مسؤول أممي: تأخر إعادة إعمار غزة قد يشعل نزاعًا جديدًا في فلسطين

قوات إسرائيلية تعتقل 11 فلسطينيًا في الضفة الغربية

مسؤول أممي: تأخر إعادة إعمار غزة قد يشعل نزاعًا جديدًا في فلسطين
TT

مسؤول أممي: تأخر إعادة إعمار غزة قد يشعل نزاعًا جديدًا في فلسطين

مسؤول أممي: تأخر إعادة إعمار غزة قد يشعل نزاعًا جديدًا في فلسطين

حذر مسؤول في الأمم المتحدة من أن نقص الأموال لإعادة إعمار غزة قد ينسف الجهود المبذولة لتفادي نزاع جديد في الأراضي الفلسطينية.
وأعلن جيفري فيلتمان، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، أمام مجلس الأمن الدولي، مساء أول من أمس، أن الجهات المانحة التي وعدت بتقديم 5.4 مليار دولار في مؤتمر القاهرة قبل 4 أشهر «لم تف بالقسم الأكبر من تعهداتها» حتى الآن. وقال فيلتمان إن «هذا أمر غير مقبول بصراحة، وهذا الوضع لا يمكن أن يستمر إذا أردنا تفادي تصعيد جديد في غزة»، موضحا أن نقص الأموال «يلقي بثقل كبير لا يمكن أن يتحمله سكان غزة».
وكانت إسرائيل قد شنت بين يوليو (تموز) وأغسطس (آب) الماضي حربا على قطاع غزة دامت 50 يوما، وأوقعت 2200 قتيل في الجانب الفلسطيني، و73 قتيلا في الجانب الإسرائيلي، كما دمرت عمليات القصف مائة ألف منزل.
وبحسب فيلتمان، فإنه سمح لأكثر من 75 ألف منزل بتسلم مواد بناء يخضع دخولها لمراقبة الأمم المتحدة وإسرائيل، وتمكن 47 ألفا من شراء تجهيزات مختلفة.
لكن فيلتمان شدد على ضرورة إعطاء الأولوية مرة أخرى لوضع إطار عمل يمكن أن يؤدي إلى تحقيق السلام الشامل، وأعرب عن الأمل في أن يتمكن المجتمع الدولي، من خلال اللجنة الرباعية التي أعيد تفعيلها، من مساعدة الأطراف في تجنب التوجه إلى المنزلق المنحدر، ودعم العودة إلى المفاوضات.
وأوضح فيلتمان أن الجهود الدولية لا يمكن أن تنجح وحدها، وأن السلام الحقيقي والدائم لا يمكن أن يتحقق من دون التزام من الأطراف بالتغلب على انعدام الثقة، والإقدام على التسويات الصعبة الضرورية لحل الصراع.
وكان المجتمع الدولي قد وعد في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في القاهرة بتقديم مساعدة للفلسطينيين قيمتها 5.4 مليار دولار، وتقرر استخدام نصفها لإعادة إعمار غزة التي دمرتها عمليات القصف الإسرائيلية، الرامية بحسب إسرائيل، إلى وقف إطلاق الصواريخ من غزة.
لكن الأمم المتحدة التي تعاني هي نفسها من نقص الأموال، أعلنت في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي تعليق المساعدة المالية التي كان يتوقعها عشرات الآلاف من الفلسطينيين لترميم منازلهم، أو دفع إيجار منازلهم في غزة.
وفي القاهرة، وعدت قطر بتقديم المساهمة المالية الأكبر بقيمة مليار دولار، كما أعلنت واشنطن مساعدة فورية قيمتها 212 مليون دولار من أصل 400 مليون دولار على مدى عام، كما وعد الاتحاد الأوروبي بتقديم مبلغ إجمالي من 450 مليون دولار للعام 2015.
من جهة ثانية، اعتقلت قوات إسرائيلية فجر أمس 11 فلسطينيا خلال عمليات دهم وتفتيش، نفذتها في أنحاء مختلفة في الضفة الغربية. وحسب مصادر إعلامية محلية فقد قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باعتقال 6 أشخاص من مدينة طولكرم وأزقتها بعد مداهمة منازلهم. كما اعتقلت قوات 3 أشخاص من مدينة نابلس بعدما اقتحمتها وداهمت عدة منازل، بالإضافة إلى اعتقال شخصين من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية بعد مداهمة عدة أحياء.
وتشن القوات الإسرائيلية حملات اعتقالات بصورة شبه يومية في أنحاء الضفة الغربية لملاحقة أشخاص تصفهم بـ«المطلوبين».
وعلى الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر، لقي شاب فلسطيني حتفه أمس داخل نفق للتهريب، وفق ما أعلنت مصادر فلسطينية، وذكرت أن الشاب، البالغ من العمر 18 عاما، قتل جراء صعقة كهربائية أصابته داخل نفق للتهريب بين مدينة رفح، أقصى جنوب قطاع غزة ومصر، وجرى نقل الشاب جثة هامدة إلى مستشفى أبو يوسف النجار في رفح.
وحسب مصادر فلسطينية، يتواصل العمل في أقل من 10 في المائة من مئات أنفاق التهريب المنتشرة بين قطاع غزة ومصر، بعد إغلاقها من قبل الجيش المصري صيف عام 2013. وقد مثلت الأنفاق بديلا لسكان غزة لمواجهة الحصار المشدد الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ منتصف عام 2007 إثر سيطرة حركة حماس على الأوضاع فيه بالقوة.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».