ثلاثي المقدمة يواصل الصراع على لقب الدوري الإسباني... ولا مجال للخطأ

ريال مدريد يواصل انتصاراته وبنزيمة مستمر في تألقه (أ.ب)
ريال مدريد يواصل انتصاراته وبنزيمة مستمر في تألقه (أ.ب)
TT

ثلاثي المقدمة يواصل الصراع على لقب الدوري الإسباني... ولا مجال للخطأ

ريال مدريد يواصل انتصاراته وبنزيمة مستمر في تألقه (أ.ب)
ريال مدريد يواصل انتصاراته وبنزيمة مستمر في تألقه (أ.ب)

أي خطوة ناقصة قد تكلّف ثلاثي المقدمة في الدوري الإسباني لكرة القدم خسارة معركة من أصل ست متبقية في الحرب على اللقب؛ إذ سيحاول كل طرف الخروج سالماً من المرحلة الثانية والثلاثين، حيث تنتظر كلٌّ منهم مواجهة حذرة. يتصدر أتلتيكو مدريد الساعي نحو لقبه الأول في «الليغا» منذ عام 2014 الترتيب بفارق ثلاث نقاط عن جاره في العاصمة ريال حامل اللقب، وخمس عن برشلونة الثالث الذي يملك مباراة مؤجلة، وست عن إشبيلية الرابع.
وستكون الفرصة سانحة أمام ريال مدريد اليوم السبت للارتقاء إلى الصدارة مؤقتاً عندما يستضيف ريال بيتيس السادس الساعي بدوره إلى ضمان مكان له في الدوري الأوروبي «يوروبا ليغ» الموسم المقبل، ويضع الضغط على أتلتيكو وبرشلونة اللذين يخوضان مباراتيهما الأحد. ويستقبل النادي الملكي فريق بيتيس في الاختبار الأخير له قبل استضافته تشيلسي الإنجليزي في ذهاب الدور نصف النهائي من دوري أبطال أوروبا الثلاثاء على ملعب «ألفريدو دي ستيفانو».
ويحقق فريق المدرب الفرنسي زين الدين زيدان مستويات مميزة، حيث لم يخسر في أي من مبارياته الـ16 الأخيرة في جميع المسابقات، وعاد إلى سكة الانتصارات في الدوري في المرحلة السابقة باكتساحه مضيفه قادش بثلاثية نظيفة بعد تعادله خارج أرضه سلباً مع خيتافي. وسيعوّل فريق العاصمة مرة أخرى على مهاجمه الرائع الفرنسي كريم بنزيمة، صاحب الثنائية ضد قادش، حيث يحتل ثاني ترتيب هدافي «الليغا» هذا الموسم مع 21 هدفاً خلف الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة (25).
وعاد إلى صفوف ريال قلب دفاعه الفرنسي رافايل فاران بعد تعافيه من فيروس كورونا، والظهير الأيمن داني كارفاخال بعد شفائه من إصابة عضلية في فخذه. وكان ريال مدريد خرج بفوز شاق ومثير على بيتيس 3 - 2 خارج أرضه ذهاباً بهدف متأخر من قائده سيرخيو راموس من ركلة جزاء، بعد أن أكمل النادي الأندلسي اللقاء بعشرة لاعبين في الدقائق الـ23 الأخيرة، علماً بأنه يخوض لقاء اليوم بغياب الفرنسي نبيل فقير بسبب الإيقاف.
وكان أتلتيكو انفرد بالصدارة بعد فوزه على هويسكا 2 - صفر الخميس، محققاً انتصاره الثاني على التوالي والـ22 هذا الموسم في الدوري. ويدرك أتلتيكو أن الخطأ ممنوع لا سيما بعد أن أهدر تقدم أكثر من عشر نقاط في صدارة الترتيب قبل أن يخسره بعد سلسلة نتائج متواضعة. ولن تكون المهمة سهلة أمام مضيفه أتلتيك بلباو العاشر رغم أن النادي الباسكي لم يعرف طعم الفوز في مبارياته الخمس الأخيرة في الدوري (خمسة تعادلات) وسقوطه في نهائي كأس إسبانيا السبت الماضي برباعية نظيفة أمام برشلونة، كان الثاني له في غضون أسبوعين بعد أن سقط أيضاً في النهائي المؤجل من الموسم الماضي أمام ريال سوسييداد.
وقال المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني بعد الفوز الخميس «بدءاً من مباراة ريال بيتيس (تعادل في المرحلة الـ30)، دخل الفريق في مقاومة. وأعتقد أن هذا الشعور تضاعف مذاك، كما رأينا خلال هذه المباراة. مبارياتنا الأخيرة شهدت استقراراً وتطوراً كبيرين». وأضاف «غداً ستشغل مباراة بلباو ذهننا. ستكون المراحل الخمس الأخيرة حاسمة للفرق الأربعة لإنهاء الموسم، وبالتأكيد سيحاول الأربعة الوصول إلى السباق الأخير بأفضل طريقة. (الليغا) صعبة جداً، ولا يمكننا التراخي الآن». وغاب عن أتلتيكو العديد من عناصره على غرار المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز والبرتغالي جواو فيليكس والفرنسي توما ليمار للإصابة.
وبعد خسارته الكلاسيكو في الدوري، انتفض برشلونة بتحقيقه لقب كأس إسبانيا للمرة الـ31 في تاريخه قبل أن يكرم وفادة ضيفه خيتافي بفوزه عليه 5 - 2 الخميس ليشدد الخناق على قطبي العاصمة، مبقياً على آماله بتحقيق ثنائية الكأس والدوري. ويحل النادي الكاتالوني على فياريال السابع ومدربه أوناي إيمري الذي يصارع على مراكز الدوري الأوروبي، علماً بأنه يواجه فريقه السابق آرسنال الإنجليزي في نصف نهائي الدوري الأوروبي ويستضيفه ذهاباً الخميس.
وكان ميسي مرة جديدة نجم اللقاء بتسجيله هدفين وصناعة آخر، معززاً مركزه في صدارة الهدافين. وكانت الثنائية الثالثة في خمس مباريات للفائز بالكرة الذهبية ست مرات، والهدف رقم 33 في مختلف المسابقات مع ناديه هذا الموسم. وبات ميسي إلى جانب البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم يوفنتوس الإيطالي، اللاعبين الوحيدين من الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى اللذين سجلا أقله 25 هدفاً في الدوري في 12 موسماً خلال هذا القرن، وفق موقع «أوبتا” للإحصاءات.
وقال الهولندي رونالد كومان، مدرب النادي الكاتالوني، بعد الفوز على خيتافي بشأن تجديد عقد ميسي الذي ينتهي في يونيو (حزيران) المقبل إن «هذا القرار بين يدي ميسي. إنه لاعب كبير، أحياناً قد يفقد تركيزه قليلاً، ولكن هذا لا يظهر في أدائه وفاعليته؛ ولهذا السبب هو أفضل لاعب في العالم». وتابع «الفريق في حاجة إليه، وآمل أن يستمر لسنوات عدة».



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».