كيري يواجه اتهامات بـ«الخيانة العظمى» بعد شهادة ظريف عن الغارات الإسرائيلية

يواجه المبعوث الأميركي الخاص للمناخ، ووزير الخارجية الأسبق جون كيري موجة من الانتقادات بعد تسريب «شهادة» وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، كشف فيها عن تلقي بلاغات من نظيره الأميركي بمعلومات حساسة حول عمليات إسرائيلية ضد إيران في سوريا.
ودعا نواب جمهوريون كيري إلى تقديم استقالته فوراً، معتبرين ما جرى هو بمثابة «خيانة وطنية عظمى». وردت هذه الاتهامات على لسان السيناتور الجمهوري دان سوليفان الذي قال: «الكثيرون يتحدثون عن الخيانة، وأنا لا أحب استعمال هذه الكلمة باستخفاف. كيري يقوم بالكثير من الأمور التي لا أتحملها. لكن هذه المرة هي بالنسبة لي كانت القشة التي قصمت ظهر البعير».
واعتبرت السيناتورة الجمهورية مارشا بلاكبيرن أن هناك ضرورة ماسة لفتح تحقيق في الكونغرس بهذه التصريحات، وقالت في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»: «هذا أمر يستحق تحقيقاً في مجلس الشيوخ، وإذا ثبتت صحة التصريحات فعلى جون كيري الاستقالة».
واتهمت بلاكبيرن، كيري بتعريض حياة القوات الأميركية للخطر من خلال تصريحاته هذه، ولاحظت أن «هذا موضوع جدي. فهو شخص خدم الولايات المتحدة في أعلى المناصب ولديه معلومات حساسة عندما كان عضواً في مجلس الشيوخ ووزيراً للخارجية، وهو علم ما كان يحصل على الصعيدين العسكري والدبلوماسي. وفي حال أعطى هذه المعلومات لعدو لنا فهذا أمر مقلق للغاية بالنسبة لي».
وفي هذا الإطار، دعا بعض المشرعين الرئيس الأميركي جو بايدن إلى تجميد التصريح الأمني الذي يتمتع به كيري بصفته مبعوثاً للمناخ الذي يخوله الاطلاع على معلومات سرية، إلى أن يتم التحقق من صحة الادعاءات. ووصف السيناتور الجمهوري ميت رومني الادعاءات بالمقلقة للغاية، مضيفاً: «يجب أن تكون هناك شفافية تامة لفهم ماذا جرى، ومن قام بذلك، وما هو الهدف من ورائه وثم المحاسبة». وأضاف: «لدينا تسجيل من قبل مسؤول إيراني وهذا يجب النظر فيه والتحقق من صحته».
من جانبه، اتهم النائب الجمهوري مايك غالاهار كيري بتسريب معلومات حساسة، فقال: «من المثير للغضب أن يسرب أي دبلوماسي أميركي حالي أو سابق معلومات استخباراتية لبلد يرعى الإرهاب على حساب أحد أقرب حلفائنا». وشدد السيناتور الجمهوري تود يونغ على هذه النقطة فقال: «لا نريد لمبعوث المناخ الأميركي أن يهدد من مصلحة أقرب حلفائنا في المنطقة»، داعياً كيري إلى توضيح ما جرى بسرعة.
وهذا ما جرى بالفعل، إذ غرّد كيري نافياً التقارير بحزم فكتب: «أستطيع أن أؤكد لكم أن هذا التقرير وهذه الادعاءات خاطئة تماماً. هذا لم يحصل أبداً عندما كنت وزيراً للخارجية أو بعد ذلك». وبذلك، نفى كيري أن يكون قد شارك هذه المعلومات الحساسة مع نظيره الإيراني السابق خلال دوره كمفاوض أساسي للتوصل إلى الاتفاق النووي مع إيران، ولا خلال فترة لقائه مع ظريف بصفة شخصية خلال عهد الرئيس السابق دونالد ترمب.
من جهته، تطرق المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، إلى هذه الادعاءات بطريقة غير مباشرة، وقال إن «المعلومات المتداولة بشأن الهجمات الإسرائيلية لم تكن سرية». وأضاف: «هذا لم يكن سراً، والحكومات التي كانت مشاركة في ذلك تحدثت عن الأمر بشكل علني». وذلك في إشارة إلى إسرائيل التي تحدثت علناً عن استهداف مواقف إيرانية في سوريا 200 مرة على الأقل.
هذا واغتنم بعض الجمهوريين هذه الفرصة للإشارة إلى ضرورة الحفاظ على العقوبات الأميركية على طهران، وقال زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل: «نعلم أن التنازلات المسبقة لإيران لن تؤمن اتفاقاً أفضل أو تجعل من أميركا وحلفائها أكثر أمناً».
وفيما اقتصرت المواقف الجمهورية من المحافظين على انتقاد كيري بشكل مباشر، ودعوته للاستقالة، دعا بعض الصقور إلى توخي الحذر والتدقيق بصحة الادعاءات. قال السيناتور ليندسي غراهام: «لا أعلم إذا كنت أستطيع أن أثق بالتسريب. إذا كان صحيحاً فهو مضر للغاية»، وتابع: «أنا أحب جون كيري، لكن ما جرى في حال صحته لا يساعده بأي شكل من الأشكال وسيشكل مشكلة كبيرة له. لننتظر ونرى مدى صحة التسريبات».
وفي وقت سابق، علق وزير الخارجية مايك بومبيو على التسريبات عبر «تويتر»، وقال: «إنها تثبت ما قلته لأعوام: ظريف استمر في التواصل مع وزير الخارجية السابق كيري بشأن ملفات سياسية بعد مغادرة كيري لمنصبه - وبحسب ظريف فإن كيري أبلغ الإيرانيين بالعمليات الإسرائيلية»، وحذر وزير الخارجية السابق: «قبل أن نتوصل إلى اتفاق يخفف من أمن الولايات المتحدة سيكون من الجيد أن نعلم طبيعة التواصل والاتفاق بين الرجلين».