الأردن يبحث «قرارات عاجلة» لتخفيف الإغلاق

الحكومة تضع عودة صلاة التراويح على رأس أولوياتها

تطعيم لاجئ فلسطيني في مخيم البقعة قرب عمان (رويترز)
تطعيم لاجئ فلسطيني في مخيم البقعة قرب عمان (رويترز)
TT

الأردن يبحث «قرارات عاجلة» لتخفيف الإغلاق

تطعيم لاجئ فلسطيني في مخيم البقعة قرب عمان (رويترز)
تطعيم لاجئ فلسطيني في مخيم البقعة قرب عمان (رويترز)

لم ينجح اجتماع نيابي حكومي مشترك في التوصل إلى «قرارات عاجلة» للتخفيف من سياسات الإغلاق لقطاعات اقتصادية في الأردن وفرض الحظر الجزئي خلال أيام الأسبوع، والحظر الشامل لكل يوم جمعة في البلاد، وهي القرارات التي تتمسك بها الحكومة لمواجهة تفشي وباء فيروس كورونا المستجد.
الاجتماع الحكومي النيابي الذي فشل في التوصل إلى قرارات فورية، دفع رئيس الحكومة الأردني بشر الخصاونة للإعلان عن قرارات تخفيفية مرتقبة خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة، غير أن منصات التواصل الاجتماعي، التي بدأت تشكل ضغطاً شعبياً شريكاً في صناعة القرار، لا تزال تهدد بكسر القرارات الحكومية في مواجهة تقليدية المعالجات الرسمية لمواجهة الوباء وطرق مواجهة تفشيه محلياً.
الحكومة التي أعلنت على لسان الناطق الرسمي باسمها صخر دودين خلال مؤتمر صحافي، أن «عودة صلاة التراويح من أهم أولوياتها»، ابتعدت عن ملامسة نداءات أطلقتها قطاعات اقتصادية خدمية حيوية، تطالب بوقف تسريح العمالة لديها تحت ضغط انعدام حركة المواطنين ليلاً، ما رفع بشكل ملحوظ أرقام البطالة في أوساط العمالة غير المنظمة التي تقدر الإحصاءات الرسمية نسبتها بنحو 86 في المائة.
في موازاة ذلك، أعلنت الحكومة خلال الاجتماع بدار مجلس النواب يوم الأحد، الذي لم يسفر عن أي قرارات حاسمة، عن نيتها «فتح القطاعات تدريجياً خلال يونيو (حزيران) المقبل، والفتح الشامل مطلع يوليو (تموز) المقبل»، وذلك في خطة لإعطاء لقاح فيروس كورونا لنحو 60 في المائة من السكان والمقيمين في البلاد، بحسب تصريحات متلاحقة لوزير الصحة الأردني فراس الهواري.
في الأردن، تجاوزت أعداد من تلقوا اللقاح حاجز 1.2 مليون مواطن ومقيم، في حين تجاوزت أرقام الإصابات حاجز 700 ألف إصابة، في حين من المفترض وبحسب رسميين، أن تصل إلى الأردن «دفعات معتبرة» من أنواع مختلفة من شركات إنتاج اللقاحات، الأمر الذي دفع الحكومة في الإعلان عن ترخيص إعطاء اللقاح في المستشفيات الخاصة، وبدء تطعيم العاملين في القطاع الحكومي والأجهزة الأمنية، ما سيرفع أرقام الذين تلقوا اللقاح خلال الشهرين المقبلين.
في السياق نفسه، يبدو أن الحكومة الأردنية أدركت جوهر أزمتها في تضارب تصريحات المعنيين بملف وباء كورونا، بعد إخراج رئيس لجنة التقييم الوبائي سعد الخرابشة من تشكيلة اللجنة الوطنية للأوبئة، الأمر الذي دفعه للاستقالة، وتقليص عدد أعضاء اللجنة من 28 مختصاً، والاكتفاء بـ15 فقط، بعد وضع حد «للترضيات» التي مارسها وزراء صحة سابقون، وإخراج الباحثين منهم عن شهرة التصريحات الرسمية، التي فتحت الباب واسعاً للطعن في الإجراءات الحكومية، خصوصاً فيما يتعلق بجدوى استمرار الحظر الشامل يوم الجمعة من كل أسبوع.
مخاض الأيام القليلة الماضية، أسفر عن مخاوف عبر عنها محافظون في القرار الصحي، من الاستسلام الحكومي لأصوات عدد من أعضاء مجلس النواب، والتململ الشعبي من الحظر الليلي خلال أيام شهر رمضان، ومنع صلاة التراويح والخروج إلى الأسواق، ما دفع البعض منهم للتحذير من سرعة دخول البلاد في الموجة الثالثة من الوباء، مع اتباع سياسة الفتح العشوائي لقطاعات اقتصادية، وسط ضغوطات لا تزال غرف الصناعة والتجارة تمارسها من أجل سرعة فتحها، قبل موعد أشهر الصيف.
تلك المخاوف التي عبر عنها محافظون في القرار الصحي داخل أروقة مراكز القرار، ارتبطت في الاستعجال في فتح القطاعات وأماكن التجمعات، غير المصحوب في الاستعجال بإعطاء اللقاحات، وتردد مواطنون من الإقبال على أخذها خصوصاً في محافظات وقرى الأطراف.
كما أنهم حذروا من ضعف الدراسات المتعلقة بالمتحور الجديد لفيروس كورونا بنسخته الهندية، التي لا تتجاوب معها اللقاحات متعددة الجنسيات المتوفرة، متجاوزين بذلك أهمية مطالب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بضرورة «اتخاذ خطوات سريعة للمواءمة بين الصحي والاقتصادي» في معادلة التصدي للوباء الذي دخلت البلاد عامها الثاني في مواجهته عبر سياسات متباينة الشدة والمرونة.
وتباينت نسب الفحوصات الإيجابية في البلاد خلال الأسبوع الماضي، لتصل حتى مساء أمس (الاثنين) إلى نحو 11.6 في المائة، فيما تتمسك الحكومة بالوصول إلى نسبة 5 في المائة لضمان تقليص ساعات الحظر الجزئي الليلي، وإلغاء حظر أيام الجمع من كل أسبوع.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.