قوات المارينز تستعد لعملية محدودة في القائم بموافقة بغداد وبالتنسيق مع عمان

مسؤول أمني عراقي: الهدف قصم ظهر ولاية «الفرات والجزيرة» وليس تحرير الموصل

الأميركي لويس بارك ومواطنه (ل) المتطوعان للقتال ضمن مجموعة من المسيحيين العراقيين للقتال ضد «داعش» يعاينان بعض الملابس العسكرية في محل بمدينة دهوك أول من أمس (أ.ف.ب)
الأميركي لويس بارك ومواطنه (ل) المتطوعان للقتال ضمن مجموعة من المسيحيين العراقيين للقتال ضد «داعش» يعاينان بعض الملابس العسكرية في محل بمدينة دهوك أول من أمس (أ.ف.ب)
TT

قوات المارينز تستعد لعملية محدودة في القائم بموافقة بغداد وبالتنسيق مع عمان

الأميركي لويس بارك ومواطنه (ل) المتطوعان للقتال ضمن مجموعة من المسيحيين العراقيين للقتال ضد «داعش» يعاينان بعض الملابس العسكرية في محل بمدينة دهوك أول من أمس (أ.ف.ب)
الأميركي لويس بارك ومواطنه (ل) المتطوعان للقتال ضمن مجموعة من المسيحيين العراقيين للقتال ضد «داعش» يعاينان بعض الملابس العسكرية في محل بمدينة دهوك أول من أمس (أ.ف.ب)

كشف مسؤول أمني عراقي مطلع أن قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) سوف ينفذون عملية عسكرية نوعية محدودة ضد «تنظيم داعش في العراق»، مشيرا إلى أنه «بصرف النظر أين توجد قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) حاليا إلا أن المهمة الأولى لها حاليا هي القيام بعملية عسكرية محدودة ولكنها في غاية الأهمية في منطقة القائم عند الحدود العراقية - الأردنية بهدف كسر ظهر ولاية الفرات والجزيرة التي تعد اليوم أهم ولايات تنظيم داعش الإرهابي».
وقال المسؤول الأمني في حديث لـ«الشرق الأوسط» طالبا عدم الإشارة إلى اسمه بأن «المعلومات التي لدينا أن هذه القوات موجودة في الكويت حاليا ولم تدخل الأراضي العراقية بعد وأن الهدف الحقيقي لهذه القوات ليس تحرير الموصل حاليا لأن العملية على ما يبدو لم تستكمل بعد في الموصل يضاف إلى أن هناك حاجة الآن إلى القيام بعملية عسكرية تقصم ظهر تنظيم داعش لا سيما في ولاية الفرات والجزيرة التي تسيطر على حدود كل من العراق وسوريا والأردن والسعودية»، مشيرا إلى أن «هناك عمليات طيران مكثفة من قبل التحالف الدولي في القائم والمناطق المحيطة بها تمهيدا لهذه العملية العسكرية التي سوف تكون المشاركة الأميركية فيها متمثلة بقوات المارينز، وهي أول مشاركة برية أميركية في القتال مباشرة ضد تنظيم داعش».
وبشأن الأنباء التي نقلت عن مسؤولين في الإدارة الأميركية بأن الهدف من مجيء المارينز إلى العراق حاليا هو لغرض تحرير الموصل، قال المسؤول الأمني العراقي إن «القضاء على ولاية الفرات والجزيرة سوف يمهد كثيرا لعمليات لاحقة من بينها تحرير الموصل بعد تكريت لأن هذه الولاية باتت تمثل الآن أحد أبرز مصادر تمويل تنظيم داعش وذلك من خلال (الإتاوات) التي يحصلون عليها بسبب سيطرتهم على الطريق البري الدولي والتي تبلغ يوميا نحو 150 ألف دولار أميركي، يضاف إلى ذلك أن تنظيم داعش بدأ ببيع الكبريت كما أنهم عملوا على تشغيل معمل إسمنت راوة ويدفعون رواتب للموظفين والعاملين».
وبشأن التنسيق مع الأردن في هذه العملية القتالية قال المسؤول الأمني العراقي إن «ولاية داعش تمتد بين سوريا والعراق مثلما هو معروف وبات الأردن مهددا من قبل هذا التنظيم لا سيما بعد حرق الطيار الأردني وبالتالي فإن من مصلحة عمان العمل على تأمين حدوده». وحول الجدل السياسي داخل العراق حول عدم الموافقة على دخول قوات برية أميركية قال المسؤول الأمني إن «هذه العمليات محدودة وفي إطار التنسيق بين الطرفين من أجل مواجهة داعش ومهمتهم لا تختلف عن مهمة المستشارين الأميركيين الذين يلعبون دورا في التحالف الدولي ضد داعش وبالتالي لا يوجد هناك تدخل بري واسع النطاق مثلما يتصور البعض».
من جانبها نفت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي علمها بوصول قوات من المارينز الأميركية إلى العراق لمحاربة تنظيم «داعش». وقال عضو لجنة الأمن والدفاع كاظم الشمري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بأن «اللجنة لم تبلغ بذلك والمعلومات التي لدينا أنه لم تصل قوات مارينز إلى داخل الأراضي العراقية برغم وجود كلام من هذا القبيل منذ أن أعلن الرئيس الأميركي أوباما أنه سوف يأخذ موافقة الكونغرس على القيام بعمليات عسكرية محدودة داخل العراق». وأضاف أن «هناك مستشارين أميركيين في قاعدة عين الأسد بالأنبار أما ما عدا ذلك فإن معظم ما يجري تداوله من أنباء هو وجود قوات أميركية في الخليج لا سيما في الكويت»، موضحا أن «التوجه الرسمي العراقي هو عدم الحاجة إلى دخول قوات أميركية برية وإن ما يحتاجه العراق حاليا هو التسليح والتدريب فقط».
وكانت فضائية «سكاي نيوز العربية» نقلت عن خبير عسكري أميركي قوله: إن التحضيرات الفعلية على الأرض بالعراق استعدادا لـ«تحرير الموصل» قد بدأت. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن هذه هي المرة الأولى التي ستشارك فيها قوات المارينز الأميركية على الأرض بالعراق في معارك ضد «داعش»، مضيفا أن نحو 3 آلاف من المارينز سيتمركزون بمواقع مختلفة في العراق. وتابع: «المئات من المارينز وصلوا بالفعل، بينما سيصل البقية خلال الأسابيع المقبلة، للتحضير لعملية تطهير الموصل». وقال المصدر لـ«سكاي نيوز عربية» إن الجزء الأكبر من القوات التي وصلت «تمركزت في قاعدة عين الأسد، بينما ذهب الجزء الآخر إلى العاصمة بغداد لحماية السفارة الأميركية من خطر (داعش) القادم من غرب العاصمة». وأضاف: «ستتم عملية تحرير الموصل بمشاركة قوات المارينز الأميركية وقوات من البيشمركة الكردية وقوات من الجيش العراقي».



الجيش الأميركي يتبنى قصف 15 هدفاً حوثياً

غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الجيش الأميركي يتبنى قصف 15 هدفاً حوثياً

غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
غارات أميركية استهدفت معسكراً للحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

غداة سلسلة من الغارات التي ضربت مواقع في صنعاء وثلاث محافظات يمنية خاضعة للجماعة الحوثية المدعومة من إيران، الجمعة، أعلن الجيش الأميركي تبني هذه الضربات، التي قال إنها طالت 15 هدفاً للجماعة، في سياق الحد من قدراتها الهجومية ضد السفن.

وتشن واشنطن ضربات على الأرض منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي، ضد الجماعة الحوثية، وشاركتها بريطانيا في 4 مرات على الأقل، رداً على الهجمات التي تنفذها الجماعة ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي.

وأوضحت القيادة المركزية الأميركية في بيان على منصة «إكس»، أن قواتها نفذت ضربات على 15 هدفاً حوثياً في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

وشملت هذه الأهداف -بحسب البيان- قدرات عسكرية هجومية للحوثيين، إذ اتخذت هذه الإجراءات (الضربات) لحماية حرية الملاحة وجعل المياه الدولية أكثر أمناً وأماناً للسفن الأميركية وقوات التحالف والسفن التجارية.

وكانت الجماعة الحوثية أقرت، الجمعة، بسلسلة من الغارات وصفتها بـ«الأميركية - البريطانية»، وقالت إنها استهدفت «معسكر الصيانة» في صنعاء، وموقعاً في جنوبي ذمار، ومواقع في مديرية مكيراس التابعة لمحافظة البيضاء، فضلاً عن ضربات استهدفت مواقع عسكرية في مدينة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، ومناطق المطار والجبانة والكثيب.

ولم يشر الحوثيون إلى حجم خسائرهم جراء هذه الضربات التي استهدفت مواقع سبق استهدافها خلال الأشهر الماضية، في حين رجح مراقبون أن الغارات استبقت هجمات كانت تعد لها الجماعة ضد السفن.

وتشن الجماعة هجماتها ضد السفن منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة، إذ تدعي محاولة منع ملاحة السفن المرتبطة بإسرائيل بغض النظر عن جنسيتها إلى جانب السفن الأميركية والبريطانية.

دخان يتصاعد في صنعاء بعد ضربات أميركية استهدفت مواقع حوثية (أ.ف.ب)

وأطلقت واشنطن، في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ما سمّته «تحالف حارس الازدهار»؛ لحماية الملاحة البحرية، قبل أن تبدأ ضرباتها الجوية على الأرض في 12 يناير الماضي، بمشاركة بريطانيا.

وتلقّت الجماعة الحوثية نحو 720 غارة غربية في مناطق يمنية عدة خاضعة لها، بما فيها صنعاء، لكن أكثر الضربات تركّزت على المناطق الساحلية في محافظة الحديدة الساحلية، وأدت، في مجملها، إلى مقتل أكثر من 60 عنصراً.

ضربات غير مجدية

تقول الحكومة اليمنية إن الضربات الغربية ضد الجماعة الحوثية غير مجدية، وإن الحل الأنجع هو دعم القوات الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها وصولاً إلى إنهاء الانقلاب الحوثي واستعادة العاصمة المختطفة صنعاء.

ووجدت الجماعة المدعومة من إيران في الحرب الإسرائيلية على غزة فرصة للهروب من استحقاقات السلام مع الحكومة اليمنية، إذ كان الطرفان وافقا أواخر العام الماضي على خريطة سلام توسطت فيها السعودية وعمان، قبل أن تنخرط الجماعة في هجماتها ضد السفن وتعلن انحيازها إلى المحور الإيراني.

عناصر حوثيون في صنعاء متضامنون مع «حزب الله» اللبناني (أ.ف.ب)

وبخلاف ما تزعمه الجماعة الحوثية من مساندة للفلسطينيين، ترى الحكومة اليمنية أن الجماعة تزايد بالقضية الفلسطينية في مسعى لتبييض جرائمها بحق اليمنيين خلال العشر سنوات الماضية مستغلة العاطفة الشعبية.

وأقر عبد الملك الحوثي في خطاب حديث بأن جماعته نجحت خلال أشهر التصعيد البحري من تجنيد وتعبئة نحو 500 ألف شخص، وسط مخاوف في الشارع اليمني من استغلال هذه التعبئة الواسعة لمهاجمة المناطق المحررة الخاضعة للحكومة اليمنية.

وتبنت الجماعة الحوثية إطلاق المئات من الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل خلال الأشهر العشرة الماضية، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي باستثناء مسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها في شقة بتل أبيب في 19 يونيو (حزيران) الماضي.

واستدعت الهجمات الحوثية إسرائيل للرد في 20 يوليو (تموز) الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكررت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، على مستودعات الوقود في ميناءي الحديدة ورأس عيسى، كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

صورة وزعها الحوثيون لاستهداف ناقلة نفط بريطانية في البحر الأحمر بزورق مسيّر (إ.ب.أ)

ومِن بين نحو 188 سفينة تبنّت الجماعة مهاجمتها، أدى هجوم، في 18 فبراير (شباط) الماضي، إلى غرق السفينة البريطانية «روبيمار» في البحر الأحمر، قبل غرق السفينة اليونانية «توتور»، التي استهدفتها الجماعة في 12 يونيو الماضي.

كما أدى هجوم صاروخي حوثي، في 6 مارس (آذار) الماضي، إلى مقتل 3 بحّارة، وإصابة 4 آخرين، بعد أن استهدف سفينة «ترو كونفيدنس» الليبيرية في خليج عدن.

وإلى جانب الإصابات، التي لحقت عدداً من السفن، لا تزال الجماعة تحتجز السفينة «غالاكسي ليدر»، التي قرصنتها في 19 نوفمبر الماضي، واقتادتها مع طاقمها إلى ميناء الصليف، شمال الحديدة، وحوّلتها مزاراً لأتباعها.