انتكاسة أتلتيكو تمنح برشلونة فرصة اعتلاء القمة الإسبانية

مارتينيز لاعب بلباو (في المنتصف) يقفز ليسدد برأسه مسجلاً هدف الفوز في مرمى أتلتيكو (رويترز)
مارتينيز لاعب بلباو (في المنتصف) يقفز ليسدد برأسه مسجلاً هدف الفوز في مرمى أتلتيكو (رويترز)
TT

انتكاسة أتلتيكو تمنح برشلونة فرصة اعتلاء القمة الإسبانية

مارتينيز لاعب بلباو (في المنتصف) يقفز ليسدد برأسه مسجلاً هدف الفوز في مرمى أتلتيكو (رويترز)
مارتينيز لاعب بلباو (في المنتصف) يقفز ليسدد برأسه مسجلاً هدف الفوز في مرمى أتلتيكو (رويترز)

الانتكاسة الكبيرة التي تعرض لها أتلتيكو مدريد بخسارته المفاجئة 1 - 2 أمام مضيفه أتلتيك بلباو في المرحلة الثانية والثلاثين من الدوري الإسباني لكرة القدم، فتحت الطريق أمام برشلونة لاعتلاء الصدارة حال فوزه في المباراة المؤجلة مع غرناطة الخميس.
وكان ريال مدريد منح فرصة على طبق من ذهب لأتلتيكو للانفراد بالقمة عندما تعادل مع ريال بيتيس سلباً السبت، لكن فريق المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني رفض الهدية وسقط أمام بلباو ليصبح حلم التتويج باللقب في مهب الريح.
ويدرك أتلتيكو تماماً أن الخسارة كبّدته الكثير في مشوار المنافسة، لا سيما بعدما أهدر تقدماً بأكثر من عشر نقاط في صدارة الترتيب بعد سلسلة نتائج متواضعة، إذ لم يحقق سوى انتصارين في آخر خمس مباريات.
وبقي أتلتيكو في الصدارة برصيد 73 نقطة متقدماً بفارق نقطتين عن ريال مدريد الثاني وبرشلونة الثالث المتساويين نقاطاً، إلا أن العملاق الكاتالوني يملك مباراة مؤجلة أمام غرناطة، وبالتالي سيخطف الصدارة في حال فوزه بها الخميس، ويصبح مصيره بين يديه لا سيما أنه يلتقي أتلتيكو في المرحلة الـ35.
وافتتح بلباو التسجيل مبكراً، وتحديداً في الدقيقة الثامنة، عن طريق أليكس بيرينغير برأسية رائعة، وأدرك أتلتيكو التعادل في الشوط الثاني عن طريق قلب الدفاع المونتينيغري ستيفان سافيتش في الدقيقة الـ77 برأسية خدعت الحارس، لكن أسود الباسك لم يكلّوا، وأصروا على الخروج بالنقاط الثلاث حينما ارتقى إينيغو مارتينيز ليقابل كرة ثابتة برأسية أيضاً أعلن فيها عن هدف الفوز لبلباو في الدقيقة الـ86.
وأشار سيميوني إلى أن فريقه ما زال يحتفظ بأمل الفوز بالدوري والأمور بيد اللاعبين، حال انتصارهم بالمباريات المقبلة كافة. وقال مدرب اتلتيكو «الصراع أصبح أصعب، والفريق الأقوى ذهنياً هو من سيحسم اللقب». وأضاف «لم نلعب بالطريقة التي نريدها أمام بلباو في الشوط الأول، وكان الشوط الثاني مختلفاً تماماً، أصبحت الطريق للقب صعبة، لكن الفريق الذي سيسيطر على توازن مشاعره وتركيزه بشكل أفضل هو من سيملك الفرصة الأكبر للتتويج».
وسيلعب أتلتيكو مع التشي في الجولة المقبلة قبل أن يواجه برشلونة في مباراة حاسمة، ثم يستضيف ريال سوسيداد وأوساسونا، قبل أن يواجه ريال بلد الوليد.
وعلق سيميوني «لا نزال نعتمد على أنفسنا، سيتوقف الأمر على مدى القوة الذهنية ومدى الإصرار المتوفر في المباريات الخمس المتبقية».
في المقابل، انتعشت آمال برشلونة في التتويج بلقب الدوري بعد انتصاره الثمين على فياريال 2 - 1 بثنائية الفرنسي أنطوان غريزمان. وبعد خسارته الكلاسيكو في الدوري، انتفض برشلونة بتحقيقه لقب كأس الملك للمرة الـ31 في تاريخه، وعاد ليشدد الخناق على قطبي العاصمة، مبقياً على آماله بتحقيق ثنائية الكأس والدوري.
وقال الهولندي رونالد كومان مدرب برشلونة «اللاعبون متعطشون للفوز بلقب آخر، الدوري بات أقرب، لا أعرف كم هو أقرب، لكنه قريب. نحن في الطريق الصحيحة، وفي حال فزنا بالمباريات الست المتبقية، سنكون أبطالاً».



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».