تونبرغ تحذّر المشترعين من نفاد الوقت لإنقاذ البيئة

الناشطة البيئية تشكك في تعهدات السياسيين وتدعوهم للاستماع إلى العلماء

غريتا تونبيرغ تخاطب متظاهرين في بروكسل خلال مارس 2020 (أ.ف.ب)
غريتا تونبيرغ تخاطب متظاهرين في بروكسل خلال مارس 2020 (أ.ف.ب)
TT

تونبرغ تحذّر المشترعين من نفاد الوقت لإنقاذ البيئة

غريتا تونبيرغ تخاطب متظاهرين في بروكسل خلال مارس 2020 (أ.ف.ب)
غريتا تونبيرغ تخاطب متظاهرين في بروكسل خلال مارس 2020 (أ.ف.ب)

حذرت الناشطة البيئية غريتا تونبرغ أعضاء الكونغرس الأميركي، اليوم الخميس، من أن الوقت يداهمهم في سعيهم إلى التوصل لحل جذري للأزمة البيئية. وقالت السويدية تونبرغ في جلسة استماع أمام مجلس النواب الأميركي إنها «لا تصدق وعود المشترعين»، معتبرة أنهم «يكررون الكلام نفسه منذ أعوام من دون التصرف».
وجلست تونبرغ على الجهة المقابلة للشاشة خلال جلسة الاستماع التي عقدتها لجنة الرقابة والإصلاح الحكومي في مجلس النواب بمناسبة يوم الأرض، في محاولة للتوصل إلى حلول وبدائل عن الوقود الأحفوري، في وقت يسعى فيه الديمقراطيون في الكونغرس لدفع الرئيس الأميركي جو بايدن باتجاه الوفاء بوعوده الانتخابية في هذا الخصوص.
وقال رئيس اللجنة الديمقراطي رو كانا: «نحن نقدر أن الرئيس بايدن تعهد بإنهاء الوقود الأحفوري خلال السباق الرئاسي، لكن التفاصيل مهمة». وتابع كانا وهو من الوجوه التقدمية البارزة في الكونغرس: «بعد 4 أشهر من تسلم الرئيس الحكم، يسعى التقدميون للحصول على تعهدات ملموسة وواضحة من قبل الإدارة لتنفيذ وعودها».
من جهتها، توجهت تونبرغ البالغة من العمر 18 عاماً إلى أعضاء اللجنة، فقالت لهم: «أنا لا أمثل أي مصالح مالية أو سياسية ولست من أي مجموعة ضغط، إذاً لا أستطيع أن أفاوض وأعقد صفقات أو أساوم، فليس لدي ما أقدمه لكم ولست بعالمة، لكن كل ما يمكنني أن أفعل هو أن أحضكم على الاستماع إلى العلم والتصرف بناء على المعطيات العلمية، وأن تستعملوا حسكم المنطقي».
وتقول تونبرغ إن تعهد البلدان المختلفة بتخفيف غازات الانبعاث الحراري إلى النصف خلال العقد المقبل «ليس كافيا»، وتنتقد استعمال الوقود الأحفوري بشدة.
وقد سبق أن مثلت الناشطة البيئية الشابة أمام الكونغرس في سبتمبر (أيلول) من عام 2019، ووبخت المشرعين لأنهم لا يعملون جاهدين للتصدي للأزمة المناخية. وهذا ما كررته خلال حضورها جلسة أمس (الخميس)، حين شككت بتعهدات النواب قائلة: «سأكون صريحة معكم. لا أصدق أنكم ستقومون بما تتعهدون به». وأضافت منبهة: «نحن الشباب سنكتب عنكم في كتب التاريخ. نحن من سيقرر كيف سيتذكركم العالم، نصيحتي لكم أن تكون خياراتكم حكيمة». وتابعت: «تستطيعون اليوم أن تنقذوا سمعتكم، لكن الوقت يمضي بسرعة».


مقالات ذات صلة

باحث بريطاني: «المناطق الزرقاء» المشهورة بعمر سكانها المديد مجرد خدعة

بيئة جانب من الساحل الشمالي لجزيرة سردينيا الإيطالية (فيسبوك)

باحث بريطاني: «المناطق الزرقاء» المشهورة بعمر سكانها المديد مجرد خدعة

تشكل الفكرة القائلة إنّ «المناطق الزرقاء» المشهورة في العالم بطول عمر سكانها وارتفاع نسبة المعمرين فيها، مجرد خدعة تستند إلى بيانات غير صحيحة؟

«الشرق الأوسط» (باريس)
يوميات الشرق معرض مستدام وصديق للبيئة من إنشائه إلى تصميمه ومكوّناته (تصوير: تركي العقيلي)

من التصميم إلى الإنشاء… ابتكارات مستدامة تُشكِّل معرضاً دولياً في السعودية

تبرز تقنية «الشجرة التفاعلية» وسط القاعة. فعندما يقترب الزائر تدبُّ الحياة في الشجرة ويُعرَض وجهٌ عليها لتبدأ بسرد قصتها ممثّلةً الأشجار المُعمِّرة في السعودية.

غازي الحارثي (الرياض)
الاقتصاد جانب من المؤتمر الصحافي الختامي لمؤتمر «كوب 16» بالرياض (الشرق الأوسط)

صفقات تجاوزت 12 مليار دولار في مؤتمر «كوب 16»

يترقب المجتمع البيئي الإعلان عن أهم القرارات الدولية والمبادرات والالتزامات المنبثقة من مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16).

عبير حمدي (الرياض)
يوميات الشرق تكريم الفائزين الثلاثة ضمن مبادرة «حلول شبابية» بالتزامن مع «كوب 16» (واس)

منصّتان وشركة... «حلول شبابية» سعودية مبتكرة لمختلف التحديات البيئية

لم تكن الحلول التي قُدِّمت في مؤتمر «كوب 16» للقضايا البيئية والمناخيّة الملحّة، وقضايا تدهور الأراضي والجفاف، قصراً على الحكومات والجهات الخاصة ذات الصلة.

غازي الحارثي (الرياض)
بيئة شجرة تذبل بسبب الجفاف في تشيلي (رويترز)

ثلاثة أرباع أراضي العالم باتت «جافة بشكل دائم» خلال العقود الثلاثة الماضية

بات ما يزيد قليلاً على 75 في المائة من أراضي العالم «أكثر جفافاً بشكل دائم» على مدى العقود الثلاثة الماضية، وفق تقرير تدعمه الأمم المتحدة صدر، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (باريس)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.