى في البرلمان)، أمس، في مناقشة مشروع القانون المثير للجدل حول الاستعمالات المشروعة للقنب الهندي، بحضور وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت.
ودعا مصطفى الإبراهيمي، رئيس الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية (مرجعية إسلامية)، إلى اعتماد «مقاربة تشاركية» خلال مناقشة المشروع تضمن لكل المتدخلين من أحزاب سياسية وبرلمان، ومؤسسات دستورية، وجماعات ترابية (بلديات)، ومجتمع مدني بالمنطقة المعنية تحقيق التوافق من خلال نقاش عمومي حوله.
وانتقد النائب الإبراهيمي الزج بهذا المشروع في سياق تجاذبات انتخابية، معتبراً أن طرح هذا الموضوع عشية الانتخابات يثير تساؤلات. وتساءل عن سبب الاستعجال في طرح هذا المشروع، الذي «بقدر ما يحمل من رهانات محتملة اقتصادية واجتماعية، فإنه تحفه مخاطر توسع مناطق زراعة الكيف والاتجار في المخدرات؟».
من جهته، ذكر رئيس الفريق النيابي لـ«العدالة والتنمية» بأنه طالب بأن يدلي المجلس الوطني لحقوق الإنسان، (مؤسسة دستورية) برأيه في الموضوع، لأن هذا المشروع «لا يجيب على الإشكال الأمني والمتابعات القضائية»، حسب قوله، والتي بلغت حسب تصريح وزير العدل 58 ألف حالة متابعة في المنطقة، كما أن 25 في المائة من مرتادي السجون على الصعيد الوطني سببهم جرائم المخدرات. كما طالب بأن يكون للمجلس الاقتصادي والاجتماعي (مؤسسة دستورية) رأيه في الموضوع.
من جانبه، دافع نور الدين مضيان، رئيس الفريق النيابي لحزب الاستقلال عن المشروع، معتبراً أنه «يفتح الباب لتنمية المناطق الفقيرة في الشمال»، التي عرفت منذ سنوات بزراعة القنب الهندي. وعبر مضيان، الذي يتحدر من منطقة الحسيمة المعروفة بزراعة هذه النبتة، عن سعادته لمصادقة الحكومة على المشروع، وإحالته على مجلس النواب، وقال: «أنا سعيد جداً بهذه اللحظة التاريخية التي انتظرتها لمدة»، مشيراً إلى أنه بعد مصادقة البرلمان على المشروع «يمكن للمزارعين زراعة الكيف برأس مرفوع».
وأشار مضيان إلى ما يعيشه السكان في مناطق الشمال من ملاحقات بسبب هذه الزراعة، مذكراً بأن آلاف المزارعين متابعون قضائياً بسبب زراعة القنب الهندي، ويعيشون «حالة من الخوف» بسبب هذه الزراعة، معبراً عن أمله في أن يحل القانون مشاكل هؤلاء السكان.
كما أوضح مضيان بأن مناطق زراعة القنب الهندي في الشمال بقيت مهمشة لسنوات، لأن الناس هناك لا يطالبون بحقوقهم في مجال الصحة والتعليم والطرق. ودعا إلى توسيع المشاورات حول المشروع مع المزارعين.
وبخصوص المشاريع الاقتصادية التي يمكن إنشاؤها بسبب تقنين زارعة القنب الهندي، دعا مضيان إلى توطينها في المناطق التي تعرف هذه الزراعة، وليس في مدن أخرى حتى يستفيد منها السكان من حيث التشغيل، إضافة إلى دعوته لأن تخصص الشركات، التي ستشتغل في هذا المجال، نسبة معينة من أرباحها لتنمية المناطق التي تعرف هذه الزراعة.
ويعرف المغرب زراعة 47 ألف هكتار من الأراضي بالقنب الهندي في مناطق الشمال، وتسعى الحكومة إلى تقنين هذه الزراعة لتوجيهها لأغراض طبية وصناعية، خاصة بعد التحول في الموقف الدولي من هذه النبتة، بإخراجها من لائحة النباتات المخدرة الخطيرة من طرف لجنة المخدرات بالأمم المتحدة.



سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
TT

سكان العراق أكثر من 45 مليون نسمة... نصفهم من النساء وثلثهم تحت 15 عاماً

عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)
عراقيات في معرض الكتاب ببغداد (أ.ب)

يزيد عدد سكان العراق على 45 مليون نسمة، نحو نصفهم من النساء، وثلثهم تقل أعمارهم عن 15 عاماً، وفق ما أعلن رئيس الحكومة، محمد شياع السوداني، اليوم (الاثنين)، حسب الأرقام غير النهائية لتعداد شامل هو الأول منذ عقود.

وأجرى العراق الأسبوع الماضي تعداداً شاملاً للسكان والمساكن على كامل أراضيه لأول مرة منذ 1987، بعدما حالت دون ذلك حروب وخلافات سياسية شهدها البلد متعدد العرقيات والطوائف.

وقال السوداني، في مؤتمر صحافي: «بلغ عدد سكان العراق 45 مليوناً و407 آلاف و895 نسمة؛ من ضمنهم الأجانب واللاجئون».

ونوّه بأن «الأسر التي ترأسها النساء تشكّل 11.33 في المائة» بالبلد المحافظ، حيث بلغ «عدد الإناث 22 مليوناً و623 ألفاً و833 بنسبة 49.8 في المائة» وفق النتائج الأولية للتعداد.

ووفق تعداد عام 1987، كان عدد سكان العراق يناهز 18 مليون نسمة.

وشمل تعداد السنة الحالية المحافظات العراقية الـ18، بعدما استثنى تعداد أُجري في 1997، المحافظات الثلاث التي تشكل إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي منذ 1991.

وأعلن الإقليم من جهته الاثنين أن عدد سكانه تخطى 6.3 مليون نسمة؛ من بينهم الأجانب، طبقاً للنتائج الأولية، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأرجئ التعداد السكاني مرات عدة بسبب خلافات سياسية في العراق الذي شهد نزاعات وحروباً؛ بينها حرب ما بعد الغزو الأميركي في 2003، وسيطرة تنظيم «داعش» في 2014 على أجزاء واسعة منه.

ولفت السوداني إلى أن نسبة السكان «في سنّ العمل» الذين تتراوح أعمارهم بين «15 و64 سنة بلغت 60.2 في المائة»، مؤكداً «دخول العراق مرحلة الهبّة الديموغرافية».

وأشار إلى أن نسبة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عاماً تبلغ 36.1 في المائة، فيما يبلغ «متوسط حجم الأسرة في العراق 5.3 فرد».

وأكّد السوداني أن «هذه النتائج أولية، وسوف تكون هناك نتائج نهائية بعد إكمال باقي عمليات» التعداد والإحصاء النوعي لخصائص السكان.

وأظهرت نتائج التعداد أن معدّل النمو السنوي السكاني يبلغ حالياً 2.3 في المائة؛ وذلك «نتيجة لتغيّر أنماط الخصوبة في العراق»، وفق ما قال مستشار صندوق الأمم المتحدة للسكان في العراق، مهدي العلاق، خلال المؤتمر الصحافي.