سوق سوداء للأكسجين في الهند مع تفشي «كورونا» (صور)

كانت بونام سينغا، المصابة بـ«كوفيد 19»، تكافح للبقاء على قيد الحياة، بعدما نفد مخزون الأدوية في المستشفى الذي نقلت إليه في باتنا بشرق الهند، فيما كان ابنها، براناي بونج، يخوض معركة موازية في السوق السوداء بحثاً عن أدوية يمكن أن تنقذها.
ووفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية، تحتاج الهند التي تضربها موجة ثانية من الوباء، إلى الأدوية والأكسجين الذي يعتبر ضرورياً للمصابين بأعراض «كوفيد» الحادة.
وبما أن النقص في أي مادة يعتبر فرصة للمتربحين، نشأت سوق سوداء، وأيضاً حركات تضامن، من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
وجال بونج على كل الصيدليات في باتنا بحثاً عن عقار ريمديسيفير المضاد لفيروس «كورونا»، والذي نفد من مخازن المستشفى، إذ من دونه، كانت والدته تواجه خطر الموت. وقال إن صيدلانياً عرض عليه شراء الدواء من السوق السوداء مقابل مبلغ خيالي، مقداره 100 ألف روبية (1105 يوروات)، أي 30 ضعف سعره العادي و3 أضعاف الراتب الشهري للطبيب في الهند.

لكن بونج حصل على الدواء من قريب، توفيت زوجته المصابة بـ«كوفيد 19»، وتبرع له بالقوارير الأربع من العقار، والتي كانت مغلقة.
وبعد فترة وجيزة، أُبلغ في مكالمة تلقاها بعد منتصف الليل أن الأكسجين ينفد أيضاً من المستشفى لمعالجة والدته.
ومرة جديدة، بدأ الشاب يسعى لإنقاذها، وأضاف بونج: «بعد ساعات، تمكنا من الحصول على سرير بسعر مرتفع جداً في مستشفى خاص إلى حيث نقلناها».
في الفترة الأخيرة، انتشرت قصص مروعة بالمقدار نفسه في كل أنحاء البلاد، ويقود اليأس المواطنين إلى التسول على مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على الأدوية وأسرّة في المستشفيات والأكسجين والاختبارات.
وفي مدينة لاكناو (شمال)، اشترى أحمد عباس (34 عاماً) قارورة أكسجين سعة 46 لتراً، مقابل 45 ألف روبية، أي 9 أضعاف سعرها المعتاد، وقال: «طُلب مني الدفع مسبقاً والذهاب لجلبها في اليوم التالي».
وفي نهاية الأسبوع الماضي، انتقد وزير التجارة بيوش غويال «الأطباء الذين يعطون المرضى كميات أكسجين غير ضرورية». وقال للصحافيين: «يجب إعطاء المرضى فقط كمية الأكسجين التي يحتاجون إليها».
وتخطط نيودلهي في الوقت الراهن لاستيراد 50 ألف طن من الأكسجين، وهي توزع عبر قطار خاص، أطلق عليه «أكسجين إكسبرس»، القوارير في الولايات الأكثر تضرراً بالوباء.

وتعهد رئيس الوزراء ناريندرا مودي، مساء الثلاثاء، بـ«بذل كل جهد ممكن لتعزيز الإمدادات».
وتغزو المناشدات، المطالبة بعلاجات وأسرة في المستشفيات، مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأت شبكة من النشطاء و«المؤثرين» العمل لمساعدة الأشخاص الذين يواجهون صعوبات.
والناشطة المناخية ديشا رافي، والشخصية البارزة على «يوتيوب» كوشا كابيلا، من بين عشرات الشخصيات الهندية الشهيرة التي تعمل من أجل العثور على معلومات حول توافر أسرة المستشفيات وخطوط المساعدة وأرقام الصيدليات التي تملك مخزوناً واسعاً من الأدوية، حتى خدمات توصيل الطعام ومشاركتها.

وأكدت الشخصية الشهيرة على «يوتيوب» سريشتي ديكسيت (28 عاماً) أنها تتلقى مناشدة للمساعدة كل 30 ثانية، وتبذل كل ما في وسعها لتقديمها.
لكن اللوائح التي تشاركها مع 684 ألف متابع لها على «إنستغرام» تصبح بالية، إذ تمتلئ أسرة المستشفيات، وتباع أدوية الصيدليات بسرعة البرق.
وهي تعمل إلى وقت متقدم من الليل، فيما تتحقق من المعلومات اللازمة للاستجابة لطلبات المساعدة، وقالت: «لا أنجح دائماً، لكني آمل أن أتمكن من خلال عملي من مساعدة الناس».