مشروع انضمام واشنطن إلى الولايات الـ50 يصطدم بمعارضة جمهورية

مجلس النواب أقر التغيير والتحدي الأكبر في مجلس الشيوخ

ناشطون يعبرون عن دعمهم لانضمام العاصمة إلى الولايات الـ50 في مارس الماضي (أ.ف.ب)
ناشطون يعبرون عن دعمهم لانضمام العاصمة إلى الولايات الـ50 في مارس الماضي (أ.ف.ب)
TT

مشروع انضمام واشنطن إلى الولايات الـ50 يصطدم بمعارضة جمهورية

ناشطون يعبرون عن دعمهم لانضمام العاصمة إلى الولايات الـ50 في مارس الماضي (أ.ف.ب)
ناشطون يعبرون عن دعمهم لانضمام العاصمة إلى الولايات الـ50 في مارس الماضي (أ.ف.ب)

يواصل الديمقراطيون مساعيهم لإضافة العاصمة الأميركية واشنطن إلى لائحة الولايات الأميركية الخمسين. وقد لمحوا لبصيص أمل عندما مرر مجلس النواب يوم الخميس مشروع قانون لإقرار واشنطن الولاية الـ51 في الولايات المتحدة بدعم ديمقراطي عارم، ورفض جمهوري قاطع؛ إذ حصل المشروع على 216 صوتاً داعماً مقابل 208 أصوات معارضة. لكن الداعمين يعلمون جيداً أن العائق الأساسي أمام طموحاتهم يكمن في مجلس الشيوخ، فقد سبق لمجلس النواب أن مرر مشروعاً مطابقاً في عام 2020 لكنه لم يبصر النور في مجلس الشيوخ الذي لم ينظر حينها في مناقشة المشروع نظراً لسيطرة الجمهوريين على الأغلبية فيه. ولعلّ هذا هو الفارق الأبرز هذا العام، إذ يسيطر الديمقراطيون على الأغلبية في المجلسين، الأمر الذي سيسمح بطرح المشروع للنقاش والتصويت لأول مرة في تاريخ المجلس. وقد تحدث زعيم الأغلبية الديمقراطية ستيني هوير عن تفاؤله هذا العام، فقال: «نحن لسنا في الموقع نفسه الذي كنا فيه العام الماضي. فكلنا علمنا أن زعيم الجمهوريين لن يوافق على طرح المشروع للتصويت حينها، أما الآن فنحن متفائلون بأن هذا سيحصل».

- عراقيل في مجلس الشيوخ
لكن طرح المشروع للتصويت لا يعني أن إقراره سهل المنال، فمشاريع من هذا النوع بحاجة إلى 60 صوتاً للتمرير في مجلس الشيوخ وليس للأغلبية البسيطة التي يتمتع بها الديمقراطيون. وسيكون من شبه المستحيل التوصل إلى هذا الرقم السحري في غياب تام لأي دعم جمهوري، وتشكيك بعض الديمقراطيين المعتدلين في مجلس الشيوخ به.وبوجه هذه العراقيل، تعهد زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر بطرح المشروع للنقاش على أمل إقناع المترددين، فقال: «حان الوقت لنجعل واشنطن ولاية. هذا أمر يتعلق بالتمثيل العادل، فنظامنا مصمم كي يعطي الجميع في بلادنا صوتاً للتحكم في مصيرهم. وأغلبية المواطنين يقومون بذلك عبر التصويت لممثلين عنهم من نواب وشيوخ لتمثيلهم في هيكل الديمقراطية هذا، والترويج لمصالحهم والإعراب عن مشاكلهم».
ما يتحدث عنه شومر هنا هو الواقع الذي يحتج عليه قاطنو العاصمة، الذين يدفعون ضرائب لكنهم لا يتمتعون بأي تمثيل رسمي في الكونغرس، ليصبح شعارهم الرسمي: «ضرائب من دون تمثيل». فعلى خلاف الولايات الخمسين، لا تتمتع العاصمة واشنطن بمقعدين في مجلس الشيوخ، ويقتصر تمثيلها في مجلس النواب على مقعد رمزي للديمقراطية آليانور هولمز نورتون التي يمكنها سنّ قوانين، لكنها ممنوعة من الإدلاء بصوتها لأنها لا تعد نائبة.

- أسباب المعارضة الجمهورية
يتهم الجمهوريون الديمقراطيين بالسعي لإقرار واشنطن كولاية لتعزيز وجودهم في الكونغرس، إذ إن العاصمة التي يحق لمواطنيها التصويت في الانتخابات الرئاسية فقط تصوت تاريخياً للديمقراطيين بشكل قاطع. هذا يعني أن تمثيلها في الكونغرس سيكون ديمقراطياً بامتياز، ما سيعطي الحزب الديمقراطي مقعدين إضافيين في مجلس الشيوخ ومقعداً واحداً في مجلس النواب. لهذا السبب يعارض الجمهوريون بشراسة هذا الطرح، ويتهمون الديمقراطيين بالعمل على ترجيح الكفة لصالحهم عبر السعي لـ«تطبيق سياسات متشددة».
ويذكر الجمهوريون أن الدستور الأميركي خصص أرض العاصمة ليكون موقعاً فيدرالياً للمرافق الحكومية كالبيت الأبيض الكابيتول والوزارات المتعددة والنصب التذكارية، لكن الديمقراطيين يردون بالإشارة إلى أن نص المشروع المطروح يستثني شمل هذه المباني في الولاية، ويقتصر على المناطق السكنية فقط.

- اقتحام الكابيتول
لعلّ أبرز حجة ديمقراطية هذا العام لإقرار المشروع تتعلق بالصلاحيات التي ستتمتع بها عمدة العاصمة خاصة فيما يتعلق بنشر الحرس الوطني. فقد سلطت أحداث اقتحام الكابيتول في السادس من يناير (كانون الثاني) الأضواء على هذه المسألة، إذ إن عمدة العاصمة ميريل باوزر لا تتمتع بصلاحية إصدار أوامر لنشر الحرس الوطني، لأن الولاية تقع تحت سلطة الحكومة الفيدرالية، على خلاف الولايات الأخرى التي يتمتع حكامها بصلاحية إصدار أوامر من هذا النوع.

- مقترح بديل
لهذا، يطرح بعض الجمهوريين المعتدلين فكرة أخرى لحل هذه المشكلة، وهي ضم العاصمة واشنطن إلى جارتها ولاية ماريلاند، الأمر الذي سيعطي الولاية مقعداً في مجلس النواب من دون مقعدي مجلس الشيوخ. وقد تحدث السيناتور الجمهوري المعتدل ميت رومني عن هذا الطرح وأعرب عن دعمه له، مشيراً إلى أنه سيسعى لحشد الدعم لهذا التعديل. ويرى بعض الجمهوريين أن العاصمة واشنطن لا تتمتع بحق أن تصبح ولاية نظراً لعدد سكانها الضئيل، إلا أن هذه الحجة لا تتكرر على لسان الكثير من الجمهوريين نظراً لعدم دقتها، فعدد سكان العاصمة يتخطى عدد سكان ولايتي وايومينغ وفرمونت اللتين تتمتعان بمقعدين في مجلس الشيوخ وبمقعد واحد في مجلس النواب. فنسبة تمثيل الولايات في الكونغرس هي كالتالي: كل ولاية تتمتع بمقعدين في مجلس الشيوخ بغض النظر عن عدد السكان فيها. التمثيل في مجلس النواب يتعلق بعدد السكان؛ لهذا يقتصر تمثيل ولايات فرمونت وديلاوير وآلاسكا ومونتانا وغيرها على مقعد واحد فقط في مجلس النواب.



الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
TT

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)
رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

ووفقاً للتقرير العالمي بشأن الاتجار بالأشخاص والصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، فإنه في عام 2022 -وهو أحدث عام تتوفر عنه بيانات على نطاق واسع- ارتفع عدد الضحايا المعروفين على مستوى العالم 25 في المائة فوق مستويات ما قبل جائحة «كوفيد- 19» في عام 2019. ولم يتكرر الانخفاض الحاد الذي شهده عام 2020 إلى حد بعيد في العام التالي، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال التقرير: «المجرمون يتاجرون بشكل متزايد بالبشر لاستخدامهم في العمل القسري، بما في ذلك إجبارهم على القيام بعمليات معقدة للاحتيال عبر الإنترنت والاحتيال الإلكتروني، في حين تواجه النساء والفتيات خطر الاستغلال الجنسي والعنف القائم على النوع»، مضيفاً أن الجريمة المنظمة هي المسؤولة الرئيسية عن ذلك.

وشكَّل الأطفال 38 في المائة من الضحايا الذين تمت معرفتهم، مقارنة مع 35 في المائة لأرقام عام 2020 التي شكَّلت أساس التقرير السابق.

وأظهر التقرير الأحدث أن النساء البالغات ما زلن يُشكِّلن أكبر مجموعة من الضحايا؛ إذ يُمثلن 39 في المائة من الحالات، يليهن الرجال بنسبة 23 في المائة، والفتيات بنسبة 22 في المائة، والأولاد بنسبة 16 في المائة.

وفي عام 2022؛ بلغ إجمالي عدد الضحايا 69 ألفاً و627 شخصاً.

وكان السبب الأكثر شيوعاً للاتجار بالنساء والفتيات هو الاستغلال الجنسي بنسبة 60 في المائة أو أكثر، يليه العمل القسري. وبالنسبة للرجال كان السبب العمل القسري، وللأولاد كان العمل القسري، و«أغراضاً أخرى» بالقدر نفسه تقريباً.

وتشمل تلك الأغراض الأخرى الإجرام القسري والتسول القسري. وذكر التقرير أن العدد المتزايد من الأولاد الذين تم تحديدهم كضحايا للاتجار يمكن أن يرتبط بازدياد أعداد القاصرين غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى أوروبا وأميركا الشمالية.

وكانت منطقة المنشأ التي شكلت أكبر عدد من الضحايا هي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بنسبة 26 في المائة، رغم وجود كثير من طرق الاتجار المختلفة.

وبينما يمكن أن يفسر تحسين الاكتشاف الأعداد المتزايدة، أفاد التقرير بأن من المحتمل أن يكون مزيجاً من ذلك ومزيداً من الاتجار بالبشر بشكل عام.

وكانت أكبر الزيادات في الحالات المكتشفة في أفريقيا جنوب الصحراء وأميركا الشمالية ومنطقة غرب وجنوب أوروبا، وفقاً للتقرير؛ إذ كانت تدفقات الهجرة عاملاً مهماً في المنطقتين الأخيرتين.