أميركا تواجه أزمة رقائق... وتتحوط من تضخم فائق

الفيدرالي ملتزم بأقصى مستوى للتوظيف وأسعار مستقرة

قال رئيس الفيدرالي جيروم باول إن الاقتصاد الأميركي سيشهد تضخماً «أعلى قليلاً» لفترة مؤقتة هذا العام (رويترز)
قال رئيس الفيدرالي جيروم باول إن الاقتصاد الأميركي سيشهد تضخماً «أعلى قليلاً» لفترة مؤقتة هذا العام (رويترز)
TT

أميركا تواجه أزمة رقائق... وتتحوط من تضخم فائق

قال رئيس الفيدرالي جيروم باول إن الاقتصاد الأميركي سيشهد تضخماً «أعلى قليلاً» لفترة مؤقتة هذا العام (رويترز)
قال رئيس الفيدرالي جيروم باول إن الاقتصاد الأميركي سيشهد تضخماً «أعلى قليلاً» لفترة مؤقتة هذا العام (رويترز)

وسط تحديات كثيرة تواجه الاقتصاد الأميركي خلال مرحلة التعافي الحالية من الكبوة الكبرى التي تعرض لها في العام الماضي، يرى كثير من المراقبين أن أكبر العقبات والتحديات تتمثل في تجاوز سلسل للإنعاش الاقتصادي دون توحش التضخم، إضافة إلى تجاوز التحديات الخارجية وعلى رأسها تأمين سلاسل الإمداد، خاصة ما ظهر جلياً مؤخراً في الرقائق الإلكترونية.
وقالت جينا رايموندو وزيرة التجارة الأميركية إن الولايات المتحدة تواجه أزمة أمن قومي بسبب نقص إنتاج أشباه الموصلات. وأضافت رايموندو: «ليس في الأمر مبالغة عند القول إننا في هذه اللحظة نواجه أزمة في سلسلة إمداداتنا»، مضيفة أن نقص الإنتاج يمثل «خطرا للأمن القومي وخطرا للأمن الاقتصادي».
ونقلت وكالة بلومبرغ عن وزيرة التجارة قولها أمام لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ مساء الثلاثاء إن الولايات المتحدة تعتمد بالكامل على الصين وتايوان للحصول على أشباه الموصلات.
ويذكر أن الخطة التي يقترحها الرئيس بايدن لتطوير البنية التحتية بإنفاق تبلغ قيمته 2.25 تريليون دولار تتضمن تخصيص 50 مليار دولار لمؤسسة العلوم الوطنية لإنشاء مديرية تكنولوجية تركز على تصنيع أشباه الموصلات ضمن أمور أخرى. علما بأن أزمة نقص الرقائق الإلكترونية دفعت أغلب شركات صناعة السيارات في العالم إلى تقليص إنتاجها.
وفي سياق منفصل، قال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في رسالة إلى السيناتور ريك سكوت مؤرخة في الثامن من أبريل (نيسان)، إن الاقتصاد الأميركي سيشهد تضخما «أعلى قليلا» لفترة مؤقتة هذا العام، بينما يتزايد التعافي وتدفع القيود على الإمدادات الأسعار في بعض القطاعات للصعود، لكنه ملتزم بتقييد أي تجاوز كبير للمستوى المستهدف للتضخم.
وفي رد من خمس صفحات على رسالة مؤرخة في 24 مارس (آذار) أثار فيها السيناتور الجمهوري عن ولاية فلوريدا مخاوف حيال زيادة التضخم وبرنامج البنك المركزي الأميركي لشراء السندات، قال باول: «لا نسعى إلى تضخم يتجاوز كثيرا مستوى الاثنين في المائة، ولا نسعى إلى تضخم فوق الاثنين في المائة لفترة طويلة». وأضاف باول قائلا: «مع ذلك، يسعني التأكيد على أننا ملتزمون تماما بدعامتي مهمتنا المزدوجة كلتيهما... أقصى مستوى للتوظيف وأسعار مستقرة».
وقلص مجلس الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الرئيسي في مارس الماضي ليقترب من الصفر بعد أن أضرت جائحة فيروس «كورونا» بالولايات المتحدة، وتعهد بالإبقاء على تكاليف الاقتراض دون تغيير يصل بالاقتصاد إلى مستوى التوظيف الكامل، ويصل بالتضخم إلى اثنين في المائة، وهو بالفعل في طريقه لتجاوز ذلك المستوى «بشكل طفيف» لبعض الوقت.
ويشتري البنك المركزي أيضا سندات خزانة وأوراقا مالية مدعومة برهون عقارية بقيمة 120 مليار دولار كل شهر للإبقاء على أسعار الفائدة عند مستوى يدعم التوظيف والإنفاق، متعهدا بالاستمرار في ذلك إلى أن يرى «مزيدا من التقدم الكبير» في اتجاه التوظيف الكامل وهدف التضخم المرن عند اثنين في المائة.
ولا يتوقع أغلب صناع السياسات في مجلس الاحتياطي الوصول إلى تلك الأهداف لسنتين أخريين. وقال باول في رسالته إلى سكوت: «ستكون خطواتنا المستقبلية على صعيد السياسة معتمدة على التقدم الحقيقي في اتجاه أهدافنا»، وهو ما يؤكد على نقطة أثارها رئيس المجلس مرارا خلال الشهور الأخيرة، وهي أن البنك المركزي لن يرفع أسعار الفائدة على أساس التوقعات، مثلما فعل قبل ست سنوات.
ويعتبر كثير من المحللين الآن أن دفع أسعار الفائدة للارتفاع في 2015 كان خطأ في السياسة أدى دون داع إلى كبح التعافي من الأزمة المالية التي سبقت ذلك بأقل من عقد.


مقالات ذات صلة

البيت الأبيض: سياسات بايدن تجذب استثمارات اقتصادية أميركية بقيمة تريليون دولار

الاقتصاد الرئيس الأميركي جو بايدن يوقع على قانون الاستثمار في البنية التحتية بالبيت الأبيض 15 نوفمبر 2021 (رويترز)

البيت الأبيض: سياسات بايدن تجذب استثمارات اقتصادية أميركية بقيمة تريليون دولار

أعلنت الإدارة الأميركية يوم الاثنين أن الشركات تعهدت باستثمار أكثر من تريليون دولار في قطاعات صناعية أميركية، مثل أشباه الموصلات والطاقة النظيفة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (رويترز)

ترشيح بيسنت يدفع عقود «داو جونز» الآجلة لأعلى مستوياتها على الإطلاق

سجلت عقود «داو جونز» الآجلة أعلى مستوى لها على الإطلاق يوم الاثنين، محققة مكاسب ملحوظة بين عقود مؤشرات الأسهم الأميركية.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد يتجه المتسوقون إلى المتاجر في «وودبيري كومون بريميوم أوتليتس» في سنترال فالي، نيويورك (رويترز)

ارتفاع مؤشر نشاط الأعمال الأميركي لأعلى مستوى خلال 31 شهراً

ارتفع مؤشر نشاط الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى خلال 31 شهراً في نوفمبر (تشرين الثاني)، مدعوماً بالتوقعات بانخفاض أسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد بورصة نيويورك للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)

هيمنة الأسهم الأميركية تزداد قوة مع فوز ترمب

تواصل الأسهم الأميركية تعزيز تفوقها على منافسيها العالميين، ويعتقد العديد من المستثمرين أن هذه الهيمنة قد تزداد إذا تمكن دونالد ترمب من تنفيذ برنامجه.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الولايات المتحدة​ حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت يتحدث خلال فعالية (رويترز-أرشيفية)

حاكم تكساس الأميركية يأمر أجهزة الولاية بوقف الاستثمار في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية الذي ينتمي إلى الحزب الجمهوري غريغ أبوت، الأجهزة المعنية بوقف استثمار أموال الولاية في الصين، وبيع هذه الاستثمارات في أقرب فرصة.

«الشرق الأوسط» (أوستن (تكساس))

السعودية الأولى عربياً والـ20 عالمياً في مؤشر «البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة»

منظر عام للعاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)
منظر عام للعاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)
TT

السعودية الأولى عربياً والـ20 عالمياً في مؤشر «البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة»

منظر عام للعاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)
منظر عام للعاصمة السعودية الرياض (أ.ف.ب)

حققت السعودية المركز الأول على المستوى العربي ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والمركز العشرين على المستوى العالمي، وذلك وفق مؤشر البنية التحتية للجودة للتنمية المستدامة «QI4SD» لعام 2024.

ويصدر المؤشر كل عامين من منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «يونيدو»، حيث قفزت المملكة 25 مرتبة بالمقارنة مع المؤشر الذي صدر في عام 2022. وأوضح محافظ الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة الدكتور سعد بن عثمان القصبي، أنّ نتائج المؤشر تعكس الجهود الوطنية التي تقوم بها المواصفات السعودية بالشراكة مع المركز السعودي للاعتماد، والجهات ذات العلاقة في القطاعين العام والخاص، وذلك نتيجة الدعم غير المحدود الذي تحظى به منظومة الجودة من لدن القيادة الرشيدة لتحقيق مستهدفات «رؤية 2030»، وتعزز من مكانة المملكة عالمياً، وتسهم في بناء اقتصاد مزدهر وأكثر تنافسية.

وأشاد بتطور منظومة الجودة في المملكة، ودورها في تحسين جودة الحياة، والنمو الاقتصادي، ورفع كفاءة الأداء وتسهيل ممارسة الأعمال، مما أسهم في تقدم المملكة بالمؤشرات الدولية.

ويأتي تصنيف المملكة ضمن أفضل 20 دولة حول العالم ليؤكد التزامها في تطوير منظومة البنية التحتية للجودة، والارتقاء بتشريعاتها وتنظيماتها، حيث تشمل عناصر البنية التحتية للجودة التي يتم قياسها في هذا المؤشر: المواصفات، والقياس والمعايرة، والاعتماد، وتقويم المطابقة والسياسات الوطنية، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.