دوري آسيا: «ثلاثية الذهاب» تحفز الأهلي والهلال

يلتقيان الشرطة واستقلال دوشنبه مجدداً اليوم في رابع جولات البطولة

الأهلي كسب الشرطة العراقي بثلاثية في مواجهتهما الماضية (تصوير: عبد الله الفالح)
الأهلي كسب الشرطة العراقي بثلاثية في مواجهتهما الماضية (تصوير: عبد الله الفالح)
TT

دوري آسيا: «ثلاثية الذهاب» تحفز الأهلي والهلال

الأهلي كسب الشرطة العراقي بثلاثية في مواجهتهما الماضية (تصوير: عبد الله الفالح)
الأهلي كسب الشرطة العراقي بثلاثية في مواجهتهما الماضية (تصوير: عبد الله الفالح)

يتطلع فريقا الأهلي والهلال للاستفادة معنويا من نتيجتهما ذهابا 3/0 و3/1 أمام الشرطة واستقلال دوشنبه، وتكرار الفوز على الفريقين إيابا اليوم في الجولة الرابعة من منافسات دوري أبطال آسيا.
ويسعى الهلال للانفراد بصدارة المجموعة الأولى على حساب الفريق الطاجيكي، ويتوقع أن لا يجد صعوبة في تكرار تفوقه عليه وبلوغ النقطة العاشرة والتي قد تمنحه التأهل أو تقربه بصورة كبيرة خاصةً في ظل الصدام المحتدم في المباراة الثانية من هذه المجموعة بين أجمك الأوزبكي وشباب أهلي دبي.
وانتعش الهلال بعودة سالم الدوسري للمشاركة مجدداً بعدما حل كلاعب بديل في شوط المباراة الثاني. وكان الدوسري غاب عن تمثيل فريقه الهلال منذ عودته من المشاركة مع المنتخب السعودي في التصفيات الآسيوية المشتركة وذلك بداعي الإصابة.
وتمثل عودة الدوسري مصدر اطمئنان للبرازيلي روجيرو ميكالي مدرب فريق الهلال، لما يملكه من إمكانيات كبيرة ستعزز من قوة وسط الهلال في البطولة الآسيوية وحتى مع اقتراب عودة المنافسات المحلية مجدداً والتي دخلت مراحل الحسم.
ويتوقع أن يواصل سالم الدوسري ابتعاده عن القائمة الأساسية للفريق وذلك بهدف عدم إجهاده حتى يعود للجاهزية الكاملة على الصعيد البدني، وكذلك في ظل التألق اللاعب هتان باهبري حيث نجح في خطف نجومية المباراة الأخيرة بعد مساهمته في الهدف الأول وتسجيله الهدفين الثاني والثالث.
ويدرك البرازيلي ميكالي أهمية تحقيق الفوز في هذه المواجهة من أجل الاقتراب من حسم التأهل وإراحة بعض الأسماء الأساسية في القائمة فيما تبقى من منافسات دور المجموعات، ومنح الفرصة بصورة أكبر للاعبين البدلاء كما أشار لذلك «ميكالي» في المؤتمر الصحافي الذي أعقب مواجهة استقلال الطاجيكي.
ومن المتوقع استمرار قائمة فريق الهلال دون أي تغييرات خاصةً في ظل الانسجام الذي بدأ عليه اللاعبين منذ الجولة الثانية أمام شباب أهلي دبي الإماراتي، ومسح الصورة الهزيلة التي ظهر عليها الفريق الأزرق في مباراته الأولى أمام أجمك الأوزبكي.
ولم يظهر فريق استقلال دوشنبه في مباراته أمام الهلال كمنافس حقيقي للفريق الأزرق الذي فرط بتحقيق فوز أكبر من الثلاثية التي سجلها في شباكه، وذلك بعد تحصله على المزيد من الفرص دون القدرة على ترجمتها لأهداف.
ويملك فريق الاستقلال الطاجيكي في رصيده أربع نقاط يحتل بها المركز الثالث بذات الرصيد لفريق أجمك الأوزبكي، ويحاول عبر هذه المباراة الإبقاء على حظوظه في التأهل والخروج بنتيجة إيجابية من أمام الهلال الذي ظهر بتفوق كبير من أمامه الجولة الماضية.
وفي ذات المجموعة الأولى، يلتقى فريق شباب أهلي دبي الإماراتي بنظيره فريق أجمك الأوزبكي على استاد الملك فهد الدولي بالعاصمة الرياض، وهي المواجهة التي يتطلع من خلالها الفريق الإماراتي لتحقيق فوزه الأول في البطولة الآسيوية وإعادة آماله بحسابات التأهل عن المجموعة الأولى.
وخسر فريق شباب أهلي دبي بصورة محبطة في مباراته الأخيرة أمام أجمك الأوزبكي، بعدما نجح الأخير في قلب الطاولة من أمامه مع اللحظات الأخيرة من عمر المباراة التي كانت في طريقها لفوز إماراتي بهدف وحيد دون قبل الصحوة الأوزبكية التي حولت التأخر إلى فوز بهدفين.
أما فريق أجمك الأوزبكي الذي حقق أول ثلاث نقاط في مسيرته بالمجموعة، فيتطلع لتكرار تفوقه وحصد الفوز من أمام شباب الأهلي قبل مواجهته القادمة أمام متصدر المجموعة «الهلال».
وفي مدينة جدة، يسعى فريق الأهلي إلى تكرار تفوقه من أمام فريق الشرطة العراقي ضمن منافسات المجموعة الثالثة والتي أعاد فيها قلعة الكؤوس آماله بالتأهل بعدما حقق فوزاً ثميناً بثلاثية من أمام الفريق العراقي مقلصاً الفارق النقطي مع الدحيل القطري إلى ثلاث نقاط.
ورفع الأهلي بعد فوزه أمام الشرطة العراقي رصيده إلى أربع نقاط في المركز الثالث، فيما يتصدر الدحيل القطري المجموعة بسبع نقاط، ويحضر خلفه فريق استقلال طهران الإيراني بست نقاط ويتذيل فريق الشرطة ترتيب المجموعة دون أي رصيد نقطي.
ويتطلع الأهلي للاستفادة من الصدام المباشر بين المتصدر ووصيفه للمجموعة الثالثة، على أمل خروجه بنتيجة إيجابية أمام الشرطة العراقي والاقتراب بصورة أكبر نحو صدارة المجموعة.
ويدخل الأهلي مباراته هذا المساء بعد النشوة المعنوية الكبيرة التي جاءت بعد الفوز خاصةً أنه الأول للفريق بعد سلسلة من الإخفاقات التي لازمت الأهلي في الفترة الماضية، وهو الانتصار الأول للروماني ريجيكامب الذي تسلم زمام القيادة الفنية للفريق عبر مشواره بالبطولة الآسيوية.
ومن المتوقع أن يواصل الروماني ميتريتا لاعب فريق الأهلي غيابه عن المباراة بداعي الإصابة التي غيبته كذلك عن مواجهة الجولة الثالثة وحل بديلاً عنه عبد الرحمن غريب الذي وضع بصمته بتسجيل الهدف الثالث في اللقاء.
ويعول الأهلي كثيراً على نجمه السوري عمر السومة الذي اقتنص هدف التعادل في اللحظات الأخيرة من أمام الدحيل القطري وقبلها افتتح أهداف الفريق بالبطولة الآسيوية وتمكن من تسجيل هدفين في مباراة استقلال طهران الإيراني.
أما الشرطة العراقي، فيدخل اللقاء وسط إحباطات معنوية كبيرة بعد الإخفاقات المتتالية للفريق وخسارته في كامل لقاءات دور المجموعات حتى الآن، إلا أن الفريق العراقي يتطلع لتحقيق انتصار معنوي يعيد معه جزء من آماله الضئيلة بالتأهل عن هذه المجموعة.
وعلى رديف ملعب الملك عبد الله بمدينة جدة الشهير بالجوهرة المشعة، يحتدم التنافس والصراع بين الدحيل القطري ونظيره فريق الاستقلال الإيراني ضمن منافسات المجموعة الثالثة، في لقاء عنوانه «صدارة المجموعة».
وحقق الدحيل القطري فوزاً عريضاً وصعباً من أمام نظيره فريق الاستقلال في مواجهتهما السابقة برباعية مقابل ثلاثة أهداف لينتزع معها الدحيل صدارة المجموعة، وهو الأمر الذي يسعى لتكراره هذا المساء وسط رغبة تعويض كبيرة من فريق الاستقلال الإيراني.



بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

 الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
TT

بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

 الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)

حققت الأفغانية مانيزها تالاش حلمها بالأداء خلال مسابقات «أولمبياد باريس 2024» المقامة في العاصمة الفرنسية، ضمن فريق اللاجئين، بعد هروبها من قبضة «طالبان».

وترقص تالاش (21 عاماً) «بريك دانس»، وكانت أول راقصة معروفة في موطنها الأصلي (أفغانستان)، لكنها فرَّت من البلاد بعد عودة «طالبان» إلى السلطة في عام 2021. ومع ظهور رقص «البريك دانس» لأول مرة في الألعاب الأولمبية في باريس، ستصعد تالاش إلى المسرح العالمي لتؤدي ما هي شغوفة به.

وتقول تالاش في مقابلة أُجريت معها باللغة الإسبانية: «أنا أفعل ذلك من أجلي، من أجل حياتي. أفعل ذلك للتعبير عن نفسي، ولأنسى كل ما يحدث إذا كنت بحاجة إلى ذلك»، وفقاً لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

ترقص تالاش «بريك دانس» وهي في عمر السابعة عشرة (حسابها الشخصي - إنستغرام)

شبح «طالبان»

يرفض العديد من الأفغان المحافظين الرقص، وفكرة مشاركة النساء محظورة بشكل خاص. وفي ظل حكم «طالبان»، مُنعت النساء الأفغانيات فعلياً من ممارسة العديد من الأنشطة الرياضية. منذ عودة الجماعة إلى السلطة قبل 3 سنوات، أغلقت الحكومة مدارس البنات، وقمعت التعبير الثقافي والفني، وفرضت قيوداً على السفر على النساء، وحدَّت من وصولهن إلى المتنزهات وصالات الألعاب الرياضية.

مقاتل من «طالبان» يحرس نساء خلال تلقي الحصص الغذائية التي توزعها مجموعة مساعدات إنسانية في كابل (أ.ب)

وقال تقرير للأمم المتحدة عن حقوق الإنسان هذا العام إن «عدم احترام (طالبان) للحقوق الأساسية للنساء والفتيات لا مثيل له في العالم». منذ اليوم الذي بدأت فيه تالاش الرقص، قبل 4 سنوات، واجهت العديد من الانتقادات والتهديدات من أفراد المجتمع والجيران وبعض أفراد الأسرة. وقالت إنها علمت بأنها إذا أرادت الاستمرار في الرقص، فليس لديها خيار إلا الهروب، وقالت: «كنت بحاجة إلى المغادرة وعدم العودة».

فريق اللاجئين

سيضم الفريق الذي ظهر لأول مرة في ألعاب «ريو دي جانيرو 2016»، هذا العام، 36 رياضياً من 11 دولة مختلفة، 5 منهم في الأصل من أفغانستان. وسيتنافسون تحت عَلَم خاص يحتوي على شعار بقلب محاط بأسهم، للإشارة إلى «التجربة المشتركة لرحلاتهم»، وستبدأ الأولمبياد من 26 يوليو (تموز) الحالي إلى 11 أغسطس (آب). بالنسبة لتالاش، التي هاجرت إلى إسبانيا، تمثل هذه الألعاب الأولمبية فرصة للرقص بحرية، لتكون بمثابة رمز الأمل للفتيات والنساء في أفغانستان، ولإرسال رسالة أوسع إلى بقية العالم.

انتقلت إلى العيش في إسبانيا بعد هروبها من موطنها الأصلي (حسابها الشخصي - إنستغرام)

وفي فبراير (شباط) الماضي، تدخلت صديقة أميركية لتالاش، تُدعي جواركو، بالتقديم إلى عناوين البريد الإلكتروني الأولمبي لمشاركة الفتاة الأفغانية، وفي اليوم التالي، تلقت رداً واحداً من مدير فريق اللاجئين الأولمبي، غونزالو باريو. وكان قد تم إعداد فريق اللاجئين المتوجّه إلى باريس، لكن المسؤولين الأولمبيين تأثروا بقصة تالاش وسارعوا إلى تنسيق الموارد. وافقت اللجنة الأولمبية الإسبانية على الإشراف على تدريبها، وكان المدربون في مدريد حريصين على التطوع بوقتهم.

وقال ديفيد فينتو، المدير الفني للمنتخب الإسباني: «شعرت بأنه يتعين علينا بذل كل ما في وسعنا. في شهر مارس (آذار)، حصلت تالاش على منحة دراسية، مما سمح لها بالانتقال إلى مدريد والتركيز على الاستراحة. وبعد بضعة أسابيع فقط، وصلت الأخبار بأنها ستتنافس في الألعاب الأولمبية». يتذكر جواركو: «لقد انفجرت في البكاء، وكانت تبتسم».

وقالت تالاش: "كنت أبكي بدموع الفرح والخوف".وجزء من مهمة الألعاب الأولمبية المعلنة هو "دعم تعزيز المرأة في الرياضة على جميع المستويات" وتشجيع "مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة". ولهذا السبب، كانت العلاقة بين الحركة الأولمبية وأفغانستان مشحونة منذ فترة طويلة. وقامت اللجنة الأولمبية الدولية بتعليق عمل اللجنة الأولمبية في البلاد في عام 1999، وتم منع أفغانستان من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في سيدني.

شغفها حقق هدفها

لم يغِب عن تالاش أن موسيقى «البريك» و«الهيب هوب»، المحظورة في موطنها، أعطتها هدفاً لحياتها، وساعدت أيضاً في إنقاذ عائلتها. وقالت: «هذا أكبر بكثير من أي حلم حلمت به من قبل أو حتى يمكن أن أفكر فيه»، مضيفة: «إذا قالت (طالبان) إنها ستغادر في الصباح، فسوف أعود إلى منزلي بعد الظهر».

ويحكي جواد سيزداه، صديق تالاش وزعيم مجتمع «الهيب هوب» في كابل: «إذا سألت الأجانب عن أفغانستان، فإن الشيء الوحيد الذي يتخيلونه هو الحرب والبنادق والمباني القديمة. لكن لا، أفغانستان ليست كذلك». وأضاف: «أفغانستان هي تالاش التي لا تنكسر. أفغانستان هي التي أقدم فيها بموسيقى الراب، ليست الحرب في أفغانستان وحدها».

وعندما كانت تالاش في السابعة عشرة من عمرها، عثرت على مقطع فيديو على «فيسبوك» لشاب يرقص «بريك دانس» ويدور على رأسه، في مشهد لم يسبق لها أن رأت شيئاً مثله. وقالت: «في البداية، اعتقدت أنه من غير القانوني القيام بهذا النوع من الأشياء». ثم بدأت تالاش بمشاهدة المزيد من مقاطع الفيديو، وأصابها الذهول من قلة الراقصات. وأوضحت: «قلتُ على الفور: سأفعل ذلك. أنا سوف أتعلم».

وقامت بالتواصل مع الشاب الموجود في الفيديو (صديقها سيزداه) الذي شجعها على زيارة النادي المحلي الذي تدرب فيه، والذي كانت لديه محاولة لتنمية مجتمع «الهيب هوب» في كابل، ولجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي لدعوة جميع الأعمار والأجناس للرقص وموسيقى الراب. كان هناك 55 فتى يتدربون هناك. كانت تالاش الفتاة الأولى.

وقال سيزداه (25 عاماً): «إذا رقص صبي، فهذا أمر سيئ في أفغانستان وكابل. وعندما ترقص فتاة، يكون الأمر أسوأ. إنه أمر خطير جداً. رقص الفتاة أمر غير مقبول في هذا المجتمع. لا توجد إمكانية لذلك.

انتقلت إلى العيش في إسبانيا بعد هروبها من موطنها الأصلي (حسابها الشخصي - إنستغرام)

كنا نحاول أن نجعل الأمر طبيعياً، لكنه كان صعباً للغاية. لا يمكننا أن نفعل ذلك في الشارع. لا يمكننا أن نفعل ذلك، كما تعلمون، في مكان عام»، وفقا لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

كانت تالاش أول فتاة تنضم إلى نادي الرقص «Superiors Crew» في كابل.

تهديدات بالقتل

بعد استيلاء «طالبان» على السلطة، فرَّ أعضاء النادي إلى باكستان. وفي أحد الأحداث الجماعية الأولى للفريق في النادي الصغير، انفجرت سيارة مفخخة في مكان قريب. ووقعت إصابات في الشارع، لكن الراقصين بالداخل لم يُصابوا بأذى. ومع انتشار أخبار بأن تالاش كانت ترقص، بدأت تتلقى تهديدات بالقتل.

مقاتل من «طالبان» يقف في الحراسة بينما تمر امرأة في العاصمة كابل يوم 26 ديسمبر 2022... وشجب مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة القيود المزدادة على حقوق المرأة بأفغانستان (أ.ب)

كان من المفترض أن يكون النادي مكاناً آمناً، ولكن في أحد الأيام دخل رجل مدعياً أنه راقص يريد التعلم. وبدا مريباً لباقي الأعضاء، ووفقاً لتالاش وسيزداه، سرعان ما داهمت قوات إنفاذ القانون النادي، وألقت القبض على الرجل الذي كان يحمل قنبلة. قال سيزده: «إنهم قالوا إنه عضو في (داعش). لقد أراد فقط أن يفجِّر نفسه».

رحلة الهروب للنجاة!

وبعد بضعة أشهر من الواقعة، غادرت قوات «حلف شمال الأطلسي» والجيش الأميركي أفغانستان، وعادت «طالبان» إلى السلطة في 2021، وقال سيزداه إن مالك العقار اتصل به وحذره من العودة، وإن الناس كانوا يبحثون عن أعضاء الفريق، وقال سيزداه: «هناك أسباب كثيرة» للمغادرة. «الأول هو إنقاذ حياتك».

وقام العشرات من أعضاء نادي «الهيب هوب» بتجميع ما في وسعهم وتحميلهم في 3 سيارات متجهة إلى باكستان. أخذت تالاش شقيقها البالغ من العمر 12 عاماً، وودعت والدتها وأختها الصغرى وأخاً آخر.

وقالت تالاش: «لم أكن خائفة، لكنني أدركت أنني بحاجة إلى المغادرة وعدم العودة. كان هذا مهماً بالنسبة لي. لم أغادر قط لأنني كنت خائفة من (طالبان)، أو لأنني لم أتمكن من العيش في أفغانستان، بل لأفعل شيئاً، لأظهر للنساء أننا قادرون على القيام بذلك؛ أنه ممكن». اضطرت تالاش إلى ترك والدتها في أفغانستان، وتحقق الحلم الأولمبي ولم شمل الأسرة.

لمدة عام تقريباً، عاشوا بشكل غير قانوني في باكستان دون جوازات سفر وأمل متضائل. لم يشعروا بالأمان في الأماكن العامة، لذلك قضى 22 شخصاً معظم اليوم محشورين معاً في شقة. لم يكن هناك تدريب أو رقص. تلقت تالاش كلمة مفادها أن مسؤولي «طالبان» اتصلوا بوالدتها في كابل للاستفسار عن مكان وجود الفتاة الصغيرة. وقالت: «أحياناً أتمنى أن أنسى كل ذلك»، ثم تواصل أعضاء نادي «الهيب هوب» مع السفارات ومجموعات المناصرة والمنظمات غير الحكومية للحصول على المساعدة. وأخيراً، وبمساعدة منظمة إسبانية للاجئين تدعى People HELP، تم منحهم حق اللجوء في إسبانيا.

انقسم الفريق، وتم نقل تالاش وشقيقها إلى هويسكا، وهي بلدة صغيرة في شمال شرقي إسبانيا. كانت لديها وظيفة تنظيف في صالون محلي، ورغم عدم وجود استوديو أو نادٍ مخصص للاستراحة، فقد وجدت صالة ألعاب رياضية تسمح لها بالرقص بعد ساعات العمل. بعد سنوات من الانفصال، تم لم شمل تالاش وعائلتها أخيراً حيث يعيشون الآن في نزل للاجئين بمدريد.