ليا مباردي: مشاركتي في باب الحارة شكلت نقلة نوعية لي

الفنانة السورية قالت لـ«الشرق الأوسط»: أحب الكوميديا وأجد نفسي فيها وأنتظر العمل المناسب الذي يضيف لتجربتي الفنية

ليا مباردي: مشاركتي في باب الحارة شكلت نقلة نوعية لي
TT

ليا مباردي: مشاركتي في باب الحارة شكلت نقلة نوعية لي

ليا مباردي: مشاركتي في باب الحارة شكلت نقلة نوعية لي

تقوم حاليًا الفنانة السورية ليا مباردي بتصوير عدد من المسلسلات التلفزيونية للموسم الرمضاني المقبل حيث تتنوع هذه المسلسلات ما بين البيئي الشامي والاجتماعي المعاصر وتتحدث ليا لـ«الشرق الأوسط» عن دورها في هذه المسلسلات موضحة: أشارك في مسلسل (حارة المشرقة) مع المخرج ناجي طعمة وأجسد فيه شخصية (نوّارة) فتاة يتيمة الأم تفقد النطق والسمع بسبب ضرب والدها (يجسد الدور الفنان عبد المنعم عمايري) بعنف بعد أن تكتشف أنه هو من قتل والدتها. وفي مسلسل (دامسكو) أقدّم فيه شخصية (حلا) طالبة سنة أولى بقسم التاريخ في الجامعة وهي فتاة ثرية تعيش حياة الترف ولا تفكر بشيء مزعج، وفي مسلسل (ظروف غامضة) مع المخرج المثنى صبح. كذلك أنهيت تصوير دوري في الجزء السابع من مسلسل باب الحارة وهو استمرار لشخصية (بهية) في الجزء السادس حيث تعمل خادمة لدى عائلة أبو ظافر (أيمن زيدان) وتعاني من اضطهاد زوجته (مرح جبر) وسيتابعني المشاهد في الجزء السابع بمساحة أكبر للدور حيث سأتزوج ابن أبو ظافر (ظافر) فتتحول لامرأة قوية تقف في وجه حماتها التي كانت تضطهدها. وحول دراستها الأكاديمية للتمثيل تقول ليا: درست سنة أولى في المعهد العالي للفنون المسرحية ولكن تركت الدراسة لأسباب شخصية خاصة وانتسبت لكلية الإعلام حيث تخرجت مؤخرًا في الكلية ولكنني احترفت التمثيل وليس الإعلام لعشقي التمثيل الدرامي.
أحب الكوميديا بشكل لا يوصف - تبتسم ليا ـ وأصارحك القول من جعلني أعشق التمثيل مشاهدتي وأنا فتاة صغيرة لمسلسل عيلة خمس نجوم وأحب كثيرًا أداء الفنانة المخضرمة (ساميا الجزائري) وتأثرت فيها ومن ذلك الوقت قررت أن أكون ممثلة ولكن لم تأتني الفرصة بعد لأقدم أدورًا كوميدية، فرغم أن الكوميديا فن صعب ولكن أجد نفسي فيه وأنتظر العمل المناسب الذي يضيف لتجربتي الفنية لأشارك فيه، لقد عرض علّي بعض الأعمال ولكن لم أجدها مقبولة بالنسبة لي فما يقدّم حاليًا بالكوميديا السورية باستثناء عدد قليل من المسلسلات عبارة عن تهريج وليس كوميديا حقيقية تجعل المشاهد يضحك من قلبه.
وعن مسلسلات البيئة الشامية ورأيها فيها تقول ليا: باعتقادي أن مشاركتي في باب الحارة سيشكّل نقلة نوعية بالنسبة لي في مجال الدراما فهو مسلسل ناجح ومتابع من عدد كبير من المشاهدين خاصة خارج سوريا وقد حقق لي ما أرغب في تجسيده وهو شخصية الفتاة القوية، وأنا لا أحب العمل في هذا النوع من الدراما ولا تستهويني ولكنني أشارك فيها بين الفترة والأخرى من باب التنوع ومن منطلق أن الممثل يجب أن يقدّم مختلف الأدوار وفنون الدراما، فأنا أحب الاجتماعي والكوميدي أكثر.
الجمال بالنسبة لي ـ تتابع ليا ـ ساهم في البداية بتقديمي للناس ولكن صدقني الجمال لا يشكل الركيزة الأساسية للممثلة فهناك ممثلات فشلن لأنهن اعتمدن على جمالهن فالمهم هنا الموهبة والثقافة والحضور القوي والذكاء الاجتماعي والشخصي فالممثلة ليست عارضة أزياء هي تقوم بعمل إبداعي متعب يحتاج لكاريزما وسرعة بديهة وليس جمال الشكل فقط. وأنا شخصيًا أتمنى أن لا ينظر لي المنتجون والمخرجون من بال جمال شكلي فقط بل أن ينظروا لي كممثلة ولدي قدرات وإمكانيات حرفية يمكن للمخرج أن يستفيد منها في تجسيدي للشخصية والدور بما يحقق نجاحًا لي وللمسلسل. كما أتمنى تقديم الشخصية التي لا تشبهني كأن تكون شخصية مركبة وأن تظهر القوة في شخصيتي وليس البراءة والنعومة.
وحول مشاركاتها السينمائية تتنهد ليا: دعيت للمشاركة في الفيلم الروائي السينمائي الطويل (الأم) للمخرج باسل الخطيب، ولكنني اعتذرت وبحسرة لأسباب شخصية فالتصوير كان خارج دمشق وبسبب الظروف الأمنية التي تعيشها البلاد رفض أهلي أن أسافر وأشارك في هذا الفيلم الذي كان أحد اهتماماتي ولكن للأسف لم تتحقق وشاركت في عدد من الأفلام القصيرة.
وعن قبولها بتجسيد أدوار جريئة ومثيرة تقول ليا: الجرأة بالنسبة لي هي أن أقدّم للمشاهد الرسالة التي يريد الدور إيصالها له مع احترام ثقافته وأعرافه وضمن الآداب العامة، ولكن من الممكن أن أقدّم دورًا مثيرًا وبشكل إيحائي وليس مباشرا وبشرط أن يخدم المسلسل أو الفيلم السينمائي.
وحول مشاهدتها للمسلسلات التي تشارك فيها ومراجعتها لما قدّمته تقول ليل: أشاهد بعض هذه الأعمال حسب وقتي وأنا ناقدة قاسية على نفسي.
تعجبني دراما السيرة الذاتية ـ تتابع ليا حديثها ـ وخاصة إذا قدمت بشكل صحيح وموثق وبالنسبة لي أرى أن من المبكّر أن أفكّر في تجسيد إحدى الشخصيات التاريخية البعيدة أو القريبة فلا عمري الشخصي ولا المهني الفني ـ برأيي ـ يسمحان لي بذلك ولكن في المستقبل بعد سنوات قليلة أطمح بتجسيد شخصيات عالمية مثل بريجيت باردو ومونيكي بوليتشي وعربيًا أتمنى تقديم شخصية المطربة (شادية) في مسلسل تلفزيوني أو فيلم سينمائي.
وهل صوتك جميل كشادية؟!.. تضحك ليا: لا ليس كشادية بالتأكيد ولكنه مقبول إلى حد ما وفيما لو كان الدور يتطلب مني الغناء فسأغنّي لا مشكلة لدي ولكنني لست مطربة! وحول الدراما المدبلجة تقول ليا: لم أشارك فيها ولم أكن أحبها وخاصة الدراما التركية المدبلجة ولكنني عندما شاهدت مسلسل حريم السلطان أعجبني وتمنيت لو ينفّذ مسلسل عربي على غرار هذا المسلسل الجميل وأن أشارك فيه.
وتضحك ليا عندما تسمع مواصفات زوج المستقبل التي تناسبها: أشعر حاليًا كتركيب شخصي غير مهيأة مطلقًا للارتباط والزواج فلست مستعدة لتحمل مسؤولية الزواج ومستقبلًا في حال تهيأت الظروف أتمنى أن يكون صاحب شخصية قوية ومعطاء وكريما وحنونا ومرتاحا ماديا ويحترمني ويحترم خياراتي ومتفهما لطبيعة عملي الفني ولا يغار!... وفي الحقيقة أرى حاليًا أن معظم المتزوجين من الفنانين إن كان من الوسط الفني أو من خارجه يعيشون حياة زوجية فاشلة!



إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
TT

إيلي فهد لـ«الشرق الأوسط»: المدن الجميلة يصنعها أهلها

بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})
بكاميرته الواقعية يحفر فهد اسم بيروت في قلب المشاهد (حسابه على {إنستغرام})

لا يمكنك أن تتفرّج على كليب أغنية «حبّك متل بيروت» للفنانة إليسا من دون أن تؤثر بك تفاصيله. فمخرج العمل إيلي فهد وضع روحه فيه كما يذكر لـ«الشرق الأوسط»، ترجم كل عشقه للعاصمة بمشهديات تلامس القلوب. أشعل نار الحنين عند المغتربين عن وطنهم. كما عرّف من يجهلها على القيمة الإنسانية التي تحملها بيروت، فصنع عملاً يتألّف من خلطة حب جياشة لمدينة صغيرة بمساحتها وكبيرة بخصوصيتها.

ويقول في سياق حديثه: «أعتقد أن المدن هي من تصنع أهلها، فتعكس جماليتهم أو العكس. الأمر لا يتعلّق بمشهدية جغرافية أو بحفنة من العمارات والأبنية. المدينة هي مرآة ناسها. وحاولت في الكليب إبراز هذه المعاني الحقيقية».

تلعب إليسا في نهاية الكليب دور الأم لابنتها {بيروت} (حساب فهد إيلي على {إنستغرام})

من اللحظات الأولى للكليب عندما تنزل إليسا من سلالم عمارة قديمة في بيروت يبدأ مشوار المشاهد مع العاصمة. لعلّ تركيز فهد على تفاصيل دقيقة تزيح الرماد من فوق الجمر، فيبدأ الشوق يتحرّك في أعماقك، وما يكمل هذه المشهدية هو أداء إليسا العفوي، تعاملت مع موضوع العمل بتلقائية لافتة، وبدت بالفعل ابنة وفيّة لمدينتها، تسير في أزقتها وتسلّم على سكانها، وتتوقف لبرهة عند كل محطة فيها لتستمتع بمذاق اللحظة.

نقل فهد جملة مشاهد تؤلّف ذكرياته مع بيروت. وعندما تسأله «الشرق الأوسط» كيف استطاع سرد كل هذه التفاصيل في مدة لا تزيد على 5 دقائق، يرد: «حبي لبيروت تفوّق على الوقت القليل الذي كان متاحاً لي لتنفيذ الكليب. وما أن استمعت للأغنية حتى كانت الفكرة قد ولدت عندي. شعرت وكأنه فرصة لا يجب أن تمر مرور الكرام. أفرغت فيه كل ما يخالجني من مشاعر تجاه مدينتي».

من كواليس التصوير وتبدو إليسا ومخرج العمل أثناء مشاهدتهما إحدى اللقطات من الكليب (فهد إيلي)

يروي إيلي فهد قصة عشقه لبيروت منذ انتقاله من القرية إلى المدينة. «كنت في الثامنة من عمري عندما راودني حلم الإخراج. وكانت بيروت هي مصدر إلهامي. أول مرة حطّت قدمي على أرض المدينة أدركت أني ولدت مغرماً بها. عملت نادلاً في أحد المطاعم وأنا في الـ18 من عمري. كنت أراقب تفاصيل المدينة وسكانها من نوافذ المحل. ذكرياتي كثيرة في مدينة كنت أقطع عدداً من شوارعها كي أصل إلى مكان عملي. عرفت كيف يستيقظ أهاليها وكيف يبتسمون ويحزنون ويتعاونون. وهذا الكليب أعتبره تحية مني إلى بيروت انتظرتها طويلاً».

لفت ايلي فهد شخصية إليسا العفوية (حسابه على {إنستغرام})

يصف إيلي فهد إليسا بالمرأة الذكية وصاحبة الإحساس المرهف. وهو ما أدّى إلى نجاح العمل ورواجه بسرعة. «هذا الحب الذي نكنّه سوياً لبيروت كان واضحاً. صحيح أنه التعاون الأول بيني وبينها، ولكن أفكارنا كانت منسجمة. وارتأيت أن أترجم هذا الحبّ بصرياً، ولكن بأسلوب جديد كي أحرز الفرق. موضوع المدينة جرى تناوله بكثرة، فحاولت تجديده على طريقتي».

تبدو إليسا في الكليب لطيفة وقريبة إلى القلب وسعيدة بمدينتها وناسها. ويعلّق فهد: «كان يهمني إبراز صفاتها هذه لأنها حقيقية عندها. فالناس لا تحبها عن عبث، بل لأنها تشعر بصدق أحاسيسها». ويضعنا فهد لاشعورياً في مصاف المدن الصغيرة الدافئة بعيداً عن تلك الكبيرة الباردة. ويوضح: «كلما كبرت المدن خفت وهجها وازدادت برودتها. ومن خلال تفاصيل أدرجتها في الكليب، برزت أهمية مدينتي العابقة بالحب».

لقطة من كليب أغنية "حبّك متل بيروت" الذي وقعه إيلي فهد (حسابه على {إنستغرام})

كتب الأغنية الإعلامي جان نخول ولحّنها مع محمد بشار. وحمّلها بدوره قصة حب لا تشبه غيرها. ويقول فهد: «لقد استمتعت في عملي مع هذا الفريق ولفتتني إليسا بتصرفاتها. فكانت حتى بعد انتهائها من تصوير لقطة ما تكمل حديثها مع صاحب المخبز. وتتسامر مع بائع الأسطوانات الغنائية القديمة المصنوعة من الأسفلت». ويتابع: «كان بإمكاني إضافة تفاصيل أكثر على هذا العمل. فقصص بيروت لا يمكن اختزالها بكليب. لقد خزّنت الكثير منها في عقلي الباطني لاشعورياً. وأدركت ذلك بعد قراءتي لتعليقات الناس حول العمل».

في نهاية الكليب نشاهد إليسا تمثّل دور الأم. فتنادي ابنتها الحاملة اسم بيروت. ويوضح فهد: «الفكرة هذه تعود لإليسا، فلطالما تمنت بأن ترزق بفتاة وتطلق عليها هذا الاسم». ويختم إيلي فهد متحدثاً عن أهمية هذه المحطة الفنية في مشواره: «لا شك أنها فرصة حلوة لوّنت مشواري. وقد جرت في الوقت المناسب مع أنها كانت تراودني من قبل كثيراً».