إلقاء القبض على الشيخ بلال دقماق في مطار بيروت بعد ترحيله من تركيا

لبنان: القوى الأمنية توسع دائرة خطتها العسكرية في البقاع وتداهم مخيمًا للنازحين السوريين

إلقاء القبض على الشيخ بلال دقماق في مطار بيروت بعد ترحيله من تركيا
TT

إلقاء القبض على الشيخ بلال دقماق في مطار بيروت بعد ترحيله من تركيا

إلقاء القبض على الشيخ بلال دقماق في مطار بيروت بعد ترحيله من تركيا

واصلت القوى الأمنية المكلفة تنفيذ الخطة العسكرية في البقاع الشمالي، إقامة الحواجز في منطقة الشراونة وعند مداخل مدينة بعلبك الغربية، بينما توسعت في اتجاه بلدة بوداي غرب بعلبك، وعملت على توقيف مطلوبين واحتجاز سيارات غير قانونية كما دهمت مخيما للنازحين السوريين في منطقة طليا في بعلبك.
في غضون ذلك، أوقف الأمن العام اللبناني في مطار بيروت يوم أمس، الشيخ اللبناني المطلوب للعدالة رئيس جمعية «اقرأ»، بلال دقماق، بحسب ما أكد مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، رافضا إعطاء المزيد من التفاصيل قبل انتهاء التحقيق معه. وكانت قد صدرت مذكرة توقيف بحق دقماق في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، خلال وجوده في تركيا، بعد مداهمة القوى الأمنية منزله في طرابلس وعثورها على كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر. وأعلنت قيادة الجيش، مديرية التوجيه، في بيان لها أمس، أنّه «وفي إطار الإجراءات الأمنية التي تنفذها وحدات الجيش في منطقة البقاع، أوقفت هذه الوحدات في مناطق بعلبك وحوش تل صفية والطيبة 19 شخصا من التابعية السورية لدخولهم الأراضي اللبنانية بصورة غير شرعية، وضبطت 3 سيارات من دون أوراق قانونية، كما دهمت قوة من الجيش منزل أحد المطلوبين في بلدة المرج - البقاع الغربي حيث أوقفت 4 أشخاص من المشتبه فيهم، وضبطت في حوزتهم 3 بنادق حربية وكميات من الذخائر، بالإضافة إلى أعتدة عسكرية متنوعة، وتم تسليم الموقوفين مع المضبوطات إلى المراجع المختصة لإجراء اللازم».
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، أن القوى الأمنية دهمت مخيما للنازحين السوريين في الطيبة، شرق الطريق الدولي زحلة - بعلبك، وأوقفت عددا من السوريين، وحجزت عددا من السيارات، وشاحنة بيك آب بيضاء من دون أوراق.
وكان القرار بشأن تنفيذ الخطة الأمنية في البقاع التي بدأت قبل أسبوع، قد اتخذ نتيجة توافق سياسي بين «حزب الله» و«تيار المستقبل»، بشكل أساسي، بعد بدء الحوار بين الطرفين، تخلّله لغاية الآن عقد 6 جلسات، كان آخرها يوم أمس. بينما تمثلت أبرز نتائج الحوار بتنفيذ خطّة أمنية في سجن رومية وإزالة الشعارات والأعلام الحزبية من بيروت وبعض المناطق، لا تزال الخلافات مستمرة بين الطرفين بشأن أهمّ المواضيع، وهذا ما كان واضحا في كلمة كل من رئيس الحكومة السابق، سعد الحريري، وأمين عام «حزب الله»، حسن نصر الله، قبل يومين، ولا سيما لجهة مشاركة «حزب الله» في القتال بسوريا إلى جانب النظام واتهام المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري عناصر من «حزب الله» الضلوع في الجريمة.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.